Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

600 سيدة تعلمت استراتيجيات الإقناع من خلال محاضرة بجامعة الأميرة نورة

رجوع

 

كتبت - مريم السلطان :

إن إستراتيجية الإقناع هي فن مخاطبة العقول مباشرة أو عبر القلوب في محاولة لجعل عملية إقناع الآخرين وتغيير سلوكهم ميسورة، ذلك أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وعبر التاريخ هناك من يقوم بدور فاعل في إقناع الآخرين ومساعدتهم على تغيير ما بأنفسهم، ولو كان رسوله الكريم فظا مع الناس لانفضوا من حوله يؤكد ذلك رب العالمين في كتابه الحكيم (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) فما الذي ينبغي أن يفعله من يريد إقناع الآخرين قبل أن يبدأ بمحاورتهم؟ وكيف يبدأ؟ وما الذي ينبغي أن يفعله بعد أن يبدأ الحوار؟ وإن كان لابد من النقد فكيف يكون؟ وكيف ينهي حواره مع من يريد إقناعهم؟ وما دور الإنصات والحوار في هذا كله؟ وهل لهما قواعد ينبغي أن يراعيها من يريد أن يقنع الآخرين؟ كل ذلك أجاب عنه سعادة المستشار النفسي والأسري د. ميسرة طاهر في محاضرة ألقاها للشريحة النسائية عن طريق الشبكة التلفزيونية في رحاب جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن نظمتها وكالة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ضمن سلسلة الأنشطة التدريبية التي تقدمها الجامعة للشريحة النسائية بالمجتمع بإشراف مباشر من سعادة وكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة د. نائلة بنت عبد الرحمن الديحان و بشراكة مجتمعية مع بنك الرياض الذي رعى هذه المحاضرة.

وقد بدأ سعادته المحاضرة بتوجيه الشكر الجزيل إلى جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن والقائمين على تنظيم هذه المحاضرات والورش التدريبية للمساهمة في رفع الوعي لدى الشريحة النسائية من سيدات المجتمع.

وقد بدأ سعادته المحاضرة بتعريف الحاضرات على مفهوم الإقناع ومدى حاجتنا للتعرف على سبله كأمهات وآباء وأبناء وأزواج وزوجات وموظفين وموظفات ورؤساء ومرؤوسين،حيث تطرق عن مدى أهمية تهيئة أنفسنا للمحاورة مع الشخص الذي نريد إقناعه وذلك عن طريق جمع أكبر قدر من المعلومات عنه لمعرفة ما يحبه وما يميل إليه وأن نكون على بينة بالمعتقدات الراسخة لديه، لأنها قد تشكل عوائق أو وسائل مهمة في عملية الإقناع، وفي حال أن الشخص قريب لنا فبالتأكيد سيكون هذا الأمر يسيرا علينا، وأكد على أهمية أخذنا في الاعتبار النظرة الإيجابية للشخص الذي نريد أن نتحاور معه وأن نقنع أنفسنا بأن هذا الشخص هو شخص صادق ومخلص لأننا لو لم نفعل هذا فإننا لا شعورياً سوف نجعله يشعر بما في داخلنا تجاهه من نظره سلبية وبالتالي سيضطر إلى أن يقف منا موقف المدافع ونخسر الحوار معه، بعد ذلك تأتي مرحلة تهيئة الشخص الذي نريد أن نتحاور معه وذلك عن طريق تلبية الحاجات الإنسانية والنفسية له حتى لا نبدأ الحوار معه وإلا وهو يشعر بالراحة والاسترخاء ،وأكد سعادته على أهمية التواضع والوجه السمح والكلمة الطيبة والهيئة الحسنة والأصوات المنخفضة لإقناع الآخرين.

ثم ذكر كيفية البدء في عملية الإقناع وذلك بسرد الحقائق للناس سواء المعرفية أو السلوكية، فإطلاع الناس على الحقائق بطريقة تخدم مصلحتهم وترك حرية الاختيار لهم هي أفضل طريقة للإقناع واتخاذ القرارات التي تدوم، فالإكراه يولد قناعات تزول بسرعة لأن القرارات الناتجة هي قرارات لإرضاء الآخر واكتفاء شره، وقبل كل هذا يجب أن نمثل قدوة حسنة للأشخاص الذين نريد إقناعهم، وقد أوصى سعادته بالحرص على إبراز المزايا الحسنة للشخص الذي نتحاور معه ولكن من دون مبالغة أو خديعة.

وأضاف سعادته أنه يجب علينا أن لا ننسى أنه قد نضطر إلى التحاور مع السفهاء الذين من الممكن أن يتلفظوا بألفاظ سيئة وحذر من أن يستفزنا هؤلاء الأشخاص ونخرج بسببهم عن النص أو أن نخرج عن طورنا، وانتقل بعد ذلك إلى السلوك الذي يجب نسلكه إذا لم يقتنع الشخص الذي أمامنا بما نريد وذلك بالتسامح معه ذلك سيجعله يحبنا وبالتالي سيقتنع بما نريده أن يقتنع به أما إذا لم نسامح فسنضظره إلى أن يكرهنا ولن يقتنع أبداً بما نريد، فقد قال العرب لا ينبغي أن يفسد الخلاف للود قضية

، وفي حال اضطررنا للنقد فيجب أن يكون ذلك برفق وبطريقة إيجابية لا تجعل الآخرين ينفروا منا وأكد سعادته على أهمية الإنصات واستخدام طبقات الصوت ولغة الجسد عند المحاورة للإقناع حيث تتشكل نبرة الصوت بنسبة 38% من وسيلة الإقناع أما لغة الجسد فتشكل 55% والباقي هو فقط ما تشكله المعلومة الأساسية.

وأنهى سعادته المحاضرة بالتأكيد على أهمية إشعار الآخرين بمحبتهم وتعزيز الخصال الجيدة لهم، فكلما فعلنا ذلك كلما أصبحنا أقدر على إقناعهم ،ولا ننسى استخدام العبارات اللطيفة مثل: من فضلك، لو تكرمت، أعتذر لو أخطأت، أعتقد وغيرها.

بعد ذلك تم فتح المجال للأسئلة والمحاورة للحاضرات مع سعادة الدكتور والتي استقبلها بصدر رحب

وفي الختام شكرت سعادة مديرة إدارة تخطيط وتنمية البيئة د. مها بنت أمين خياط سعادة الدكتور على تكبد أعباء السفر لإلقاء هذه المحاضرة كمساهمة منه في تثقيف وتوعية نساء المجتمع كما شكرت بنك الرياض على دعمه لأنشطة الوكالة المقدمة للشريحة النسائية من المجتمع.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة