Wednesday  02/03/2011/2011 Issue 14034

الاربعاء 27 ربيع الأول 1432  العدد  14034

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

يوم تاريخي في مسيرة الوطن
بقلم: سمو د. الجوهرة بنت فهد آل سعود(*)

رجوع

 

يوم تعانقت فيه القلوب والأرواح والتحمت فيه الأمة بروابط المحبة والمودة والتعاطف والتكاتف.. يوم سيذكره التاريخ بأحرف من نور.. يوم خرجت فيه جماهير هذا الشعب الوفي الأصيل تعبر فيه عن حبها وتقديرها لمليكها وتترجم بصدق وإخلاص ما سبق لها أن أطلقته من سمات وصفات على مليكها فنعم هو ملك الإنسانية، ونعم هو ملك القلوب، ونعم هو القائد المؤيد بعون الله وتوفيقه.

لقد شهد القاصي والداني على أن هذه الجماهير التي ارتعشت قلوبها خوفا على مليكها يوم أن علمت بسفره للعلاج ثم ما لبثت أن اتجهت بهذه القلوب إلى من بيده الشفاء.. إلى الله العلي القدير ترفع أكف الضراعة وتدعو لمليكها بالشفاء والعودة سالماً للديار، وكانت تتابع رحلته يوما بيوم، بل ساعة بساعة حتى جاءتها البشرى بنجاح العملية الجراحية فكانت فرحة ليس لمثلها فرحة اطمأنت بها النفوس والقلوب.. ثم كانت العودة الميمونة فكانت فرحة الوطن كل الوطن فرحة هي أكبر من أن تصفها بلاغة أو فصاحة، هي بحجم كل هذا الوطن رجاله ونسائه وأطفاله أرضه وسمائه وسهوله ووديانه وجباله، بل أطياره وأزهاره وأشجاره.

هنيئاً لك يا خادم الحرمين الشريفين.. هنيئاً لك بهذا الشعب الوفي المخلص هنيئاً لك بكل هذه القلوب التي أحبتك كل هذا الحب.. الحب الصادق الذي لا مراء فيه، الحب الكبير الذي تتسع مساحته لتكون بحجم كل هذا الوطن وكل ما فيه.

وهنيئاً لشعبك بك.. بل أنت يا خادم الحرمين الشريفين.. لقد وعدته فأوفيت جميع ما وعدت، وعدته بالارتقاء بهذا الوطن الغالي إلى مراتب الدول الحديثة المتقدمة فأنجزت ما وعدت.. وترجمت الوعد إلى خطط تنموية شاملة لكل جوانب الحياة، تتقدمها الخطط والبرامج التي تُعنى بالتنمية البشرية إيماناً منك بأن المواطنين هم ثروة هذه البلاد الحقة وأنه لا يمكن لأي تنمية أن تتم إلا بتأهيل وإعداد أبناء الوطن ليكون هم من يقوم بها ويعمل على تنفيذها، وقد واكب برامج التنمية البشرية برامج وخطط متوازية للمشاريع التنموية المؤهلة والداعمة لبناء الدولة الحديثة القائمة على الاقتصاد المعرفي فأطلقت حفظك الله مشاريع الجامعات العملاقة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ووجهت حفظك الله الجامعات القائمة بإعادة تأهيل نفسها وخططها وبرامجها والارتقاء بها إلى المستويات العالمية المطلوبة في جودة التعليم والأخذ بأسباب الجودة والمعايير العالمية التي من شأنها ليس فقط الاستجابة لمتطلبات الاقتصاد المعرفي الذي يمثل العمود الفقري في بناء أي دولة حديثة بل للدخول في المنافسة العالمية لجودة التعليم العالي واحتلال مرتبة متقدمة فيه. وقد تحقق هذا بالفعل في كثير من جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية.

كثيرة هذه الإنجازات التي ينبغي أن نستدعيها ونحن نتحدث عن فرحة الوطن بيوم يعد من أعز أيام الوطن.. كثيرة هي الإنجازات التي تحققت لهذا الوطن الغالي في عهد ملك القلوب وملك الإنسانية، فالأمة اليوم وهي تبدي كل هذا الفرح وبكل هذه المصداقية وبكل هذه العفوية وبكل هذه الشفافية مدفوعة بلا شك بما حققه لها مليكها من رفعة وعزة ومجد وعطاء موصول تم تتويجه بهذه الحزمة المباركة من الأوامر الملكية التي حملت الخير كل الخير لكل أبناء هذا الوطن مستهدفة المواطن ورفاهيته واستقراره وأمنه الاجتماعي والتعليمي والمعيشي بما يخفف عنه المعاناة والأعباء وبما يحقق له العيش الكريم، والذي لا شك فيه أن القرارات الملكية الكريمة بتنوعها وشمولها وتكاملها تعد قرارات تاريخية وإن أهم ما تتسم به أنها لامست احتياجات كافة شرائح المجتمع وبخاصة أولئك الذين لديهم قدر من المعاناة وقدر من عبء وثقل وطأة الحياة المعيشية.

كما أن هذه القرارات الملكية الكريمة استهدفت تعزيز قيم المواطنة وتوطيد وتدعيم لحمة التكاتف والتعاضد والتعاون بين جميع أبناء هذا الوطن وقيادتهم الرشيدة، وهو مطلب إستراتيجي يستحق أن نعمل عليه جميعاً، فإن قوة هذا الوطن تنبع من تعزيز قيم المواطنة فيه وتنبع من تماسكه ووحدته وهذا ما يشغل بال خادم الحرمين الشريفين ويضعه دائماً في رأس أولوياته ولهذا فقد استهدفت هذه الأوامر الملكية دعم هذا التوجه وترسيخ مفاهيمه بما يحقق أهدافه وهي تعزيز قيم المواطنة الحقة بين أبناء هذا الشعب الكريم.

أسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين من كل سوء وأن يؤيده بنصره وتوفيقه وأن يمدّه بعونه ورعايته وأن يشدَّ عضده بولي عهده ونائبه والنائب الثاني حفظهم الله جميعاً وسائر أبناء هذا الوطن الغالي.

(*) مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة