Saturday  26/03/2011/2011 Issue 14058

السبت 21 ربيع الثاني 1432  العدد  14058

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

اهتمام واسع وانطباعات متعددة حول هذه المناسبة
الأمير سلمان بن عبدالعزيز يتحدث يوم الثلاثاء القادم (بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) عن الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المدينة المنورة - علي الأحمدي

يتفضل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض مساء يوم (الثلاثاء) القادم بإلقاء محاضرة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تحت عنوان (الأسس التاريخية والفكرية للدولة السعودية) وقد رحب مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا باسمه وباسم منسوبي الجامعة كافةً بسموّ الأمير سلمان مبينا بأن سموه خير من يتحدث عن تاريخ المملكة وأسسها، لصلته الوثيقة بدراسة تاريخ المملكة وتراثها من خلال دارة الملك عبدالعزيز، وجائزة دراسات تاريخ الجزيرة العربية وغيرهما، واهتمامه الشخصي بالحفاظ على إرث المملكة التاريخي والثقافي والتشجيع على حفظ تاريخ الجزيرة العربية ودراسته، وإسهاماته المتعددة في ربط الجيل بتاريخه الوطني. وقد أكملت الجامعة استعدادها لهذه المناسبة وسجل عدداً من المسئولين انطباعاتهم مؤكدين جدارة سموّه بالحديث في هذا الموضوع نظراً لما يتمتع به من اطلاع واسع وخبرة ومعرفة بتاريخ الجزيرة العربية عموماً وتاريخ المملكة خصوصاً، وكونه مرجعاً في أخبار الجزيرة وأنسابها، واطّلاعه على تفاصيل دقيقة في مراحل تطوّر الدولة السعودية لقربه من ملوك المملكة منذ عهد والده الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وما تقلّده سموّه من مناصب عليا في الدولة أهّلته ليكون ملمّاً بأسس الدولة وتاريخها، فضلاً عن اهتمام سموه الخاص بدعم الدراسات في تاريخ المملكة والتشجيع عليها، وحرصه على حفظ هذا التاريخ للأجيال القادمة.

في هذه المناسبة قال معالي رئيس مجلس الشورى وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ « إن الدولة السعودية قامت منذ تأسيس لبناتها الأولى على منهج الشريعة الإسلامية وعلى مبادئ الحق والعدل ونبذ العنف ومحاربة البدع والخرافات التي سادت لفترات من الزمن في الجزيرة العربية».

وأوضح معاليه أن الجزيرة العربية كانت تعيش قبل قيام الدولة السعودية في جهل وفرقة وقتال وخوف وفقر وبدع ما أنزل الله بها من سلطان، تتنافي مع الدين الإسلامي الحنيف، وبعد أن قيض الله تعالى لهذه البلاد الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والإمام محمد بن سعود - رحمهما الله - بعد لقائهما التاريخي في الدرعية، واتخذت الدولة السعودية من الدعوة الإصلاحية منهجا دينيا واجتماعيا، واكتسبت الدعوة الإصلاحية من دولة الإمام محمد بن سعود قوة سياسية مكنتها من البقاء والاستمرار والانتشار في شبه الجزيرة، ناهيك عما حققه لها من امتداد وتأثير في خارج شبه الجزيرة.

وأضاف معاليه «إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لم تكن دعوة لمذهب ديني جديد أو حركة دينية محدثة بل كانت دعوة إلى المنهج الإسلامي الصحيح الذي كان عليه السلف الصالح، ولذا توحدت أجزاء كثيرة من شبه الجزيرة العربية تحت لواء واحد وحاكم واحد ومنهج واحد بعدما كانت في أشد ما يكون من التنافر والتفرق والاقتتال يشوبها الخوف والفقر والجهل، ونتيجة لقيام هذه الدولة المباركة ازدهرت الحركة العلمية في البلاد وأنشئت العديد من المؤسسات الإدارية مثل بيت مال المسلمين ومؤسسة الحسبة والقضاء، واجتمعت كلمة المسلمين وتوحدت أجزاء كبيرة من شبة الجزيرة العربية وساد الأمن بعد الخوف، وحل العلم بديلاً عن الجهل، وتم القضاء على البدع والعادات التي تتنافي مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وقد سارت هذه الدولة على هذه الأسس والمبادئ حتى عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - الذي أسس بنيان هذا الكيان ووحد أجزاءه المترامية الأطراف تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، ونقل هذه البلاد إلى دولة عصرية دستورها القرآن وتحكم شرع الله في كل شؤونها.

واليوم نرى المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - وقد تبوأت مركزاً مرموقاً بين دول العالم لها ثقلها السياسي والاقتصادي ومكانتها الإسلامية بوصفها مهبط الوحي وقبلة المسلمين.

وأشاد معالي رئيس مجلس الشورى بالجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز للجهود للحفاظ على تراث المملكة العربية السعودية والعناية به، وخدمة تاريخ المملكة وجغرافيتها وآدابها وتراثها بصفة خاصة، وتاريخ البلاد العربية والإسلامية بصفة عامة.

كما أشاد بجهود الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة في مختلف فنون المعرفة من خلال برنامجها الثقافي الذي استضاف ويستضيف كبار المسؤولين والعلماء والمفكرين من داخل المملكة وخارجها.

واختتم معالي رئيس مجلس الشورى تصريحه بهذه المناسبة مشيراً إلى دور مجلس الشورى في تطوير النظم الخاصة بالحفاظ على المخطوطات والوثائق التاريخية والتراثية في المملكة من خلال اختصاصاته التشريعية والرقابية وذلك بتعزيز دور الجهات المعنية بهذا المجال وفي مقدمتها دارة الملك عبدالعزيز، والعمل على تذليل الصعوبات والمعوقات التي تعترض عملها بما يسهم في الرفع من أدائها في خدمة تراث الوطن الغالي وتاريخه المشرق.

من جانبه، قال معالي رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام محمد بن فهد آل عبدالله : إن من أعظم نعم الله أن من علينا بأن جعلنا من أبناء هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية التي قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

ومن يتأمل تاريخ الجزيرة العربية وما كان يعيش فيه الناس من جهل وخوف وبدع وخرافات وما أصبحوا عليه من أمن وطمأنينة وعز وتمكين بعد ظهور الدعوة الإصلاحية على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله - والتأييد والنصرة التي لقيها من الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - حيث استهدفت هذه الدعوة إعادة الناس إلى العقيدة الصحيحة عقيدة التوحيد الخالص لله وحده, وتنظيم علاقة الخالق بالمخلوق, ونشر العدل, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدعوة إلى الإسلام بالموعظة الحسنة.

- لقد استمرت هذه المبادئ السامية مرتكزاً أساسياً للدولة السعودية الأولى والثانية وحتى يومنا هذا في مملكتنا (المملكة العربية السعودية) وستظل بإذن الله إلى قيام الساعة.

- لم تكن الأسس التي قامت عليها الدولة السعودية مجرد شعارات صامتة، بل كانت واقعاً ملموساً في جسد الدولة حكاماً ومحكومين، بل وترتكز عليه المملكة حتى في علاقاتها مع غيرها من الدول.

- لقد كان الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - يحرص دوماً على التذكير بهذا الثوابت في كافة المناسبات ومن ذلك قوله طيب الله ثراه في غرة ذي الحجة من عام 1348ه بمكة المكرمة « نحن نفتخر بالدين الإسلامي ونفتخر بأننا دعاة مبشرون لتوحيد الله ونشر دينه, وأحب الأعمال إلينا هو العمل في هذا السبيل.... نحن دعاة إلى التمسك بالدين الخالي من كل بدعة, نحن دعاة إلى العروة الوثقى التي لا انفصام لها»... وغير ذلك مما يؤكد لهذا المعنى ويزيد.

ولقد سار أبناؤه البررة من بعده حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على هذا المنهج وأكدوا دوماً على الالتزام بالعقيدة الصحيحة والدعوة إلى دين الله ونشر الدين.

- لقد صدر النظام الأساسي للحكم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله مؤكداً على هذه المبادئ والأسس ونصت المادة الأولى فيه على أن « المملكة العربية السعودية دولة عربية إسلامية ذات سيادة تامة دينها الإسلام ودستورها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم...».

- لقد ارتبطت المملكة العربية السعودية ارتباطاً تاماً لن تنفصل عنه - بحول الله وقوته - بالدين الإسلامي وثوابته وأسسه سواءً في سياساتها الداخلية والخارجية وهو ما جعلها بفضل الله تحتل هذه المكانة العظيمة بين دول العالم كافة وقائدة لمسيرة التضامن العربي والإسلامي.

ولا يمكن أن يغيب عن أي مطلع على تاريخ المملكة العربية السعودية وتطورها ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - حفظه الله - من دور فعال وملموس في إثراء هذا الأمر ودعم كل ما من شأنه إبراز الحقائق التاريخية المتعلقة بنشأة هذا الكيان المبارك وذلك من خلال ترؤسه - حفظ الله - لعدد من الجمعيات والهيئات المتخصصة، ومن ذلك رئاسته لمجلس إدارة مركز تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة, ورئاسته لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز, ورئاسته الفخرية للجمعية التاريخية السعودية, ثم تفضله بالموافقة على إنشاء كرسي الملك عبدالعزيز لدراسات تاريخ المملكة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية, وكذلك كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكة المكرمة بجامعة أم القرى, وكرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية بجامعة الملك سعود. وقدم الشكر للجامعة الإسلامية برئاسة مدير الجامعة أ. د. محمد بن علي العقلا وكافة منسوبيها على ما تقوم به الجامعة من جهد واضح وبناء في نشر الثقافة الإسلامية المعتدلة, وإبراز الجوانب الفكرية والتاريخية المتعلقة بكيان المملكة العربية السعودية.

وفي تصريح معالي الدكتور ناصر بن عبد العزيز الداود وكيل إمارة منطقة الرياض أكد أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والالتقاء بمنسوبيها وإلقاء محاضرة عن تاريخ المملكة يأتي امتداد لاهتمام وتقدير سموه الكريم للعلم والعلماء ولأي نشاط علميّ سواء على المستوى الفردي أو على مستوى الجامعات والمراكز والمؤسسات العلمية حرصاً من سموه الكريم على إثراء تاريخ المملكة خاصة، والمنطقة عامة بالدراسات والأبحاث العلمية، مستشهداً على ذلك بجائزة ومنحة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية. وأوضح الداود أن هذه الجائزة ليست إلا ترجمة ودليلاً على اهتمامه بهذا الجانب وحافزاً للأجيال القادمة للمشاركة في خدمة تاريخ الجزيرة العربية بحثاً ودراسة، كما أنها تحمل في أهدافها وتوجهاتها مضامين ودلالات عظيمة. واستطرد قائلاً: لقد تعود الجميع من سموه الكريم أن يكون سنداً قوياً لكل عمل خير وبناء يعود نفعه على المجتمع وأبنائه كما أن علاقة سموه بالتاريخ والمؤرخين علاقة محبة وتقدير، ونحن في هذا البلد المعطاء تعودنا من قيادتنا الرشيدة اهتمامها الكبير بالعلم وتشجيع وتقدير العلماء والباحثين انطلاقاً من إيمانها بدور العلم ودعمه وانه مطلب إسلامي أولاً قبل أن يكون مطلباً للتقدم والتنمية الشاملة.

وتطرق معاليه إلى ما يشهده قطاع التعليم في مراحله المختلفة من تطور كبير وتسخير كافة الإمكانات لتطويره، وقال: إن ما نراه من مشروعات عملاقة وتطور كبير في مجالات التعليم والابتعاث وما حققه التعليم العالي من قفزات رائعة وارتفاع في عدد الجامعات شملت كافة مناطق المملكة إلا دليلاً على تلك الرعاية والاهتمام بعقول أبنائها، وتأكيداً منها أنها اللبنة الرئيسية لبناء المجتمعات وتفوقها وتقدمها بين الأمم وإدراكاً من قيادتنا الرشيدة لدور التعليم وما يسهم به من تحقيق لخطط التنمية التي تشهدها المملكة. وشدد على أن التاريخ يعد من الركائز الأساسية لأي شعب من الشعوب يتعرف من خلاله على ماضيه المجيد وأخذ الكثير من العبر والدروس للاستفادة منه في الحاضر والمستقبل -إن شاء الله- وتخليداً لأسماء الأبطال لدى الأجيال الحاضرة والقادمة.

وقال الداود: إن لقاء سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز بطلبة ومنسوبي الجامعة الإسلامية وما سيتخلل هذا اللقاء من حوار و نقاشات سيكون لها فائدة كبيرة فسموه الكريم ليس محباً للتاريخ وقارئاً له فحسب بل هو مؤرخ يقرأ ويطلع ويحكم ويقارن ويناقش دائماً الباحثين والدارسين في أدق الأمور وهذا ينم عن عمق واطلاع ومعرفة سموه بدقائق الأمور. ونوه بما حققته الجامعة الإسلامية من تطور كبير وإنجازات رائعة في جميع الميادين، وتطرق معالي الدكتور الداود إلى أهداف الجامعة الإسلامية؛ مشيراً إلى أن من تلك الأهداف: تخريج أجيال من علماء المسلمين المثقفين في الدين.. وعنايتها بالبحوث الإسلامية وترجمتها ونشرها وتجميع التراث الإسلامي والعناية بحفظه وتحقيقه ونشره. ولفت معاليه إلى ما تشهده الجامعة حالياً من إنجازات كبيرة لخدمة منسوبي الجامعة نتيجة للدعم الكبير والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة لهذه الجامعة في سبيل تحقيق رسالتها في تعليم أبناء المسلمين في شتى بقاع العالم ليعودوا إلى بلدانهم علماء ودعاة لدين الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. واختتم معالي الدكتور ناصر الداود تصريحه قائلاً: أتقدم بالشكر الجزيل لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض -حفظه الله- على ما قدمه ويقدمه من خدمات جليلة للعلم والعلماء والمهتمين بالبحوث والدراسات في كافة المجالات، وأن يجعل ما يقدمه لهذا الوطن وأبنائه في موازين أعمال سموه الكريم.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة