Wednesday  02/03/2011/2011 Issue 14034

الاربعاء 27 ربيع الأول 1432  العدد  14034

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

الحاضر في قلوبنا
د. سلطانه ملاّح الرويلي(*)

رجوع

 

يحتفل الشعب السعودي ومعه أمته هذه الأيام بعودة الحاضر في وجداننا دوما خادم الحرمين الشريفين أطال الله في عمره ومتعه بموفور الصحة والعافية. إن الإنسانية لتذرف دموع الفرح بسلامة قائد الأمة، باني المملكة الحديثة، الذي أعطى لوطنه وأمته بصدق وضمير وإخلاص، هذا الوطن الذي أيده الله واستطاع بحكمة وحنكة قيادته أن يتحدى المعيقات ويتجاوز التحديات ويخرج منها في كل مرة أكثر قوة وأصلب إرادة وأشد شكيمة وكان له ما أراد، لقد قاد خادم الحرمين الشريفين المملكة المعتزة بأمتها العربية، الوفية لأمجادها ولتطلعاتها والمؤمنة بحتمية انتصارها بالرغم مما يخيم على الساحة العربية من ظلال قاتمة. في يوم عودة خادم الحرمين الشريفين، يستذكر العالمان؛ العربي والإسلامي جميعاً زعيماً وقائداً فذاً وبانياً متفانياً كرس حياته وجهده لخدمة بلده وشعبه وأمته بدأب ومثابرة ونكران ذات قل مثيله. وفي علاقة كتلك التي ربطت خادم الحرمين الشريفين بشعبه الوفي الذي بادله حباً بحب وولاء ووفاء، فهذه العودة الخالدة في نفس كل سعودي وسعودية، وفي وجدان كل عربي ومسلم حر، تبقى إحدى المحطات الخالدة في تاريخ المملكة. كيف لا، ونحن نؤمن أن أبا متعب، وإن غادرنا لبعض الوقت، بقي في ناظرنا وأمامنا، فتلكم هي صحائف أعماله الخالدة وإنجازاته العطرة التي تبقى تحوم فوقنا وتذكرنا به كل لحظة. إن يوم عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلة علاجه ليوم نجدد فيه أمام العالم بيعتنا، ففيه يتقاطر أبناء شعبة من كل حدب وصوب وترتفع هتافات الشيوخ والشباب وتتعالى ابتهالات النساء ودعواتهن تحمد الله على سلامة أبي متعب. إنها العلاقة الوشيجة بين القائد وشعبه التي يعبر عنها الشعب في يوم عودة خادم الحرمين الشريفين بعفوية صادقة مخلصة للقيادة التي ما خذلت الشعب على مدى هذه السنوات الطويلة. لقد عرفنا خلال الأيام القليلة الماضية أننا لا نصبر على فراقك يوما واحدا. ولا عجب في ذلك إذ تميزت سياسته -أطال الله في عمره- في الداخل والخارج برؤى صائبة استطاع بها أن يضع المملكة في المكانة المرموقة واللائقة بها بين شعوب العالم ثم هو في الوقت نفسه تمكن من بسط أفكاره الراجحة للمساهمة في معالجة أعقد القضايا الشائكة التي يشهدها هذا العصر بروح متقدة اعترف بصواب حكمتها زعماء العالم وقادته لما فيها من توازن وعقلانية، فقيادته الحكيمة تتمتع بثقل كبير لها أثرها الملموس في مجريات الأحداث على مختلف المستويات الإقليمية والدولية. وثمة علامات فارقة وحافلة بالأمجاد لن تغيب عن عقول البشر لعقود طويلة قادمة على رأسها اهتمامك البالغ بخدمة الإسلام ونصرة المسلمين ومؤازرتهم ودعم قضاياهم العادلة، فقد عرفت وستبقى متصفاً بالعدل والإنصاف وإحقاق الحق ودرء الظلم بأحاسيس إسلامية صادقة عرفت عنك، تعاطفت من خلالها مع سائر الشعوب المغلوبة على أمرها، فكنت لا تقر الظلم ولا سلطة الظالمين، وتدعو إلى إحقاق الحق وإظهاره مهما كلف الثمن ومهما كانت النتائج. عندما نتحدث عن منجزات أبي متعب فإنه من الصعب الإلمام بها، فهي تحتاج إلى مجلدات ووقت وباحثين يكرسون جهودهم لهذه المهمة، ولن يفوه حقها مهما حاولوا. إننا وحين نستقبل خادم الحرمين الشريفين اليوم فإن الوفاء إليه يكون بصادق الولاء والانتماء لإسناد مسيرة التنمية والتحديث التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين ثم إيماننا الراسخ بحنكة خادم الحرمين الشريفين ومقدرته على إعلاء راية المملكة العربية السعودية لتحقيق الطموحات التي ترقى بالوطن نحو المستقبل الواعد بإذن الله. إن دور خادم الحرمين الشريفين في خدمة قضايا الأمة الإسلامية دور ريادي، فهو يبذل جهوداً ظاهرة في هذا الشأن، هذه الجهود التي أبرزت مكانة المملكة العربية السعودية لدى الشعوب الإسلامية، فهو الداعم الرئيسي لمسيرة رابطة العالم الإسلامي، ويعمل على تفعيل نشاطها، كما يدعم منظمة المؤتمر الإسلامي، ويعمل على تنسيق العمل العربي والإسلامي لنصرة قضايا الإسلام العادلة، كما يعمل على المصالحة بين الفرقاء المسلمين والقضاء على أسباب الخلاف بين الدول العربية والإسلامية، وكذلك عمله الدؤوب على توحيد الصف في مواجهة أعداء الأمتين العربية والإسلامية. وجهوده -أطال الله في عمره- في خدمة القضايا الثقافية الإسلامية والتعريف بالإسلام صفحة مشرقة أخرى في سيرته، فهو يعمل على نشر الوسطية الإسلامية، ويحرص على طباعة المصحف الشريف والعناية بالقرآن الكريم وعلومه، ويحث على دور علماء المملكة العربية السعودية في بيان ونشر العقيدة الصحيحة. إن عودة خادم الحرمين الشريفين من أرض المشفى إلى أرض الطهر والنقاء والقداسة هي عودة ميمونة يباركها رب العرش العظيم. وهي عودة تثلج الصدر وتنشر الدفء ننحني جميعا أمامها محبة واحتراما.

(*)جامعة الجوف

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة