Friday  08/04/2011/2011 Issue 14071

الجمعة 04 جمادى الأول 1432  العدد  14071

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

بعد أن أصبح الإعلام، جزءاً هاماً في حياة الناس، ووسيلة مهمة من وسائل عملهم. حتى أصبح التعامل مع الإعلام اليوم على اختلاف صوره، وأشكاله، يشكل عنصراً أساساً في حياة الفرد، الأمر الذي فرض أمامنا تحديات كبيرة. تستدعي الحاجة إلى تأسيس نواة لعلاقة، وشراكة بين قنوات البث الفضائي؛ من أجل تسويق، وتكريس قيم الوسطية، والاعتدال، وأهدافهما. وتزويد الناس بالحصانة الفكرية، والخلفية الشرعية.

إن أهمية تبني خطاب إعلامي، يستند إلى لغة الحوار العقلاني في مخاطبة الآخر، والبعد عن لغة الإقصاء، واستخدام العنف بكافة أشكاله، ستكون لها بصْمتُها الواضحة، على الأمن الاجتماعي للمجتمعات. ومثل هذه الفكرة بلا شك، تحتاج إلى بناء شراكة إستراتيجية مع المؤسسات الإعلامية، والاجتماعية؛ من أجل بث رسائل توعوية، تصحح لغة العنف، وتحاصره في كل أشكاله، وتغطي قضاياه، وتتعامل مع معلوماته بحذر. بعد أن أصبحت ظاهرة الإرهاب خلال العقدين الأخيرين، ظاهرة مقلقة، اجتاحت دول العالم بدرجات متفاوتة. وللكشف عن أهمية واقع الإعلام، من خلال البث الفضائي، وتأثيره تجاه أهم قضايانا المصيرية، حتى أصبح يشكل رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه، وفتحاً كبيراً في زمن العولمة، يسير بوتيرة متسارعة نحو الإصلاح، كان حديث مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، لأعضاء حملة السكينة، في التأكيد على الدعوة، بإطلاق قناة فضائية حوارية، تواجه التطرف، والغلو، وتنشر الوسطية. وهو ما أكده مدير حملة السكنية لتعزيز الوسطية الدكتور عبدالمنعم المشوح، من نقل تجربة حملة السكينة إلى الصيغة الإعلامية المناسبة، من حيث دراسة هذه الفكرة، والبدء في مشاركات فضائية في حدود قدراتهم. ومن ذلك: إنشاء «قناة يوتيوب» لحملة السكينة. إضافة إلى إعداد حلقات توجيهية، ورفعها على موقع الحملة الإلكتروني، كل ذلك بتوجيه من سماحة مفتي عام المملكة. أعتقد، أن الدور قد حان؛ لتفعيل، وتحويل الأدوات الإعلامية إلى برنامج عمل. وتخريج الإعلام الفضائي الهادف، وتنزيله على قواعد المصلحة العامة؛ ليقوم على توعية العقول، وصياغة الأفكار الصحيحة، وأساليب البناء العقائدي، والثقافي، والحضاري، ومواجهة التحديات المعاصرة. بل نحتاج إلى أكثر من ذلك؛ كي نكون سباقين في رسالتنا، ومتجددين في أفكارنا. ولذا فإنني لا أجد أفضل مما قاله «بيل جيتس» رئيس شركة مايكروسوفت، وأحد كبار المشتغلين بالتقنية في مجال الحاسب الآلي: «من يسيطر على الصورة، يسيطر على العقول». إن إعداد إستراتيجية علمية؛ لمواجهة ظاهرة الإرهاب، تساهم فيها كل مجالات العمل العام، هي: مسؤولية اجتماعية، لا بد أن تمارسها مؤسسات المجتمع، حتى نتمكن من إيصال رسالتنا السامية، وحتى نواكب التطور الحاصل على أرض الواقع، من جهة. وبناء المواطن الفاعل على أساس تنمية وعيه، وإدراكه لمعرفة قيم الإسلام الصافية، والحيلولة دون تأثره بالأفكار التكفيرية، من جهة أخرى.

drsasq@gmail.com
 

القنوات الفضائية.. ودورها في محاربة الإرهاب!
د. سعد بن عبد القادر القويعي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة