Sunday  06/03/2011/2011 Issue 14038

الأحد 01 ربيع الثاني 1432  العدد  14038

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يحصد الإعلام الجديد جماهير أكثر وبحرية واسعة، بعد أن تحول المواطن العادي عبر جهازه المتنقل إلى صحفي ينقل الصورة والصوت والكلمة دون رقابة أو حذف، ويكتب ويوثق ويسجل لرأي حر عبر مدونة أو موقع.

أصبحت المواقع الإلكترونية بتنوعها -جزءاً رئيسياً من محتوى إعلام اليوم ومشاهده، فيما طورت المحطات الفضائية مواقعها لتمكينها من الاستقبال بشكل سهل للمواد المصورة المرسلة من متابعيها، متيحة جزءاً كبيراً من بثها المباشر للقطات القادمة من موقع الحدث، وهو أمر استوعبته وسائل الإعلام الغربية من وقت مبكر، وسخرته بشكل رئيس لتعزيز محتواها.

الظاهرة -ظاهرة الصحفي المواطن-، الممول للمحطات التلفزيونية بالمحتوى شهدت حضورها الأول قبيل العام 2000م، لكن فعالياتها ظهرت على الهواء عبر ما تم استقباله وبثه من قبل محطات التلفزيون الأمريكية بشكل مكثف العام 2001 وفي أعقاب الهجوم الذي شن بالطائرات على برجي التجارة العالمي.

لتتحول الهواتف المتحركة إلى مصدر غني للمادة الصحفية، فيما استخدام الهواتف الجوالة وتطور تقنية التصوير عبرها تنمو بشكل كبير، لنشهد ولادة الموقع العملاق اليوتيوب عام2005، والذي أتاح رفع سهل لمقاطع الفيديو وعرضها.

لاحقا، اتجهت محطات عالمية إلى تفعيل خدماتها للحصول على المزيد، من ذلك موقع السي إن إن، الذي أنشأ مبكراً صفحة ضخمة - أي ربورتر- مكنته من الحصول على لقطات وصور خاصة في مواقع لا يتواجد فيه مراسلون للقناة، مع الكوارث الطبيعية وغيرها.

وبعد أن كان المتلقي محدوداً بصفحات القراء، أصبح يقدم أثمن محتوى للوسيلة الإعلامية، بل أصبحت وسائل الإعلام تحرك جيشاً من الباحثين للوصول إلى أحدث ما يتم رفعه أو بثه عبر الإنترنت، لتتغير معها صناعة الإعلام للأبد بشكل ملفت.

وإذا كان أهل الإعلام يقولون في نظرياتهم الحديثة، «إن المحتوى هو الملك»، فقد أصبحت الوسائل الحديثة هي التاج، والعرش.

الصورة اليوم تشهد تفاعلاً غير مسبوق بين وسائل الإعلام -تلفزيون بالدرجة الأولى- ثم الصحف، من جهة، ووسائل الإعلام الجديد - عبر الإنترنت وتقنيات أو بروتوكولات الاتصالات المتطورة باستمرار، من جهة مقابلة، مكونة مشهداً مثيراً ومتكاملاً للسلطة الرابعة بنفوذها وحضورها وتأثيرها.

وما تحققه محطة فضائية ناجحة وعالية المصداقية، وتنجزه عبر توظيف شامل للإعلام الجديد، يتفوق في تأثيره الاجتماعي أو السياسي والاقتصادي، على ما يمكن أن تفعله وزارة دفاع وخارجية وإعلام مجتمعة.

والاستثمار الدائم والمتنوع في هذه بناء وسيلة متكاملة هو السبيل الواقعي، الذي من شأنه أن يكون قادراً على التأثير والتغير وقيادته.

إلى اللقاء.

 

إعادة هيكلة الإعلام!
ناصر الصِرامي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة