Thursday  07/04/2011/2011 Issue 14070

الخميس 03 جمادى الأول 1432  العدد  14070

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

وداعاً كليتي
عثمان بن عبدالمحسن العبد الكريم المعمر

رجوع

 

بعد مراجعات عديدة لطبيب المسالك وإجراء تحاليل متعددة وفحوصات وإشاعات كثيرة ومتنوعة وإجراء أكثر من منظار للحالب وبعد مضي أكثر من سنتين على حدوث أعراض وزيارات طبية، قال لي الطبيب المداوي سوف أخبرك بخبر قد لا يكون مبهجاً لك ولكن لتحمد الله أن قدر لك أن تأتيك بعض الأعراض والمشاهد التي كانت لك بمثابة قرع جرس لوجود شيء ما لديك، قد يتطلب الأمر معه إزالة كليتك اليسرى، حيث لا نستطيع إزالة ما بداخل كيس الكلية من تليف لأنه ملتصق بها، وقال لي إنها عملية يتم إجراؤها كثيراً وهناك مركز متقدم ومتطور وبه أطباء أكفاء في مستشفى الملك فيصل التخصصي والمطلوب منك أن تستخير الله بعلمه وتقرر إجراء العملية وذلك خلال أسابيع قليلة وليس خلال أشهر. حيث إن اتخاذ مثل هذا القرار بصفة عاجلة يصب في مصلحتك وأنا سوف أتولى مثل هذا الأمر مع زملائي الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي ورتب لي موعداً مع طبيب متخصص في مركز الكلى في المستشفى وتم إجراء تحاليل وأشعة وتقرر إجراء العملية في وقت قصير، وعندما دلفت إلى غرفة العمليات شاهدت جهاز الروبوت الذي سوف يكون له دور مهم في استئصال الكلية مع فريق أطباء متمرس وجرت العملية بتوفيق من الله ولطف منه وغادرت كليتي مع الكيس الذي أحاطها خالقها به ومع ما بداخله من تليف وهي التي عاشت معي ردحاً من الزمن تؤدي ما أوكلها الله به من عمل بلا كلل ولا ملل ولا ضجر ولكن شاءت إرادة الخالق أن ينتهي دورها بعد هذا العمل الطويل والعمل المضني داخل أحشائي بدون إحساس مني بما وهبني الله من نعمة لا تقدر بثمن إلا عندما أخبرني الطبيب ذات مساء أن علي أن أتخلص من هذه المكرمة من الخالق. يومها أحسست بإحساس غريب، إحساس فيه رضا بما قدر الله وقسم ويشوبه حزن وألم لأن جزءاً مهماً وعزيزاً علي سوف يتم فقده، ولكني أحمد الله أولاً أن يسر لنا الدواء والعلاج والأطباء الأكفاء والمستشفيات المتخصصة والراقية. فكرت مثل البعض في الذهاب إلى بعض الدول المتقدمة لطلب المشورة وزيادة في التأكد والاطمئنان، و ربما توجد مراكز طبيبة أكثر تقدماً وبها أجهزة أحدث وأكثر تطوراً ولكن بعد أخذ رأي الطبيب المعالج والتداول مع الأبناء الكبار عقدنا العزم على التوكل على الله وإجرائها في مركز الكلى المتقدم في مستشفى الملك فيصل التخصصي وتم ذلك بعناية وإشراف من الدكتور والبروفيسيور سعيد قطان أستاذ المسالك البولية والفريق الطبي في المستشفى د. محمد العتيبي والدكتور الزهراني ود. عبدالله غازي وأطباء التخدير والممرضين والممرضات فلهم جميعاً مني ومن عائلتي كل الشكر والتقدير وجزاهم الله كل خير وأثابهم، كما أتوجه بالشكر للدكتور محمد بن سنيد السنيد على عنايته واهتمامه بي وسؤاله عني كما أتوجه بالشكر والعرفان لكل قريب وزميل وصديق بادر بالاطمئنان والسؤال عني، ومن لا يشكر أهل الفضل من الناس لا يشكر الله وأحمد ربي حمداً كثيراً وأجله إجلالاً عظيماً لما حباني به من لطف وعافية وسلامة نفس وبدن.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة