Sunday  20/03/2011/2011 Issue 14052

الأحد 15 ربيع الثاني 1432  العدد  14052

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

حينما كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يستقبل المواطنين كان الناس يتحدثون معه على سجيتهم، وكانوا يقولون كل ما يريدون دون تحفّظ أو دون خوف من تسجيل مواقف معاكسة لما يريدون؛ والسبب في ذلك بسيط جداً،

حينما كان الملك عبدالعزيز - رحمه الله - يستقبل المواطنين كان الناس يتحدثون معه على سجيتهم، وكانوا يقولون كل ما يريدون دون تحفّظ أو دون خوف من تسجيل مواقف معاكسة لما يريدون؛ والسبب في ذلك بسيط جداً، هو أنه كان يعرف محبتهم وإخلاصهم له ولبلدهم، أو بالأصح غيرتهم على بلدهم، وأنهم كانوا ينظرون لها نظرة مَنْ يربي ابنه ويريد أن يكون أحسن الناس شكلاً ومضموناً؛ فكان تبادل الحب والثقة موجوداً بين الحاكم والمحكوم، وكان الملك يؤدب المقصرين عن طريق النكتة التي تؤلم قلب ومشاعر المتهاون وتجعله يعيد حساباته، ولعل الجملة التي يرددها الناس هنا «مالك سنع» هي من نتاج التأديب بشكل مهذب وحازم في الوقت نفسه، التي لها وقع خاص عند المتلقين يومها!! وحينما ينتقد الكاتب ولو بلغة قوية وحازمة شيئاً من التهاون أو غيره مما يجري في القطاع العام فذلك من محبته لبلده ومواطنيه ومسؤوليه، ولا يعني أكثر من هذا، لكن بعض المسؤولين في وزارات الدولة - هداهم الله - يغضب من النقد، ويتصل بالكاتب ثم يمطره سيلاً من التأنيب والتأديب، وكأنه ليس شريكاً له في المواطنة ومحبة البلاد والعباد، أو كأن ذلك المسؤول هو الوحيد الذي يمتلك حب الوطن، وغيره لا!!

ضحكتُ كثيراً في داخلي وأنا أتألم على عقلية ذلك المسؤول الذي قال لي: «بربروا ليا الفجر ما أحد سامع لكم»، وهو بذلك يرد على ما كتبتُه عن جهته هو، وكأني آلمته بما كتبت!! ولعل المتابع لما يكتب في الصحف يجد ألا رد ولا تجاوب من أي مسؤول، حتى ولو كان مدير علاقات عامة في جهة منزوية من المجتمع؛ ولعل سبب ذلك هو أن النظرة للصحافة صارت من قِبل ما قاله الأخ أعلاه، وكأن المسؤول يريد أن يجد مدحاً وردحاً لا انتقاداً للأخطاء التي تحصل منهم، وكما نعلم أن زمن المديح ولَّى وانتهى؛ فنحن في سفينة واحدة، ربانها ولي الأمر، أما التجانس في الهدف فهو للجميع؛ لكي تكون البلاد على أحسن حال وأجمل مما نريد.

لعل هذه «الفذلكة» التي كتبتها تخصني وتخص كثيرين من الكُتّاب الذين ينتقدون مظاهر في القطاع العام، خاصة أني أبدو واضحاً جداً، وبلغة قوية قد تُغضب بعض المسؤولين، ولهم أقول: الوطن للجميع، وعلينا حمايته ورعايته؛ فنحن الذين يجب أن نكون يداً واحدة متماسكة في خدمته، أما المثبطون والعاجزون عن الإنتاجية فالأحسن لهم أن يغادروا؛ ليتركوا المكان لمن يستطيع من غيرهم.

فاكس 2372911

Abo_hamra@hotmail.com
 

لماذا النقد؟ ما لك سنع!!
د. محمد أبو حمرا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة