Monday  28/03/2011/2011 Issue 14060

الأثنين 23 ربيع الثاني 1432  العدد  14060

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

 

ما علاقة نظام الخدمة المدنية بالأفكار اليابانية والأفكار السعودية؟
عبد الحميد جابر الحمادي

رجوع

 

العنوان يبدو جذاباً ولافتاً ولكنه بصراحة حقيقة وواقع، سأبدأ حديثي بما سمعته أثناء حضوري المنتدى الثاني للإدارة والأعمال الذي نظمته مجموعة نماء المعرفية خلال ورشة العمل التي كان يقدمها (د - محمد العطيات) خبير التطوير والقيادة، حيث قال فيها: إنّ الموظف في اليابان في المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، يقدم له لفت نظر إذا استمر عاماً كاملاً

دون أن يتقدم بأي مقترح أو فكرة أو وجه نظر، بينما في المقابل من هذا عندما يتقدم الموظف بمقترح يعامل بالطريقة التالية: أولاً: يناقش في فكرته ويجد بهجة من إدارته، ثانياً: حين يعمل بالمقترح يوجّه له خطاب مليء بالشكر، ثالثاً: يصرف له مكافأة مادية تشبع حاجته، رابعاً: يدوّن المقترح باسمه، خامساً: قد يكلف بتبنِّي المقترح وترؤسه.

وفي الجهة الأخرى إذا تباطأ الموظف وتكاسل ولم يتقدم بأي أمر يهم قطاعه والمجال الذي يعمل به قد يكون استمراره صعباً، هم أحسوا بقيمة الأفكار والمقترحات ومميزاتها وثمراتها التي تقفز بأداء المؤسسة وترتقي بها، نعم الأفكار الصغيرة شيدت مباني عظام وأسست شركات عالمية وصنعت منتجات دولية رائدة، كل إنجاز سبقه فكرة صغيرة وجدت من يرعاها ويهتم بها، علموا أن غالب ما وصلوا إليه هو بفضل عصارة أفكار لهذا اهتموا بها وباستخراجها، لهذا خصصوا لها (المال والخطابات والمقابلات والشكر والعرفان).

ماذا يعنى أن يتقدم لك موظف بفكرة ومقترح أو وجه نظر؟ بكل شفافية يعني أنه مهتم ببيئة العمل وحريص عليها ومشغول في كيفية الترقي بها ويشعر بالولاء لها ولك ويبذل نفيس وقته للتفكير في نموها وزهوها.

نحن هنا نسمع بالغرائب قد أخبرني أحد الإخوة الثقات وقال: تقدمت بعشرين مقترحاً لدائرة كنت أعمل بها وكانوا يعملون ببعضها ويرون تأخير العمل ببعضها، ومع هذا لم يأت أي خطاب شكر ولا إشعار بالجميل، بل كنت أجد الجفاء أحياناً، ويقسم بالله حين أراد الانتقال من موقع إلى موقع آخر طلب من المسؤول الذي كان يقدم له المقترحات أن يكتب له ويمنحه خطاباً يثبت (حيوية الموظف) وكثرة اقتراحاته وأفكاره حتى يضيفها في سيرته الذاتية، فكان جوابه بارداً وأعطاه موعداً فيه تسويف، بالله عليكم هل هذا يناسب أن يكون إدارياً؟ ويجلس في مركز هام؟، والطامة الكبرى الموظف الذي أخلص وأفنى وقته وكتب ونسخ وصاغ هل يعامل بمثل هذا الأسلوب والسلوك؟

إن نظام الخدمة المدنية لا يهتم بطبيعة الأفكار ولا الرؤى، ولهذا ترى الموظف لدينا برنامجه النهاري في الدوام الرسمي يتكون من (حضور متأخر بعد أن وقّع زميله عنه - ثم يفرشون السفرة لوصول موعد الإفطار - ومن ثم تصفح الجرائد والصحف حتى الساعة العاشرة - بعدها إنهاء بعض المعاملات - وبعدها زيارة الأصدقاء في المكاتب الأخرى - وبعدها صلاة الظهر - وبعدها راحة - وبعدها روحة).

نريد فقط أن نراجع نظام الخدمة المدنية ونتعرف على موظف قام بتقديم مقترح، وتم مكافأته علناً أو حتى سراً ونتعرف على ما هو المقترح الذي قام به؟ لن تجدوا صدقوني. الموظف في نظام الخدمة المدنية وخاصة في قطاع الخدمة مسترخي الذهن ومريح لا له ولا عليه، يعطي وينفذ ويجيب ويودي (حركي)، بل إن الجاد والمهتم سيجد ما يثبطه من رئيس أو زميل أو حاسد (الكل سيقف بوجهه).

الانتداب وخارج الدوام والمكافآت السنوية تمنح (لأهل البيت) وتمنع عن (المغضوب عليهم) أنت مبتسم وتقضي حوائج المدير لك خارج دوام، والآخر منتج ومخلص وحقاني ليس لك خارج دوام، نحن بحاجة لئن يشعر الموظف بالعدل والمساواة عند إنتاجه وإبداعه، وما نعاني منه ليس ندرة في المبدعين والمخلصين والمنتجين. بل لغياب النظام المانح لتقدير تلك الجهود، علماً بأن أكبر مكافأة للموظف المنتج والمبدع هي إشراكه في عملية صنع القرار ولو في محيط دائرته.

المعالجة والحلول:

1 - سن نظام يمنح المبدع حقه وتوثيق أفكاره.

2 - المتابعة المستمرة لتطبيق النظام في تقرير الموظف السنوي.

3 - عقد اجتماعات (العصف الذهني) في كل دائرة وإدارة، والتفريق بينها وبين الاجتماعات الرسمية الحالية

4 - نشر تلك الأفكار والإعلان عنها ولو في البداية.

5 - بث روح التنافس بين الموظفين المولدين للأفكار والرؤى.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة