Friday  18/03/2011/2011 Issue 14050

الجمعة 13 ربيع الثاني 1432  العدد  14050

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

رؤية المخطوبة: (عادات تقليدية أم سنة نبوية؟!)
د. علي بن محمد الحماد

رجوع

 

الفتاة عبارة عن قطعة مشاعر تمشي على الأرض!! مشاعر الفتيات أدق من الشعرة، وأرهف من الشفرة!! سلاحها الدموع، ودأبها الميوع!!

ولقد عانت بعض الفتيات معاناة عظيمة في مراحل زواجها، وراغمت في ذلك مُراغماً كثيراً!! والفتيات كما وصفهن وأوصى بهن (رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم) في قوله: (رفقاً بالقوارير).. وكما أوصى الأمة عند وداعه لها حين قال: استوصوا بالنساء خيراً..

فمنهم من تُجبر على من لا تريد، من كبار السن، وذي السمعة السيئة، أو يُحجر عليها لابن عمها حتى وإن كان منغمساً في الفساد إلى أذنيه!! وهذه صورة من حماقات الجاهلية الغبراء، تطل علينا برأسها بين الفينة والأخرى!!

وهذه مصادمة لأمره صلى الله عليه وسلم حين قال: (لا تُنكح البكر حتى تستأذن) أي تشاور في الخاطب حتى توافق عليه (ولا تنكح الثيب حتى تستأمر). لكن لا تزال تطلع على خائنة منهم!! لا تزال تسمع عن بعض القبائل والأسر أنها لا تشاور بناتها للزواج، أو تُنكحها لمن نكرهه!! ثم ندخل بعد ذلك في جحيم هائل من الشكاوى في المحاكم، ومشاكل لا أول لها ولا آخر!!

وهذا جزاء من أعرض عن شرع الله.. {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} (124) سورة طه!! إن الشارع الحكيم أعرف بمصالحنا منا حين أمرنا برؤية المخطوبة فقد قال صلى الله عليه وسلم: (إذا هم أحدكم بخطبة امرأة فلينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها).

ولا شك أن الخالق أعرف بمصالح خلقه رجالاً ونساء.. {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (14) سورة الملك!! قال: ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها، وقد تناول الشراح هذا الحديث فقال بعضهم: ينظر إلى ما يظهر غالباً عند محارمها كالنحر والصدر والقدمين واليدين والوجه والرأس، وقال بعضهم الوجه واليدين.. لأن الوجه مجمع الجمال والمحاسن، واليدين لأنها تدل على خصوبة البدن.. وقيل ينظر إلى جميع بدنها سوى السوأتين.. بل قال بعض العلماء: له أن ينظر إليها حتى دون علمها إذا غلب على ظنه موافقة أهلها على الزواج.. كما في حديث جابر رضي الله: (كنت أتخبأ لها حتى رأيت بعض ما دعاني إلى نكاحها...).

لكن يُراعى في ذلك من لا تخفى عليه خافية، الذي يعلم السر وأخفى، الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور!!

وكان فعله صلى الله عليه وسلم أنه يكرر النظر، ويصعّده ويصوبه، ويتأمل المحاسن، لأن المقصود إنما يحصل بذلك.. لكن بدون خلوه، ومهما يكن من شيء فإن المستفيد الأول والأخير هما الزوجان ووالداهما، وأسرتاهما، حتى تُبنى الأسرة على أساس متين، تُبنى على التفاهم والرضى والقبول والقناعة.. أما التمسك بالأوضار الجاهلية، والآصار الهمجية، والأغلال التقليدية، وهي منع الخاطب من رؤية مخطوبته!! فهي أطلال جاهلية!! فهل عاداتهم وتقاليدهم أهدى سبيلاً، وأقوم قيلا؟ {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ} (170) سورة البقرة!!!؟ نعم يجب على كل أب أو ولي أمر فتاة أن يمنح الخاطب فرصة كافية لرؤية مخطوبته والحديث معها، ولا بأس بتكرار ذلك حتى يقتنعا ببعض أو يمتنعا عن بعض.. طبعاً دون خلوة، وبحدود الآداب والشيم.. كما أن عليه أن لا يجد أدنى حرج في ذلك، لأنه من نواقض الإسلام أن تكره شيئاً مما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم حتى ولو طبقته!! {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} (9) سورة محمد، {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} (65) سورة النساء.

فدعها سماوية تمشي على مهلٍ

لا تُفسِدنَها برأي منك منكوس!

محافظة رياض الخبراء

Ali5001@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة