Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

وطن لا نحميه لا نستحقه

رجوع

 

الثقافة عنصر مهم في حياة الأفراد والمجتمعات، وهي ذات بعدين مهمين، الأول معنوي ويشتمل الدين واللغة واللهجات والعادات والأعراف والمشكلات وأساليب حلولها، والأفكار ومراحل تطور الفكر. والثاني مادي ويشتمل خطط التنمية والبنى التحتية المختلفة. ولكل مجتمع ثقافته الخاصة به، والتي تميزه عن غيره من المجتمعات، والتي على ضوئها تقوم عجلة الحياة فيه، ترسم آليات تفكير أفرادها ومؤسساتها ومنطقهما وتصرفاتهما في الحياة. فمثلاً ما يعتبر مقبولاً في مجتمع قد لا يعد مقبولاً في مجتمع آخر.

لقد أكد المتخصصون في مجال التربية أنه يجب الحذر من الاختلافات بين الثقافات عند الاستفادة من خبرات وتجارب المجتمعات في شئون الحياة كلها، فما يصلح لمجتمع ليس بالضرورة أن يصلح لمجتمع آخر؛ تلافياً لنتائج قد تخسر المجتمعات الكثير من الإمكانات.

إن ما يحدث في المسرح العربي من انتفاضات شعبية واسعة، يفسر على أن الإنسان العربي واجه إهمالاً فاحشاً في متطلبات الحياة الكريمة على مر سنوات طويلة، وعندما وجد فرصة لإطلاق سخطه وجد معه آخرين يشاركونه الأهم.

والمملكة العربية السعودية ليست معصومة من النواقص والخلل في النواحي الخدمية والإنتاجية، لكن وبموضوعية تامة لا تقارن بأحوال الدول العربية التي شهدت انتفاضات شعبية؛ فالكثير منا سافر لهذه المجتمعات، ووجد تأخر حركة التنمية الحضارية فيها، بالتالي ليس من الدين ولا العرف الاجتماعي أن يفكر الإنسان السعودي في السير على منوالهم.

ويخطئ إذا دفعه الاعتقاد بأن هذه النواقص والخلل من شأنها أن تدفع البعض إلى التذمر ونعت الشخصيات المعنية بألقاب نابية عبر المواقع الإلكترونية؛ فهذا ليس من تعاليم الدين السمحة ولا أصحاب العقول الناضجة ولا أخلاق الفضلاء، ونحن فيما نعتقد ونلاحظ أن السعوديين محل تقدير الآخرين؛ لأنهم من بلاد الحرمين الشريفين الذين تربوا على الكتاب والسنة.

ويخطئ من يعتقد أن اتخاذ التجارب العربية المجاورة نماذج تستحق أن يُحتذى بها للتغيير وإيصال صوت المواطن المتضرر إلى صنّاع القرار، ويتعاظم خطأه إذا اعتقد أنها هي السبيل الأمثل لتحقيق المطالب والرغبات.

ويخطئ من يجعل الشخصيات التي لها خبرات غير سارة نحو قيادتها مصادر لبناء ثقته في تلقي التوجيهات والتعليمات؛ لأن الله تعالى أمر بسؤال أهل العلم محل الثقة.

ويخطئ من يظن أن المواقع الإلكترونية مصادر ثقة العقلاء في المجتمع، فقد أثبتت كتابات علمية أن المواقع الإلكترونية تسهم في التأثير على الاتجاهات ولكن ليست مصادر لتشكيلها.

ويخطئ من يظن أن القيادة السعودية تنقصها التجربة في التعامل مع الحالات الطارئة والمتقلبة، فالتاريخ الحديث يشهد بسجلات مشرفة عن تجاربها في مكافحة الإجرام كالإرهاب والمخدرات.

ويخطئ من يظن أن التعبيرات السيئة قد تهز مضجع القيادة السعودية وتجعلها تتخلى عن قناعاتها ومبادئها التي تلقتها من والدها المؤسس الملك عبد العزيز رحمه الله، فنحن نعيش في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والثوابت نفسها ولله الحمد.

ويخطئ من يعتقد أن السعوديين يرضون الخروج على ولاة الأمر وشق عصا الطاعة، فالإنسان السعودي لديه وفاء لقيادته كما لدى قيادته وفاء له. فهما وجهان لجسد واحد.

ما أجمل أن نجعل الأجداد والآباء نماذج لنا في إظهار أجمل تصرفات الانتماء للقيادة والولاء لها. وما أجمل أن يقول كل إنسان سعودي بصوت عالِ ويكتبها بخط عريض مقولة: وطن لا نحميه كل حسب مجاله لا نستحقه، وقيادة لا نكون معها في مختلف الظروف والأحوال لا نستحق اهتمامها. والحمد الله الذي جعل الانتماء للقيادة والانتماء لها من دواعي رضاه، والحمد لله الذي جعلنا سعوديين نجعل هذا اللقب تاجاً على الرؤس، وأوسمة على الصدور.

مساعد بن عبد الله النوح - أمريكا

drmusaedmainooh@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة