Friday  08/04/2011/2011 Issue 14071

الجمعة 04 جمادى الأول 1432  العدد  14071

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

صالح الراجحي.. تركة ثقيلة

رجوع

 

«اللهم ارزقني وارزق بي، اللهم ارزقني وارزق مني» بهذه الكلمات دائماً ما كان يتمتم؛ رجل نبيل ومعلم جليل وشيخ فاضل مرَّ بهذه الحياة كباقي البشر ولكن ما ميّزه عنهم أنه كان ذا أثر، إني أتحدث عن تاجر وعابد ومعلم وزاهد ووالد حنون تشهد له معالم الأرض قبل أن تذكره ألسن البشر، إنه والدنا العم صالح بن عبد العزيز الراجحي «رحمه الله» ذي الأثر الذي لا يخفى على كثير من البشر.

كان النبي صلى الله عليه وسلم القدوة الأولى للعم صالح الراجحي «رحمه الله» في كل شيء ومن ذلك العمل للآخرة دون نسيان الدنيا، وشكلت كلمة رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم: «الدنيا مزرعة الآخرة» منهجاً للعمل لدى الشيخ الراحل، فهكذا كان التاجر العابد في مراعاته للتكامل بين تعمير الدنيا والبناء والاستعداد للآخرة بالعمل الخيري، وتوفير فرص عمل للشباب السعودي، وفتح منافذ كثيرة للجميع كي يساهم في نهضة البلاد إيماناً منه «رحمه الله» بأن أهل البلاد أولى بخيرها طالما أن سواعدهم قادرة على بنائها، فيما لم يغفل أبداً حق المعاونين في هذا البناء من خارج الوطن فينزلهم منزلتهم مؤمناً أيضاً بأن أخوة الدين ورابطته العظمى هي المحور الذي يرتكز عليه العمل الناجح باختلاف مناهجه ومناطقه وأبعاده.

الحديث عن سيرة حياة العابد التاجر عذب وسهل، والحديث عن تركته بعد وفاته عظيم وصعب، فبعد وفاته بأيام جمعني لقاء مع أحد أصدقاء العم صالح الراجحي «رحمه الله» فقال لي: كان الله في عونكم فقد ترك لكم تركة ستثقل كواهلكم، ومن يوم وفاته أنتم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن تكونوا كما العهد بكم على قدر المسؤولية، فمكانة الشيخ صالح داخل البلاد وخارجها كبيرة، توجب عليكم أن توثّقوا خطاه لتكونوا جديرين بحمل اسم هذا الرجل، وأن تكون أفعالكم وتصرفاتكم مستمدة من الرغبة في الحفاظ على ذكرى الشيخ صالح الراجحي كما عرفها الناس، نقية بيضاء، وأن تواصلوا السير على نهجه في الحرص على الخير وفعله وأدائه، وتمتثلوا حبه للفقراء والمساكين باعتبارهم الجسر الموصل للجنة، وأن تثبتوا لمن عرفه أو سمع عنه أن فكره وعمله ما زال حاضراً، في العمل وفي التقرّب إلى الله حتى يبارك لكم الله كما بارك له، وفتح عليه وأمده بحكمة تجلت في مواقف عدة، فنمت تجارته وذاع صيته، ونسأل الله أن يكون من الذين كتب الله لهم القبول في الأرض، والمغفرة في الآخرة.

أخذت أتأمل لأيام في حديث هذا الرجل، وفي كل يوم أتمتم: رحم الله العم صالح.. فقد أثقل كاهل أهله من بعده.

د. محمد بن سليمان الراجحي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة