Sunday  27/02/2011/2011 Issue 14031

الأحد 24 ربيع الأول 1432  العدد  14031

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

استجدت في خبرات الواقع أحداث الثورات العربية، فبعد تونس جاءت مصر.., ثم ليبيا، وما لحق بالشارع الأردني في غضون ذلك.. فموريتانيا خرج أهلها أمس..، كل هذه الأحداث يقف منها الصغار في غضاضة خبرة، وغيض معرفة، غير قادرين على تفسير الأحداث، وتداعيات التراكمات موقف المندهش، وربما المحلل بغير هدى..، المتسائل بلا بصيرة...,

وإن كل ما يحتاجون إليه هو أن يتزودوا بخبرات تربطهم بالواقع، وتقربهم من حقائقه، وترسم لهم الخطوط الواضحة لاستقاء المعلومات، ومعرفة مفاصل التاريخ، ومنعطفات السياسة، والفوارق بين شريعة السماء وبين وضعية البشر،...

أي إنهم يحتاجون لثقافة تمكنهم من تقنين منهج الدولة الإسلامية وفق ما شرع لها الله تعالى من أنظمة، بها سادت ونجحت وتوسعت وحكمت بعدل، وبين الدساتير والقوانين الوضعية التي غالبا ما تنتهي بمثل هذه الصور الصادمة لأمن النفوس.

من هذا المنطلق، ولأن التعليم في مؤسساته لابد أن يكون الجسر بين طالب المعرفة وبين ما يخطط لثقافته، ومعرفته من أهداف، تتشكل في محتوى معرفي شامل واف، يربطه بالواقع ويزوده بخبرات لا تقصيه عنه،...

فإنني أناشد وزارة التربية والتعليم أن تستحدث منهجاً جديداً يواكب المرحلة.., يلقي الضوء على العالم من حول المتعلمين في مراحل دراستهم جميعها، يبنى على خبرات متدرجة.., تتبع أهم الأحداث التي استجدت على وجه الأرض، وتحديدا في محيطهم العربي والإسلامي، وتكوِّن لديهم معرفة الوقائع، والإلمام بالمعلومات العامة، على أن يكون الهدف منها توسيع ثقافتهم، وتعريفهم بطبيعة الحياة من حولهم، ومدارات الأفكار، وأبنيتها، وأنظمة التعايش، وحقوق الإنسان، لمنحهم فرص التفكير في قواعد بناء الأنظمة الصحيحة المستمدة من شرائع الله...

إن جميع الأهداف التي تبنى عليها المناهج، وتقوم على هدف أساس هو بناء وتزويد العنصر البشري منهم بما يؤهله من التعايش في حياته, والتكيف مع خبراتها..ما يضمنها ضرورة وجود منهج تعليمي مثل هذا، يقوم بتسديد حاجاتهم نحو معرفة ما يحدث في الحياة من حولهم...

ولا يتحقق لهم ذلك حين يتلقون الأخبار بعبثية الفوضى الراهنة، وبكثافة المشاهد الواقعة...دون أن يجدوا معلومات منظمة، في منهج يهدف إلى بناء ثقافة شاملة يتمتعون بها.

التعليم الحديث يتطلب مواكبة الخبرات، ويلح على ثقافة الأفراد..

لذا، لخصوا ما يحدث في الساحات العربية للجيل المتعلم في المدارس..

فإنهم بحاجة إلى معرفة ما يحدث بتفاصيل بينة، وحقائق واضحة، ذلك يساعدهم على بناء خبراتهم على وعي، لا بجهل قد يخرج الأحداث عن حقائقها..

قولوا لهم إن الرعاية التي لا تؤدى بأمانة، تختم أيامها بقبضتين: قبضة التفريط، وقبضة الحق..,

لا تدعوهم يرددون مصطلحات العنف، والسخط، والقتل، والإسقاط دون أن يعرفوا الدلالات التي كونت حروف كلماتها، وجُملها..

قولوا لهم: إن تونس، ومصر, وليبيا، وموريتانيا تمر بمنعطفات تأريخية حاسمة..

قولوا لهم: إن البطولة الحقة هي حق الإنسان على الأرض.., هذا الحق الذي تضج بنوره شريعة الله في الأرض.., ويجلِّيه كتابه الكريم، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام..

وإن الهزيمة هي حصاد النأي عن نبعهما الصافي..

إلى أن تغدو الأرض هي الفانية، وتبقى الآخرة هي دار القرار.

 

لما هو آت
يا تعليم ..
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة