Tuesday  12/04/2011/2011 Issue 14075

الثلاثاء 08 جمادى الأول 1432  العدد  14075

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هل الرثاء أصدق المشاعر؟ أم أن مشاعر الحب أصدق؟ وماذا عن مشاعر الفخر والهجاء والمدح؟ ليس ثمة إجابة حاسمة في هذا الشأن, إلا عندما ننظر إلى هذه المشاعر على أنها (نص) قابل ل(حفريات المعرفة).

إن أيّ نص يحمل في داخله (أنساق) مضمرة تلعب لعبتها مع المتلقي, وهي التي تصل إلى أعماق أعماقه, مكونة بذلك إنساناً (صنعه الخطاب), وربما صاحب (النص) يصنعه خطابه بالشكل الذي يريده هو عن نفسه مبرزاً جسداً وفكراً وأحاسيس يجعل الناس يرونها كما يريد.

اللعبة تعد عبر النص وتقدم عبر الأنساق ويشاهدها الناس كمشاعر: رثاء, فخر, مدح، حب... إلخ, ومضمون اللعبة أن النص لا يظهر مشاعر تلقائية بقدر ما يظهر مشاعر مقصودة لذاتها نراها على أنها مكسب ثانوي تمرر من تحت الطاولة.

ليس بالضرورة أن يكون الرثاء أصدق المشاعر كما يؤكده كثير من النقاد, على اعتبار أن الرثاء دخله من الأنساق المضمرة ما دخله, وحرفت جيناته بالشكل الذي يظهر غير ما يبطن, ما يجعلنا أمام أزمة (صدق)، وليس أزمة (نص).

إن أزمة (الصدق) تنبع من النص ذاته, ذلك أن هناك خطاباً مزدوجاً للنص, لا يفككه سوى أساليب النقد الحديثة التي تستطيع أن تزيح عوالق النص مثل: الأساطير, والأمثلة, لنصل إلى نص (نقي) أجرد يتكشف أمامك بكامل تفاصيله ويا لدهشتك حينها.

وبعبارة أخرى، عندما ندخل إلى أنساق النص، فإننا بذلك نزيح المعنى الافتراضي الذي يريده النص نكبح جماح التأويلات الجاهزة التي يوحي بها النص، حتى يتم توجيه المتلقي إلى استيعاب ما وراء المشاعر, وتتعدد هنا الاحتمالات بحسب حالة النص والظروف المحيطة به.

ينبغي ألا يدهشنا (هيلمان) المشاعر, بقدر ما يدهشنا قدرة النص على صناعة المشاعر وسبكها وسكبها عبر الأجواء في سابقة للإنسان لا يجيدها أيّ مخلوق أرضي.

nlp1975@gmail.com
 

الحقيقة شمس
الحفر في المشاعر..!!
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة