Friday  04/03/2011/2011 Issue 14036

الجمعة 29 ربيع الأول 1432  العدد  14036

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

الجزء الثالث.. قراءة في كتاب حب الحصيد.. محمد بن ناصر العبودي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نقلت لك أيها القارئ الكريم شيئاً من مضامين الجزء الأول من كتاب (حب الحصيد) وليس كلها فالأول حافل بالموضوعات وواقع في 836 صفحة.

أما الثاني وهو في مثل حجم الأول يقع في أكثر من 800 صفحة.

استهله المؤلف الكريم الأستاذ محمد بن عثمان البشر بعنوان:

(عادات وعبادات) (صـ 839-847):

تحدث فيه عن ذكرياته خلال شهر وأيام الصيام وليالي القيام فيه قبل التغير الذي حصل في البلاد الذي لا يزال موجوداً الآن.

وقال فيه من بين ما قال:

(عادات وعبادات:

تنقضي الأيام وتنتهي الشهور والأعوام، يحل عصر فينتهي ويجيء بعده عصر، تتغير العادات وتتعدل المناهج، وتتبدل الأجيال، ولا باقٍ إلا الله تعالى، ولا ثابت إلا ما ثبت عن كتاب الله وسنة رسوله، نصف قرن مر على بلادنا نسخت عادات وجدت ممارسات، تقلبت أحوال: عسر ثم يسر وشدة ثم فرح، اضطراب ثم استقرار، خوف فأمن، فرقة فوحدة.

يشاء الله لي أن أدرك عصرين من تلك العصور وأن أشهد تغيرات الحياة وتبدلات المجتمع، وأن أعيش فترة من ضيق المعيشة وشدتها، ثم بكثير من الرخاء وتوفر النعم، بعضاً من بساطة الحياة وجملة من تعقيداتها، أدركت الكثير من القوة في أداء العبادات، والاحتساب في العمل لله وفي كثير من الاجتهادات.

كانت المساجد ومعاهد العلم ودور العبادة ببنائها الطيني وأرضها الرملية، بخلوها من الإنارة إلا بواسطة السراج، بانعدام أي وسيلة لتكييف الهواء، كانت خلوة المسجد وهي تحت رواق المصلى في باطن الأرض الملجأ في برد الشتاء لدفئها النسبي وفي الصيف لبرودتها كذلك، كانت السطوح المكان المفضل لأداء صلوات المغرب والعشاء والفجر في الصيف، وكانت السرحة الفناء الخلفي للمسجد المحل الدائم لأداء صلاتي الظهر والعصر حيث الشمس في الشتاء.

بيوت الله المساجد عامرة دائماً بالذكر والصلاة وحلق الدرس والعباد الملازمين لها، وفي شهر رمضان تزداد تألقاً وتمتلئ بالقارئين والمصلين والمتهجدين.

شهر رمضان الكريم له الفرحة والبهجة من الجميع شيوخاً وكهولاً شباباً وصبياناً، حينما تشمر سواعد المحتسبين لتنظيف أروقة وأعمدة وسقوف وأبهاء المسجد، وغالباً ما يحضر كميات من الرمل الجديد النظيف على ظهور الجمال فيفرش فوق الرمل الأول وبديلاً عنه، وإذا لم يتيسر الرمل الجديد فإن الرمل القديم في الأروقة والمصابيح يغمر بالماء حتى يتطاير غباره ويصبح نظيفاً، من أين يحضر الماء؟ من بئر المسجد التي لا يخلو منها مسجد على عمق من عشرة إلى عشرين متراً، أغلب الماء مالح جداً يمتح من البئر بواسطة الدلاء ثم ينقله المحتسبون على الأكتاف إلى المواقع.

من معدات شهر رمضان المبارك الاهتمام بزيادة وجود الماء العذب نسبياً البارد نسبياً بواسطة القرب المصنوعة من جلود الضأن والماعز، تحضر قبل المغرب فتعلق على مشاجب في أركان المسجد).

انتهى.

ثم أعقب المؤلف ذلك العنوان وما تحته بعناوين عديدة يجمع بينها التنويع والتشويق مثل:

من شعر الحكمة وقوة الإيمان.

واستغرق من ص 848 إلى ص 853.

ثم تلاه عنوان آخر:

(خبرات وتجارب ودروس)

واستغرق من صفحة 854 إلى ص 864.

ومن بين ما تجد فيه قوله:

(خبرات وتجارب ودروس العلم لا حد له، والمعرفة لا نهاية لها، والمرء حياته يسعى للتزود من كل علم، الشخص العاقل، والمجتمع الناصح يأخذ من خبرات الآخرين وتجاربهم ما ينفعه في مسيرته لتلافي ما يمكن من أخطاء التطبيق.

الشرق والغرب، الشمال والجنوب عالم واحد يستفيد بعضه من بعض، ومن صغرنا تمر علينا الحكمة القائلة: اطلبوا العلم ولو في الصين، مقالة خرجت من جزيرة العرب وما أبعدها عن الصين، لكن العلم لا يحسب له مسافة، كذلك أخذنا الحكمة القائلة: اطلب العلم من المهد إلى اللحد، بلا عمر محدود ولا سن موقوت.

أمة الإسلام كان لها الريادة في تطبيق العدل، في الرأفة، وقبل ذلك في وحدانية المعبود، دول عديدة وشعوب مديدة أقامت حياتها على هدي الإسلام، لكل شعب تجاربه ولكل وطن خبراته، والتجارب والخبرات تتلاقح وتمتزج لخير الإنسانية.

الدول الصناعية سبقت غيرها في إجراء التجارب والدارسات حتى خرجت مخترعات وصناعات متقدمة كان من بين ما سخر الخالق للإنسان، الدول الحية تبعث أبناءها للتعلم واكتساب الخبرات.

في المملكة العربية السعودية بفضل وعون من الله وتوفيق لأولي الأمر نحن انفردنا عن دول العالم كله بالسير على هدي كتاب الله وسنة رسوله كانا النظام والقانون والنهج فتوفرت لنا بذلك مزايا خصنا الله بها مثل الأمن والاستقرار والرضا، لنا تجربتنا الفريدة في خصوصية تعليم الفتاة، تعليماً محكماً منضبطاً لم تكسبه السنون إلاً قوة ومتانة وعفة وطهارة، فالحمد لله.

لنا تميزنا الخاص بأعمال الحسبة بإقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تقيم أمر الله وتحفظ المجتمع مصوناً متماسكاً.

إلى أن قال:

(لدينا نعمة كبيرة مغموطة وهي الأمن في الأوطان، كل آمن على نفسه وعرضه وتجارته، لا ينفي ذلك وجود وقائع تخل بالأمن مثل السرقات، لكن جرائم السلب والنهب قليلة، حوادث القتل محدودة).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة