Sunday  13/03/2011/2011 Issue 14045

الأحد 08 ربيع الثاني 1432  العدد  14045

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

كتاب «معجم مصنفات الحنابلة» حلّ لي مشكلات الماجستير

رجوع

 

قرأت في جريدتنا العزيزة (الجزيرة) الكثير عن كتاب (معجم مصنفات الحنابلة) من ذلك عدد يوم الاثنين 11-1-1423هـ الصفحة الثقافية، وعلمت كثرة استفادة الباحثين من هذه الموسوعة المفيدة، وقد جرى لي وقفات مع هذا المعجم أثناء قيامي بعمل رسالة الماجستير وبيان ذلك في التالي:

الطالب لا ينسى أيام دراسته، بل كلما تقدم في العمر تعلق بتلك الأيام أكثر، وصار يتذكر تلك الأيام الماضية وما حصل فيها من مواقف سالفة. أما الدراسات العليا فالمواقف فيها تختلف عن ذلك إذ إن التعلق في الدراسات العليا يكون مع العلم وما حصل من صعوبات، وما بذله الطالب من أتعاب ومجاهدات، وقد كنت طالبة في الدراسات العليا (مرحلة الماجستير) وكان موضوع الأطروحة هو تحقيق (حاشية في الفقه الحنبلي)، وقد كانت هذه الحاشية قديمة، صعبة القراءة خطها قديم، أكل عليه الدهر، ومزقها تصاريف الملاك وتنقلها من مالك لآخر، وقد ترددت كثيراً في الإقدام على تحقيقها أو صرف النظر عن ذلك نظراً لما تتميز به هذه المخطوطة من الصعوبات المركبة. لكنني لقلة الموضوعات وندرة المخطوطات آثرت الإقدام على تحقيقها وتحمل عناء التنقيب عن مخابيها وتآكل حروفها، وقد يسر الله التغلب على الكثير من كتابة المخطوط كاملاً على أقرب صورة رسمها مؤلفة، وكان ذلك بعد وقت طويل وعناء عظيم، ومال كثير، وكنت أتوقع أن الأمر ينتهي عند التغلب على هذه الصعوبة لكنني فوجئت بأن الصعوبة لم تبدأ بعد؟ وذلك أنني عندما باشرت التحقيق، وشرعت في التعليق واجهت الكثير من المبهمات سواء كان هذا الإبهام في عنوان الكتب التي ينقل عنها المؤلف أو كان هذا الإبهام في اسم مؤلف هذا المرجع، فمثلاً يقول المؤلف: قال في المصباح، أو قال في الأنوار ونحو ذلك، وعند الرجوع إلى مظان البحث أجد أبحراً متلاطمة وأمواجاً هائجة حول المسألة المطلوب معرفتها وتمييزها. وأحياناً يبهم اسم المؤلف فيقول: قال التقي، أو قال الشهاب، أو قال الشمس، وعند البحث في المظان أقف على العجب العجاب في معرفة هذا المبهم ومعرفة مَنْ هو. وقد أبديت للمشرف هذه الصعوبة وهل من الممكن تجاوزها، فأجاب بأن هذا الإبهام لا بد من تمييزه، ولا فائدة من التحقيق مع بقائه فشمرت عن ساعد الجد، وطفت المكتبات واشتريت المصنفات، وبذلت جهدي وطلبت ممن أثق به مساعدتي وحصرت المطلوب (المبهمات) وهي كثيرة، وحاولت مراراً وتكراراً حل شيء منها لكنني فوجئت أن ما أسعى لتحقيقه إنما هو صخر أصم لا يكاد يتفتت، وبقيت أمامه حائرة أنظر إليه بعين غائرة، وكلما حاولت البحث ومعاودة فك المعقد رأيت أنني أضيع الوقت الثمين ولا أستطيع نيل القليل، ولكن ساعة الفرج ليست بعيدة، وما عند الله قريب.

وما من شدة إلا سيأتي

لها من بعد شدتها رخاء

وذلك عندما هاتفتني إحدى الصديقات وزميلة قد حاولت معي فك المبهمات، مضمون هذه المهاتفة: هنالك كتاب صدر حديثاً عنوانه: (معجم مصنفات الحنابلة) فتباشرت بهذا الخبر وسارعت في اقتناء هذا المعجم، ووصل إليّ بعد صلاة العشاء الآخرة فجعلته عشائي، ويممت إليه ردائي، واستعنت بالباري لاستخراج مبهماتي. ما هي إلا لحظات حتى تناثرت على المبهمات التي صارت واضحات، إن بحثت عن العنوان وجدته كاملاً موضحاً ومفسراً، وإن بحثت عن المؤلف ألفيته مذكوراً بصفاته وألقابه مقروناً اسمه بكتابه، وما هي إلا لحظات حتى تناثرت المبهمات، وإذا بالمؤذن ينادي للصلوات، وسمعت بعد ذلك الإقامة للصلاة فعلمت أنها صلاة الفجر، وأن الوقت قد أنسرق بما حصلت عليه من الدرر وما حزته في هذه الليلة مما بحثت عنه أدهراً، فجزى الله صانعه خير الجزاء، وبارك في الجهود النافعة التي تبقى دهراً وأدهراً.

أسماء عبدالله- ماجستير بالفقه

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة