Saturday  02/04/2011/2011 Issue 14065

السبت 28 ربيع الثاني 1432  العدد  14065

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

ليس المراد بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف..!

رجوع

 

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة أ.خالد بن حمد المالك سلمه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

نشر في جريدة الجزيرة يوم الأربعاء 18-4-1432ه، عدد(14055) صفحة: (30 - الرأي)، مقالاً للدكتور عبدالمحسن بن عبدالله التويجري وذلك بعنوان (مأساة الشك) وتضمن مقاله قوله: «ونتذكر ما راود النبي إبراهيم عليه السلام حينما توجه إلى ربه ليتبين ما أحاط به من شكوك حينما قال: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }البقرة260. والله المستعان.

أقول مستعيناً بالله إن الله سبحانه قد امتدح إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام بأنه كان حنفياً ومسلماً وما كان من المشركين، قال تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * شَاكِراً لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَآتَيْنَاهُ فِي الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}النحل (120-123).

فإبراهيم عليه الصلاة والسلام إمام الموحدين ولم يكن يوماً في شك من قدرة الله تعالى، وكان ينبغي على الكاتب عدم وصفه بأنه قد أحاطت به الشكوك، بل قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره حول الآية التي ذكرها الكاتب: (ذكروا لسؤال إبراهيم عليه السلام أسباباً منها أنه لما قال للنمرود {رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}، أحب أن يترقى من علم اليقين إلى عين اليقين، وأن يرى ذلك مشاهدة فقال: { رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي}, فأما الحديث الذي رواه البخاري عن هذه الآية (وساق السند) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) فليس المراد بالشك ما قد يفهمه من لا علم عنده بلا خلاف.

وقال القرطبي رحمه الله عند تفسيره لهذه الآية وذكر الحديث السابق: (فمعناه لو كان شاكاً لكنا نحن أحق به ونحن لا نشك، فإبراهيم عليه السلام أحرى أن لا يشك فالحديث مبني على نفي الشك عن إبراهيم عليه السلام.

وأخرج البيهقي في الشعب عن الحسن في قوله (رب أرني كيف تحيي الموتى) قال: إن كان إبراهيم لموقنا أن الله يحيي الموتى ولكن لا يكون الخبر كالعيان.

وتأمل أخي القارئ قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ }. لذا أحببت التنويه للكاتب والقارئ حتى يزول اللبس وسوء الفهم ولولا خشية الإطالة لأسهبت في ذكر أقوال أهل العلم رحمهم الله.

وفق الله الجميع لكل خير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن عبدالله العيد

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة