Thursday  03/03/2011/2011 Issue 14035

الخميس 28 ربيع الأول 1432  العدد  14035

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

من نعم الله على هذه البلاد أن نظامها مستمد من كتاب الله وسنّة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن نعمه الكبيرة أيضاً أن القيادة العليا منذ التوحيد وإلى اليوم وهي تعتز وتنافح عن هذه الشريعة في كل محفل ومناسبة.

في استقبال سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز لمدير جامعة الإمام محمد بن سعود وأركان إدارته وعمداء وأساتذة وبعض طلاب المعهد العالي للقضاء كلام يسطّر بما هو أغلى وأثمن من الذهب، وهو في الحقيقة ليس كلاماً للاستهلاك الإعلامي، فما أعرفه عن سمو الأمير نايف - حفظه الله - أن قوله ينبع من قلبه، وإن ما يقوله هو ما يعتقده تماماً، ولذا المستمع لحديث سموه مع مدير الجامعة ومرافقيه يلحظ النبرة التي تدل على إيمان صادق بما يقول وحرص شديد على ما يدعو إليه.

يقول سموه: (بيننا وبين من يتهمنا بالتزمت والتشدد والوهابية كتاب الله عزّ وجلّ وسنّة نبيه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فالشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لم يأت بشيء من عنده، بل من كتاب الله وسنّة نبيه، وعلماؤنا وقضاتنا لا يحكمون فقط بما أفتى به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، بل يرجعون إلى أهل السنّة والجماعة والأئمة الأربعة وكل الأئمة إن شاء الله على حق وتبعهم علماء اجتهدوا وأتوا بالأدلة من الكتاب والسنة). ا.هـ.

كلام في غاية الأهمية لكونه جاء من رجل يتبوأ مكانة رفيعة في الحكم والمسؤولية الأمنية، وأيضاً جاء في وقت كثر فيه اللغط والأخذ حول النهج الذي تنتهجه المملكة العربية السعودية في تنفيذها لسياستها الأمنية والاجتماعية والتي تقابل لدى بعض المجتمعات العربية والإسلامية فضلاً عن الغربية بكثير من النقد كونها دولة وهابية كما يزعمون! وهي في الحقيقة دولة تحكم بالكتاب والسنّة كما أكّد سمو الأمير نايف، وما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب ما هو إلا تجديد لدعوة قديمة ران على بعضها ما ران فجاء الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله- وبدعم سياسي من الإمام محمد بن سعود - رحمه الله- لنبذ الخرافات والشركيات التي انتشرت في تلك الأيام بين الناس، وإلا فالشيخ محمد بن عبد الوهاب متبع غير مبتدع، وكما أكد الأمير نايف أن من يدّعي أن هذه الدعوة جاءت بشيء مختلف فالحكم بيننا وبينه كتاب الله وسنّة رسوله.

ويؤكّد سموه في هذا اللقاء أن كل مخالف مرجعه القضاء وهو لا يستطيع أن يعمل ما يخالف الحكم القضائي، وبنبرة أبوية حانية يتمنى رجوع من خرجوا عن الأمة وزلّت بهم الأقدام وصاروا ضمن الفئة المارقة.. يتمنى أن يعودوا إلى الحق، وينفي وبشدة وصم الأعمال الإرهابية بأنها أعمال من الإسلام، حيث قال سموه: (لا يجوز أن يوصف الإسلام بالإرهاب فالإسلام منه براء، والدولة قادرة على دحر هؤلاء المخالفين للإسلام، كما فتحت الطريق لهم للرجوع إلى الصواب إن شاء الله وهم مرجعهم القضاء، ونرجو أن يأتينا من القضاء ما يتناسب مع ظروف العصر وظروف الجريمة وما يؤدي إلى اجتثاثها وإنهائها، فنحن أمة ارتضت لنفسها أفضل شيء في الوجود كتاب الله وسنّة نبيه ونعتز بديننا دنيا وآخرة) ا.هـ.

لعلي لا آتي بجديد عندما أقول إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز يعد من الحكماء الذين يقولون القول الذي يعتقدونه تماماً وهذه مسألة في غاية الأهمية فإن من يقول ما لا يعتقده لا يمكن أن يكون مقنعاً حتى ولو تظاهر من حوله بأنهم مقتنعون، ولكن الأمير نايف وبكل أمانة وصدق يقول ما يؤمن به تماماً حتى وإن جاء غير مرضٍ في بعض الأحوال لفئة من الناس ولكنهم سريعاً ما يقتنعون بقوله لكونه قال الحقيقة وقال ما يجب أن يكون بدون أي مجاملة أو محاولة الالتفاف على الحقائق.

نايف بن عبد العزيز رجل حكيم بما تعنيه الكلمة فهو الرجل الفذ في الزمن الصعب.

والله المستعان.

 

الأمير نايف وحديث المسؤولية
إبراهيم بن سعد الماجد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة