Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

خاطرة من وحي وطني
عبدالعزيز محمد الروضان

رجوع

 

بالأمس استيقظت من نومي على صوت ندي يجلب السعادة والدفء هذا الصوت هو صوت مؤذن الحي الذي أسكن فيه فلما نهضت من سريري وإذا أنا أسمع صوت العصافير تنبعث من شجرة بالقرب من نافذة غرفتي توضأت وخرجت لأداء صلاة الفجر بنفس منشرحة وبخطى وثابة يحدوني الأمل والغد المشرق فبينما أنا أمشي إلى المسجد والسعادة تغمرني حيث لا أسمع صوتاً مرتفعاً إلا صوت الأذان ينبعث من هنا وهناك يعانق السماء تلك السماء التي لا يوجد ما يعكر صفوها شيئا من تلك الأشياء التي تلبدت بها سماء بلدان حولنا، فهذا دخان من حريق وذاك غبار من أثار قنبلة هنا وهناك حمدت الله وشكرته على النعمة التي نصبح بها ونمسي عليها، إننا نحن شعب المملكة العربية السعودية نتمتع بأمن وارف ولقمة عيش رغيدة فما أعظم حظنا ونحن نتفيأ ظلال هذا الأمن الوارف والعيش الهنيء تحت راية تحمل كلمة التوحيد التي من وعي مضامينها لن يظل ولن يشقى، إن دولة اتخذت من شرع الله لها دستوراً لها فهي إن شاء الله ستبقى إلى أن يرث الله السموات والأرض ومن عليها شامخة أبية لن يخلص إليها أذى كيد كائد أو حسد حاسد أو مكر ماكر.. كيف لا والله ترس لمن وحده وأطاعه!! إن بلادنا محسودة اليوم من أناس يعضون أناملهم من الغيظ علينا، ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فما أجدرنا والحالة هذه أن نشكر الله فبشكره تدون النعم قال تعالى: ?لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ?، وقال الحكيم: (قيدوا أقصى النعم بشكر أدناها) إننا نحمد الله أننا يد واحدة على من عادانا فلله الحمد والمنة على هذه اللحمة الوطنية ولله الحمد والشكر حينما نلتف حول قيادتنا ولاة أمرنا الذين يسعدون حينما نسعد، ويسوؤهم ما يسوؤنا، فلهم منا جميعا الشكر والعرفان على لين العريكة ونبل المحتد وطيب الفال فالله أسأل أن يوفقنا إلى دروب الخير وأن يحمي لنا ولاة أمرنا وعلمائنا وشعبنا، كم تملكني السرور وأثلج صدري حينما رأيت هذا الشعب النبيل، الذي التف حول قيادته رغم تلك الفتن والنداءات المغرضة هنا وهناك والتي ينادي بها أناس لا يسرهم حسن حالنا فلن يهدأ لهم بال إلا إذا تعكر صفونا، إن أبناء وطني على مختلف شرائحهم يعرفون الحق من الباطل علما أنه أحيانا يلبس الباطل بلباس الحق ولكن لما كان هذا الشعب يملك وعيا ثرا قاده إلى جادة الصواب فميز الغث من السمين فإن أولئك الذين يحاولون تمزيق هذه اللحمة ا لوطنية لن يظفروا بشيء من ذلك، نحن شعب نعرف أمر الله ونهيه وشربنا تعاليم ديننا مع حليب أمهاتنا، ونحن أحفاد لأجداد ما فتئوا يوصوننا بالذود عن حياض ديننا ووطننا وولاة أمرنا، إني أحياناً أدير مفتاح سيارتي فأذهب استنشق عبير وطني الكريم، فأقود السيارة على طرق عامة على جنباتها تلك النخيل الذي هو مظهر من مظاهر وطني، فتذهب بي الذاكرة بعيدا فأتذكر حياة أولئك الآباء والأجداد الذين عاشوا على جني هذه النخيل ويشربون من ركوة ماء بارد فيحمدون الله ويشكرونه، إنهم آنذاك لا يملكون أرصدة تتعاظم ولا قصورا مشيدة، ولا يملكون مروجا كمروج نيوزلندا، ولكنهم سعداء بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى لأنهم عرفوا أن السعادة تكمن من فيض إلهي ونفحات ربانية تدلف بهم إلى سعادة الدارين فحنكتهم تجارب الأيام وحلبوا أشطر الدهر خبرة وتجربة، فكأن تحت آباطهم تلك المناهج في جامعة هارفارد أو جامعة السربون أو جامعة إكسفورد.. فرحم الله ذلك الرفات الذين علمونا حب هذا الوطن المعطاء، إننا ولله الحمد والمنة اليوم نحذو حذوهم فنملك نسيجا اجتماعيا مترابطا فأتراح شمالي الوطن هي أتراح جنوبه وأفراح شرقه هي أفراح غربه، إننا إن شاء الله لن ينفذ إلينا أحد يمزق هذا التلاحم الذي بواسطته صرنا مضرب المثل وخيبنا آمال أناس قد راهنوا على تفككنا، وأنى للعدو أن تقر عينه بمناه ونحن نمسك صباح - مساء بكتاب من تمسك به لن يضل، ونحن وعينا جميعا وحي الله الطاهر حينما قال لنا: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)(103) سورة آل عمران، ونحن نعي قوله تعالى: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)(46) سورة الأنفال.

وأخيراً اللهم أبق هذا الوطن حراً أبياً شامخاً بولاة أمرهم خيارنا، واللهم أهد من ضل من أبناء هذا الوطن هداية لا يبغون عنها حولا، وردهم إليك ردا جميلا يميزون الحق من الباطل واجعلهم أعلام هدى ومعاول بناء للدين والوطن والمليك، وما نشتهيه نحن شعب المملكة العربية السعودية من خير ورفعة نشتهيه لجميع بلدان العالم الإسلامي بأسرها لا بل نشتهيه إلى جميع الشعوب والأمم تحت قبة هذه السماء، قال الحكيم الصيني ذات يوم: «الإشعاع في الروح يولد جمالاً في النفس وجمال النفس تولد انسجاماً في البيت والانسجام في البيت يولد نظاماً في البلاد، والنظام في البلاد يولد سلاما في العالم» هذا ما اقتبسه هذا الحكيم من أديان الله الخالدة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة