Tuesday  05/04/2011/2011 Issue 14068

الثلاثاء 01 جمادى الأول 1432  العدد  14068

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تصف إحدى القنوات الفضائية الاحتجاجات العربية ب(ربيع الثورات) مثبتتة ذلك على صفحتها الأولى على موقعها على الإنترنت، وهو وصف يتماهى مع توجهات القناة التي تسعى إلى مزيد من التوترات الإقليمية، فالزيت الذي تسكبه في بؤر الصراع العربية الأخيرة كان مثيرا للأتربة والغبار بشكل لا يوصف.

والسؤال: أين هذا الربيع الذي تبشر به القناة؟، فعلى سبيل المثال: مازالت مصر في حالة قلق وتوتر من النتائج التي أسفرت عنها الاحتجاجات، بدليل أن مصر تتظاهر بصورة متكررة ل(إنقاذ) ما يسمى بالثورة، بالإضافة إلى الخلافات الحادة حول نتائج التصويت على الدستور وبروز مخاوف لدى الجماعات المدنية من سيطرة التيار الديني على مقاليد الحكم.

ما زال الناس في مناطق التوتر تدفع ثمن (الربيع المزعوم) لأن المسألة ليست في تنحي ذلك الرئيس وقدوم رئيس آخر، وإنما المسألة في تبعات هذا التنحي بهذه الصورة التي تهدم كل مقدرات الدول في لحظة واحدة، على اعتبار أن بناء الدولة ليس بالأمر السهل، وإذا ما أخذنا في الاعتبار الصراعات السياسية بين الأحزاب والجماعات والقبائل والأقاليم والإثنيات لعرفنا أن تلك التحركات أقرب للخريف منها للربيع.

المطلع على خبايا الأمور يعرف أن الاحتجاجات العربية خلفها أحزاب معارضة وطابور خامس، تدفع قيمة الوقود الذي يحرك الناس، وكلما خبت النار بثت فيها نفسا جديدا لترتفع الشعلة مرة أخرى، والبحرين مثال واضح على ذلك.

الصورة ليست ربيعا خالصا كما وصفته القناة، وإنما هناك سيناريوهات سياسية معقدة يشيب لها الولدان، تزيد من دفع الناس بعضهم لبعض إلى أجل غير مسمى من دون أن نلحظ نتائج ملموسة لا على المستوى القريب ولا على المستوى البعيد.

إذا كان هذا (الربيع) لا يحمل مشروعا فكيف يمكن أن يكون (ربيعا)؟! وهذا ما يجعلنا نؤكد باستمرار أن هذا الصراع السياسي ليس سوى احتجاجات وليست ثورة صعدتها قوى معارضة للحكومات واضعة هذا السيناريو العنيف التقويضي وهو سيناريو يثبت أزمنة الخريف بطول البلاد وعرضها بخلاف الثورات: الفرنسية والبلشفية والأمريكية، التي تحمل مشروعا واضحا وجاهزا للتنفيذ.

كم نحن فخورون بوطننا، شعبا وحكومة التي فهمت خفايا مثل هذه السيناريوهات، وأجهضت تحركات خارجية تهدف إلى تفكيك الوحدة الوطنية، فهل لدى المعارضين ربيعا؟ هذا ما لا يصدقه عاقل، فالربيع الذي شعرنا به هو الأمن الذي أسبغه الله على هذه الأرض الطاهرة، والربيع هو تلك الوحدة الوطنية التي جعلتنا جسدا واحدا، والربيع هو ذلك التعاضد بين الشعب والحكومة، والربيع هو عملية التنمية المستمرة التي تجعل كل يوم يمر علينا أفضل من سابقه، والربيع هي أرض السعودية التي عم خيرها المقيم والمواطن.

NLP1975@Gmail.com
 

الحقيقة شمس
خريف الثورات العربية
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة