Wednesday  16/03/2011/2011 Issue 14048

الاربعاء 11 ربيع الثاني 1432  العدد  14048

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

ما دمت بخير حنا بخير
ناصر بن محمد القحطاني *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود من رحلة العلاج معافى -والحمد لله- فعادت إلينا بهجتنا التي فقدناها طوال رحلته منذ أن غادر أرض الوطن إلى أن عاد بسلامة الله وحفظه.

ولقد سطرت أقلام كثيرة مشاعر الشعب السعودي الكريم بل وكل الشعوب العربية والإسلامية بمناسبة عودته الميمونة، ذلك أن الملك عبدالله - ملك الإنسانية - والذي تعلم في مدرسة والده المؤسس -رحمه الله- يُعدُّ نموذجاً فريداً للحاكم الإنسان الذي يحب الخير لشعبه ويسهر على راحته ويقوده إلى الأمام ليحتل المكانة التي يستحقها بين شعوب العالم. وهو كذلك ملك الدفاع عن الوطن، فقد تولى رئاسة الحرس الوطني منذ عام 1382هـ فجعل منه قوة ودرعاً واقياً يقي المملكة غوائل الزمن وكيد الأعداء. وهو كذلك ملك التنوير، فقد تم في عهده تأسيس جامعات جديدة في المدينة المنورة وتبوك وحائل وجيزان والطائف والقصيم والجوف والباحة وعرعر ونجران وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، مما يسر التحاق أبناء المملكة في مواطنهم الأصلية بالتعليم العالي، وعزز العلم والثقافة والخبرة والإيمان، وهي الأركان الأساسية التي تقوم عليها الدول المتحضرة، كما دفع الشباب السعودي للعلم خارج المملكة من خلال مشروعة - حفظه الله - للابتعاث الخارجي.

وهو ملك أدار موارد الدولة على أسس اقتصادية سليمة، إذ يجري حالياً العمل في إنشاء مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد ومدينة المعرفة ومدينة جازان الاقتصادية، إضافة إلى المجلس الاقتصادي الأعلى الذي يترأسه والذي يرسم الخطوط الاقتصادية العريضة للبلاد، فضلاً عن التخطيط لإنشاء مدن اقتصادية في رابغ وحائل والمدينة المنورة. وهو ملك المشروعات الضخمة التي يشهد عليها التاريخ، حيث تجري توسعة المسجد الحرام من جهته الشمالية وتوسعة المسجد النبوي من الجهة الشرقية وتوسعة المشاعر المقدسة في منى ومزدلفة وعرفات، فضلاً عن الصرح الهائل الذي أقيم مقابل الحرم المكي والمتمثل في وقف الملك عبدالعزيز الذي صار معلماً عالمياً. وها هو مشروع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أول جامعة متكاملة للبنات في المملكة يجري تنفيذه على قدم وساق لتكون واحدة من أبرز معالم نهضة هذه البلاد يلقى عليها المسافر والزائر نظرة في غدوه ورواحه من مطار الملك خالد الدولي وإليه.

وهو أيضاً ملك الدبلوماسية والحوار، فقد أقيم مؤتمر حوار الأديان في مرحلته الثالثة تحت رعايته في نوفمبر 2008م وذلك أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها رقم 63 في نيويورك، وإعلانه عن المبادرة العربية لتسوية نزاع الشرق الأوسط وحل القضية الفلسطينية، فضلاً عن تدخله الشخصي لمصالحة الأطراف المتنازعة في فلسطين أو في الصومال أو في غيرهما من البلاد، إضافة إلى قيامة بزيارة الفاتيكان واجتماعه بالبابا في إطار جهوده لدعم الحوار بين الحضارات المختلفة بهدف دعم السلام والأمن الدوليين.

وهو ملك التقدم واللحاق بمركبة الزمن التي لا تقف عن الحركة، فقد أصدر مرسوماً بتأسيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، وذلك لتوفير مصادر بديلة لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة.

وفي مجال النقل، فإن هذا القطاع الحيوي الهام قد حظي بدعم كبير من الدولة باعتباره مفتاح التنمية لباقي القطاعات الأخرى، حيث شهدت سنوات العهد الميمون ارتفاعاً كبيراً في مستوى اعتماد وتنفيذ مشاريع الطرق الجديدة ورفع مستوى الطرق القائمة وفق سياسة تؤكد على تحقيق التوازن بين مناطق المملكة في تنفيذ تلك المشاريع مما أدى إلى ربط مناطق المملكة ودول الجوار بطرق سريعة ومزدوجة. كما تميز هذا العهد بالبدء في توسعة مشاريع السكك الحديدية لربط مناطق المملكة، حيث يجري تنفيذ المراحل الأولى من مشروع خط سكة حديد الحرمين الشريفين وخط سكة حديد الشمال - الجنوب بالإضافة إلى شبكة سكة حديد المشاعر المقدسة.

إن مناقب خادم الحرمين الشريفين لا يمكن أن تعد أو تحصى، ففي كل يوم يتم الإعلان عن مخطط يُنفذ، وكل يوم يتم الإعلان عن إنجاز حتى أن من يتردد على المملكة يجد فيها كل يوم تطوراً جديداً، ويشهد على عظم هذا التطور من عاش فيها فترة طويلة عندما يقارن بين الماضي والحاضر.

لقد تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الحكم في 2005م وكان سنداً لأخيه الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - وقد تحقق بعزمه وإصراره ونظرته الثاقبة وحكمته ما كانت آمالاً وأحلاماً فصارت حقائق، واستحق أن يكون من بين القادة العالميين الثلاثة الذين لهم أعظم التأثير في العالم وهم رئيس الصين ورئيس الولايات المتحدة وملك الإنسانية الملك عبدالله بن عبدالعزيز. فكيف لا نفرح بسلامته وقدومه إلى أرض الوطن وإلى الشعب الذي يحبه ويفديه بأرواحه ويقول له دوماً: ما دمت بخير حنا بخير.

* المستشار المشرف العام على مكتب وزير النقل

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة