Friday  08/04/2011/2011 Issue 14071

الجمعة 04 جمادى الأول 1432  العدد  14071

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

ما يُرجَى من اجتماع الرياض بشأن اليمن

رجوع

 

في القضايا الكبرى التي تعصف بالوطن يجب أن يبادر إلى استنباط حلول مرضية لها، يتلقف العقلاء وحتى الأطراف المتداخلون والمسببون لهذه القضايا أي تحرك مخلص لمعالجة هذه الإشكالات، والتي قد يجدون فيها مخرجاً لما تواجهه بلدانهم، فطبيعي أن من يؤيد تحرك الوسطاء لإصلاح ذات البين بين الأطراف المختلفة التي يتصاعد اختلافهم إلى الاتجاه للسلاح لحسم الأمر، طبيعي أن يبذل ممثلو هذه الأطراف أقصى درجات التعاون لإنجاح الوساطات؛ لأنها في النهاية تهدف إلى إنقاذ وطنهم ومعالجة الإشكالات التي وصلته إلى الاقتتال.

والتعاون في مثل هذه الحالات ليس القبول والموافقة على الوساطة والجهات التي تقوم بها، بل أيضاً -وهذا هو الأهم- أن يكون تعاطي أطراف النزاع مع ما يقدم من مقترحات تعاطياً مرناً، يقدم المصلحة العليا للوطن على المصالح الحزبية والقبلية والشخصية، كما أن وضع شروط مسبقة ذات بنود تشدد على الحدود القصوى لفرضها على الطرف الآخر، دون التفاهم حول الوصول إلى نقاط تفاهم واتفاق على حلول وسط ترضي أطراف النزاع، لابد وأن يفشل أي حوار، وبالتالي ينسف أية وساطة.

والحالة في اليمن حالة مربكة والأطراف متشابكة، وهي وإن أظهرت استعداداً وقبولاً بالوساطة الخليجية إلا أن تشبث كل طرف بشروطه المسبقة التي تستهدف الحد الأقصى من المطالب لا يعطي فرصة للوسطاء لمعالجة المشكلة؛ فاعتقاد كل طرف بأنه وحده على حق، وأن الآخرين على خطأ يعقِّد المشكلة بدلاً من أن يساهم في حلها، والمنطق يقول: إن كنت ترى أنك على حق فالآخر أيضاً يعتقد أنه على حق، ولهذا لا بد أن تكون هناك نقطة التقاء تعطي كل ذي حق حقه، أما إلغاء الآخر واستلاب حقه؛ لأن الظروف المتاحة تجعله غير قادر على انتزاع حقه، فإن ذلك يعقد الأمر أكثر مما يحله؛ لأن هذا الأمر وبمجرد زوال الظروف والعارض الذي جعله يتنازل عن حقه، سيدفعه للمطالبة بحقوقه المغيَّبة.

ولهذا، ومن أجل معالجة الأوضاع الخطيرة التي تهدد الأمن تهديداً جدياً هذه المرة، فلا بد أن تتم معالجة كل الأسباب التي أدى تفاقمها إلى وصول الوضع إلى الحالة الحرجة الحالية، وهذا لن يتأتى إلا بإرضاء كل الأطراف ،وإيفائها حقوقها التي يجب ألا تكون على حساب حقوق الآخرين.

بهذا الفهم، وانطلاقاً من روح الوطنية الواحدة والإيمان بحق كل مواطن في أن يعيش في وطنه مكرماً ومشاركاً في الحقوق والواجبات أن يكون هدف المشاركين في اجتماعات الرياض بأن تكون مصلحة اليمن وطناً ومواطناً فوق كل اعتبار، وبالتعاون المخلص مع الوسطاء الذين يسعون بإخلاص على انتشال اليمن من هذا الوضع الخطير الذين لن يكون خطراً على أهل اليمن فحسب، بل مؤذياً ومهدداً لأمن الخليج العربي كله، ولهذا، فإن الوسطاء هم في الحقيقة شركاء في الهم، ولذا فإنهم سيكونون شركاء أيضاً في العمل الجاد من أجل إيجاد حل لمشاكل استمرت طويلاً.

JAZPING: 9999

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة