Wednesday  23/03/2011/2011 Issue 14055

الاربعاء 18 ربيع الثاني 1432  العدد  14055

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أمام الأزمات والمشكلات تلمع بعض الشخصيات وتكون هي محور ارتكاز الحدث، وأعتقد أن زعماء العالم العربي والإسلامي هم أبطال ونجوم تلك التغييرات السياسية الكبيرة والجريئة التي باتت تلوح بالأفق، ومن الطبيعي أن يتفاوت موقف دولة عن أخرى، ورؤية قائد عن ثانٍ، وهذا هو المحك. أعتقد أن أيّ منصف من العالم الغربي، مهما كان مستواه وموقعه أدرك من خلال هذه الأحداث الكبيرة نضوج العقلية العربية واتزانها على مستوى القيادات، وعلى مستوى الشعوب العربية أكثر من ذي قبل، وتتضح المقارنة بصورة أكثر جلاء حين نعمد إلى المقارنات بين الثورات العربية السابقة تجاه الأتراك، أو بقايا الأنظمة التابعة للخلافة العثمانية، وبين طريقة التغيير والتعبير عن المطالب الإصلاحية التي تستجد كل يوم.

في تصوري أن الشعب المصري، والنظام الحاكم السابق في مصر يعتبر مضرب المثل في العقلانية، والانضباط، وبعد الرؤية، والسلاسة في التغيير وانتقال السلطة حتى كان زعيمهم السابق (حسني مبارك)، وفي آخر لحظات حكمه يمجّد شعبه، ويعتز بذلك القطر، ويفخر بالانتماء إليه، ويقدّر مطالب مجتمعه وطموحاته، ونبرة الخطاب تنبئ عن ثقة كبيرة، وحب كبير، وشعور صادق لوطنه وشعبه، وشتان بين هذا الموقف وموقف زعيم آخر متهوّر، يصف الشعب كبيرهم وصغيرهم، رجالهم ونساءهم بأبشع الأوصاف، وأقبح التعابير، ويختلق عليهم الأقاويل والأكاذيب، ويزرع بينهم الفرقة، ويثير النعرات القبلية حتى أصبحوا أحدوثة العالم بأسره.

وسرعة الأحداث في المنطقة وتزامنها تتيح للمتابع، ولهذا الجيل الواعد المتوثّب هذه المقارنة المنطقية، ومستوى النضج والاتزان، ومراعاة المصالح الكبرى بين نظام وآخر.

تفهم قادة العالم، وبالذات العالم العربي لمطالب شعوبهم ليس نابعًا من ضعف، أو خوف، أو ضغوط، أو هوان، أو غير ذلك مما يحُاول الترويج له هذه الأيام، وهو ترويج في حقيقته يهدف إلى الإيقاع بين زعماء العالم العربي وشعوبهم، وكبح ظواهر التغيير والتجديد والابتكار، ومظاهر الحرية الذاتية التي تؤمن بها القيادات قبل الشعوب والمجتمعات، ونادت بها ودعت إليها منذ وقت مبكر، فمطالب الإصلاح مطلب قيادات في بعض الدول قبل أن تكون نابعة من الشعب.

أمام هذه المبادرات الإصلاحية الكبيرة والعظيمة والسابقة نستطيع القول: إن الحزم، والقوة، والتكاتف بين القيادات ومجمعاتها مطلب أساس، لتفويت الفرصة أمام المتربصين والحاقدين الذين يرمون إلى زعزعة هذه الكيانات الكبيرة بالفوضى، فالوقوف صفًا واحدًا أمام كل من تسوّل له نفسه المساس بأمن وسلامة، ووحدة هذه الأقاليم هدف كبير، ومطلب عظيم. والأمن الوطني للمجتمعات لا يمكن أن يدرك قيمته وأهميته إلا من فقده، أو عاش نقيضها. والأوهام والأحلام التي يبنيها البعض في خياله عن مرحلة ما بعد التغيير سيكتشف فيما بعد زيفها، والهدف الحقيقي من إثارتها والترويج لها، وإن غدا لناظره قريب.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
نجوم التغيير
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة