Saturday  02/04/2011/2011 Issue 14065

السبت 28 ربيع الثاني 1432  العدد  14065

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بالتأكيد أن العرب في طريقهم إلى خريطة سياسية جديدة قد لا تتأثر بها جغرافية وطبوغرافية الأرض باستثناء فلسطين والسودان. فجغرافية الأرض ستبقى بإذن الله كما هي وإن رسمها المستعمر الأوربي عام 1917م بعد نهاية الحرب العالمية الأولى..

خرج العرب من عالم ضعفهم عندما تهكم عليهم الآخرون بعد غزو أمريكا للعراق. هددونا بخرائط سياسية وأطالس حديثة: إحداثيات وخطوط الطول ودوائر العرض وصور جوية وفضائية. قسمونا بين الأتراك والإيرانيين والإسرائيليين والقارة الهندية: شرق أوسط جديد, وشرق أوسط كبير. والآن انطلقت شرارة التغيير من تونس بعبارة: الشعب يريد إسقاط النظام. ومن مصر: مش عايزينك. ومن اليمن: ارحل. ومن ليبيا: لا شرقية ولا غربية ليبيا بلا قذافي. ومن سوريا: الشعب يريد الحرية. وهي الآن في طريقها للعواصم العربية بأشكال عدة جعلت أوروبا القريبة جغرافياً تشعر بالخوف من فيروس التغيير أن ينتقل إلى شمال المتوسط أو غرب البحر الأبيض المتوسط إلى الشمال الغني ثقافياً واقتصادياً - ينتقل التغيير - رغم أنظمته المنتخبة وديمقراطيته السياسية وسجله الحضاري لكن التغيير سيأتي عبر قلب مفهوم التبعية السياسية والاقتصادية التي كانت مفتوحة بلا حدود تجاه الغرب وأمريكا وذلك عندما يملك العرب قراراتهم ومقدراتهم وينتقل العرب من مربع التبعية والانقياد إلى مربع التساوي والنظير...

الغرب يرصد التغييرات العربية كما أن الحوار والنقاش الذي يدور في الغرب حاد وصعب ينطلق من فرضية هل التغيير أفضل لأوروبا أم أنه قد ينقلب ويتحول إلى قوة تواجه أوروبا...

أحداث ليبيا كشفت صراحة تردد أمريكا وتحفظ بعض دول الاتحاد الأوربي وتريث حلف الناتو حتى أن الأطلسي بقوته ودوله أصبح يخشى من الدخول بكامل عتاده في حرب ليبيا خشية تورطه وانعكاسات ذلك على دوله..

العرب هذه المرة ليسوا عرب 48م في فلسطين و56م العدوان الثلاثي في مصر و67م في فلسطين و82م في لبنان و2003م في العرق و2006 في لبنان و2008م في غزة في فلسطين، كما أنهم ليسوا حتى قبل ذلك التاريخ عرب الولايات العثمانية والحاميات الإنجليزية والفرنسية. إن إنجلترا التي لا تغيب عنها الشمس وفرنسا ما وراء البحار وإيطاليا وريثة روما لن تعود كما كانت فدول المواجهة التقليدية في الشمال الإفريقي: مصر وليبيا وتونس تغيرت سياسياً وثقافياً وديمغرافياً وتقنياً، تحركت شعوبها باتجاه الإرادة الشعبية والمطالبة بحقوقها الدولية وكسرت جدران الصمت والعزلة.

 

مدائن
أوربا في مواجهة الشمال الإفريقي
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة