Tuesday  01/03/2011/2011 Issue 14033

الثلاثاء 26 ربيع الأول 1432  العدد  14033

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كان الرجل المسن خارجا من منزله صباحا باتجاه مركز الأمير سلمان الاجتماعي، يسير بصحبة سائقه في الشارع بهدوء، حيث لا يستطيع قيادة السيارة بعد إصابته بجلطة أفقدته القدرة على القيام ببعض شؤونه العامة. وبينما هما يسيران في أحد شوارع الرياض تفاجأ السائق بسيارة ترتطم بهما من الخلف، فتوقف ليكشف عن مدى إصابة السيارة من جراء ذلك الارتطام.

وحال نزول السائق للتفاهم مع صاحب السيارة الأخرى، فإذا بشاب آخر يتجه نحو مقود سيارته وينطلق بها مسرعا. فما كان منه إلا إبلاغ أحد أبناء الرجل بما حصل لوالده وتعرضه لاختطاف من أحد الشباب وقام الابن بإبلاغ الدوريات الأمنية بالحادثة وأخبرهم عن الحالة الصحية لوالده ونسيانه بعض الأحيان.كما أبلغهم بموديل السيارة ولونها ورقم لوحتها.

وأثناء السير لم ينتبه الرجل المسن من تغير السائق ! ولكن السائق الشاب بادره بسؤال: هل تعرفني يا عم؟ التفت إليه الشيخ الكبير مستغربا من الصوت والهيئة، ورد بقوله:لا يا بني! من أنت؟ وكيف ركبت بالسيارة؟ وأين السائق؟ فأجابه الشاب ساخرا: أنا إرهابي!!

فما كان من الشيخ إلا أن قال له: الله يهديك يا بني، وأحكم قبضته على عصاه صامتا متكوراً على نفسه، متمتما ببعض الأدعية، ومطلقا بصره نحو الطريق.

عاجله الشاب بسؤال آخر:ما هو المكان الذي تريدني أن أضعك فيه؟

قال له الرجل: اذهب بي إلى مركز الأمير سلمان الاجتماعي،حيث وجهته الأساسية.

سخر منه الشاب. وأعاد عليه السؤال، فأعاد عليه الشيخ الإجابة.

اتجه الشاب نحو مركز الأمير سلمان وقبل أن يصل البوابة بعدة أمتار، طلب من الشيخ نقودا فأخبره الرجل بعدم توفر النقود. عند ذلك أشار بيده للشيخ آمرا إياه بالنزول. فقال الشيخ: أنا مريض ولا أستطيع النزول إلا بمساعدة. وطلب من الشاب مساعدته على النزول. وبالفعل نزل الشاب وأمسك بيد الشيخ وأنزله بكل قسوة وفظاظة، وطلب منه الإمساك بعمود الإنارة وما أن وضع الرجل يده على العمود حتى ولى الشاب هاربا بالسيارة.

وقف الشيخ المسن في الطريق وهو بحالة صعبة جدا، ممسكا بأحد أعمدة الإنارة في يوم بارد لم تشرق شمسه، يقلِّب بصره في الطريق وفي العابرين لعل صاحب مروءة ينقذه من وضعه برغم أنه رجل مقتدر ماديا، وفي رغد من العيش، وذو هيئة مرتبة جدا، ولكنه لا يستخدم الجوال بحكم مرضه.وحين لمحه سائق ليموزين وقف عنده عارضا خدمته فطلب منه توصيله إلى منزله في شمال الرياض وبعد عناء وصل لمنزله، وهناك أبلغوا ابنه بسلامته.

وبدأ البحث عن السيارة خشية استخدامها بعمل إرهابي بحسب أقوال الشاب (الحرامي) وما نقله الشيخ لابنه. واستمر البحث عن السيارة حيث وجدت في حي النسيم وقد امتلأت أعقاب سجائر وفي حالة سيئة ورديئة جدا من جراء استخدامها في التفحيط وأصبحت في حكم التالف برغم أنها كانت جديدة.

والواقع أنني تألمت لهذه الحادثة، حيث فقدت ثقتي ببعض الشباب الذين مافتئت أدافع عنهم وأقول دوما (البركة في الشباب) ولكن هذا الشاب وأمثاله لا يستحقون إلا إقامة الحد عليهم بالحرابة أو التعزيرحسب ما يراه الشرع أو ولي الأمر لأنهم يعيثون في الأرض فسادا وخرابا وترويعا، فلم يقدرِّوا سن الرجل ولامرضه ولم يراعوا الحقوق ولم يحترموا الأمن.

وأرجو ألا ينسب هذا الفعل للفقر أو البطالة لأن الشريف لا يقوم بهذا الفعل المشين، فالسرقة والترويع والتفحيط فراغ وفساد وخراب وسوء أخلاق.

فمن المسؤول؟

www.rogaia.net

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
سرقة وترويع رجل مُسن!!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة