Tuesday  12/04/2011/2011 Issue 14075

الثلاثاء 08 جمادى الأول 1432  العدد  14075

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

أكد أن طهران تستغل الشريعة لتنفيذ جرائمها.. رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية:
إيران تحاول زعزعة الاستقرار في دول الخليج لتصدر إليها الرجعية والجريمة

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Previous

Next

الجزيرة - هاتفياَ ناصر السعيّد

أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين, أن إيران تسعى دائماً لزعزعة الاستقرار في الدول العربية وبخاصة دول الخليج, وذلك من خلال تدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية لإثارة الفتن ولتصدر لها الرجعية والجريمة والظلم, وتقوم الحكومة الإيرانية مستمرة بزرع مجنديها في عدة دول عربية, وتحاول أن تدسهم في السلطة لتنفيذ أجنداتها في هذه الدول.

وقال محدثين إن دول مجلس التعاون الخليجي هي أهم هدف للنظام الإيراني في المنطقة, مؤكداً على أن الخميني كانت وصيته تدعو إلى زعزعة الاستقرار في الخليج. وأوضح أن إيران توظف مجنديها في عدة بلدان عربية مثل مصر وليبيا وتونس ولبنان والعراق لزعزعة الاستقرار, وتقسيم بعض البلدان طائفياً إلى عدة مناطق مختلفة، مستغلة الفراغ الذي يخلفه سقوط الأنظمة في بعض الدول, كما أنها تسعى دوماً لإشراك القوى العميلة لها في السلطة في هذه البلدان.

وبسبب سياسات النظام الإيراني الذي حكم إيران طيلة ثلاثة عقود تحت لافتة الدين مستغلين الشريعة الإسلامية بالقتل الجماعي والجرائم, فاق الشعب الإيراني واصبح بأغلبيته يطالب بإطاحة النظام الحاكم. وشدد محدثين على أن حديث حكام إيران على أنهم مدافعون عن الشيعة كلام كذب، فحكام إيران لا يمكن وصفهم بصفة المسلم لأنهم ضد الإسلام وضد المسلمين سواء أكانوا من الشيعة أو من السنة أو من أي فرع من فروع مذاهب الشريعة الإسلامية السمحة لأنهم ينطلقون من منطلق معاداة الشعب.

جاء ذلك خلال حوار أجرته صحيفة الجزيرة مع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية محمد محدثين, وفيما يلي نص الحوار:

يحاول الإيرانيون التخلص من النظام القمعي الذي يحكم إيران منذ أكثر من 3 عقود، أين دوركم كمقاومة وطنية إيرانية؟

- هذا صحيح تماماً. إن الشعب الإيراني بأغلبيته الساحقة يطالب بإطاحة النظام الحاكم في إيران. إن هؤلاء طيلة ثلاثة عقود يحكمون بلادنا تحت لافتة الدين مستغلين الشريعة بالقتل الجماعي والجرائم فإن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية باعتبارهما أكثر حركة معارضة إيرانية تنظيمًا واتساعًا, تبذلان كل قواهما لتمكين الشعب الإيراني من تحقيق أجل هذا المطلب الوطني والحق له وهو الإطاحة بالنظام الدكتاتوري الحاكم في إيران وتخليصه من هذا النظام.

وفي الحقيقة أن المقاومة الإيرانية المتمثلة في منظمة مجاهدي خلق والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية تعمل من أجل تحقيق هذه الغاية من خلال عدة محاور, بداية وأهم من كلها أن هذه المقاومة تتميز في خطابها السياسي والتوجهات السياسية التي حددتها وشخصتها طيلة السنين وأكدت عليها مراراً وتكراراً, تشمل سياسات وشعارات وتوصيات تعود إليها وعلى وجه خاص وحصر, تؤكد على ضرورة الإطاحة بالنظام منطلقة من هذه القناعة المتقنة بأن أية مشكلة سوف لن ترى نور الحل في إيران ما لم يحصل التغيير الشامل في النظام الإيراني ودون إقامة الديمقراطية فيها، مشددة أن النظام الإيراني غير صالح للإصلاح تماماً، ومن المستحيل أن يحصل فيه إصلاح داخلي، وعلى هذا النظام أن يسقط مع جميع الزمر واجنحته الداخلية برمتها، وأن الشعار الحقيقي الموضوعي في المرحلة الراهنة هو الموت لخأمنئي باعتباره الرمز والعنوان ومرتكز النظام, وشعار «فليسقط مبدء ولاية الفقيه» أي نظام حكم يقوده الملالي. هذا هو محور الجهد الأول, وأما محور الجهد الثاني فهو من خلال شبكة واسعة تعمل داخل إيران لمنظمة مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية, إنها شبكة سرية لا تعمل في الواجهة بل إنها تنظم الانتفاضة وتؤدي دورًا واسعًا جدًا في توجيه الأحداث. محور الجهد الثالث هو الجهد الإعلامي خصوصاً من خلال الفضائيات التي تعكس خطاب المقاومة الإيرانية وقناة المقاومة التي تبث على مدار الساعة لإيران وللجالية الإيرانية في المهجر، إلى جانب إيصال صوت الشعب الإيراني إلى المستوى العالمي، وهو ما نعمل عليه بشكل دؤوب، ولكن المهم أن النظام الحاكم هو زائل وأن الشعب الإيراني قد قطع على نفسه هذا العهد، وأنه عازم على القضاء على النظام الحاكم بصورة نهائية وإسقاطه بصورة شاملة وحتمية.

حاول نظام الملالي في طهران استغلال الانتفاضات التي حصلت في بعض الدول العربية، كيف ترون ذلك؟

- عن مداخلات النظام في المنطقة نقول إن النظام منذ اليوم الأول من اندلاع الانتفاضات في المنطقة كرس اهتمامه لحرف مسار الانتفاضات في دول المنطقة، ومن خلال دفع المطالبات الديمقراطية التقدمية لشعوب البلدان في هذه المنطقة ومنها الإخوة المصريين والتونسيين والليبيين إلى التطرف الديني، وذلك من خلال توظيف مجنديه في هذه البلدان مستغلاً الفراغ الذي يخلفه سقوط الأنظمة في هذه البلدان، ويسعى جاهدًا أن يدفع باتجاه إشراك القوى العميلة له في السلطة في تلك البلدان أو يجعلهم يحصلون على مناصب مفصلية هناك, سواء بصورة مباشرة او من خلال تيارات مثل حزب الله، كي تصب الانتفاضات في هذه المنطقة في خانة مصالحه ومآربه، فلذلك هي حالة خطرة للغاية، ولماذا؟ لأنه هناك خطابان ووجهتا نظر لطريقة التعامل حيال الانتفاضات في المنطقة: الخطاب الأول هو في الحقيقة محاولة استغلال الانتفاضات كما أشرنا إليها قبل قليل، وأما الخطاب الثاني فهو خطاب مشوب بالخوف والهلع، لأن النظام يعرف حق المعرفة بأن بطش الشعب الإيراني حيال النظام الحاكم في إيران يفوق بمائة مرة أكثر عما هو موجود في الشوارع العربية. ويبذل النظام في إيران قصارى جهده أن لا تستشري الانتفاضات إلى إيران وذلك من خلال تطبيق الكبت الشامل والمطلق, لأن النظام يعرف جيدًا بأنه إذا ما وصلت شرارة الانتفاضات إلى إيران وفتحت طريقها إلى داخل إيران, وإذا سمح للشعب الإيراني ليعبر عن قناعاته ومطالبه فسوف تطّهر الأرض من دنس هذا النظام خلال بضعة أيام. فلذلك فإن الأمر بقدر تعلقه بنا كما أكدت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية في مقابلتها مع مجلة المجلة مؤخرًا: «إننا نقول لإخواننا في مصر وفي تونس وفي جميع دول المنطقة في الوقت الذي ينبغي لهم التأكيد والإصرار على مطالبهم الديمقراطية وانتفاضاتهم الديمقراطية هي غالية وثمينة جدًا فعليهم أن يحذروا من نظام الملالي ومن الدكتاتورية تحت اسم الدين في إيران، وذلك للحيلولة دون أن تنجرف وتضلل الانتفاضات, لأن هؤلاء ألدّ الخصام للإسلام والمسلمين وأسوء الأعداء لشعوب المنطقة, فيجب أن لا يسمحوا لهم أن يستغلوا الظروف الراهنة لحرف انتفاضة الشعوب ويأتون بالمآسي والويلات للمنطقة بعدما ابتلوا بها الشعب الإيراني».

يطرح الحاكمون لإيران أنفسهم كمدافعين عن الشيعة، ما صحة ذلك؟

- بالتأكيد أن حكام إيران يقدمون أنفسهم شيعة ويحسبون أنفسهم المدافعين عن الشيعة، فليس هذا الكلام كذباً فحسب فإنهم ليسوا بحماة الشيعة فحسب بل فإن حكام إيران لا يمكن وصفهم بصفة المسلم لأنهم ضد الإسلام وضد المسلمين سواء أكانوا من الشيعة أو من السنة أو من أي فرع من فروع مذاهب الشريعة الإسلامية السمحة، لأنهم ينطلقون من منطلق معاداة الشعب ويعتمدون إنكار الشعب في حقوقه، مهما كان دين هذا الشعب أو طائفته سواء أكانوا من المسلمين أو غير المسلمين من الشيعة أو من السنة، وخير دليل على ذلك هو معاملتهم مع الشعب الإيراني الذين 90 بالمائة او الجزء الأكبر منهم, أي أغلبية كبيرة من الشعب الإيراني شيعة, لكنكم تشاهدون وتلاحظون التعامل الإجرامي الهمجي للنظام نفسه مع أبناء شعبه الشيعي, انظروا إلى هذا الملف وهو كتاب يحتوي سيرة الحياة 20 ألفاً من مجمل 120 ألف شهيد سقطوا على يد هذا النظام إما قتلوا او اعدموا بواسطة النظام او استشهدوا تحت التعذيب، أو النساء اللواتي يتعرضن للاغتصاب في السجون ليس في حالة واحدة أو حالتين بل المئات معظمهم من الشيعة، فإذا قدم النظام نفسه بأنه حماة الشيعة فكيف بهؤلاء الشهداء البالغ عددهم 120 ألف من المجاهدين المسلمين وغالبيتهم من الشيعة.

طبعاً الإخوة الشهداء من السنة موجودة أسماؤهم في هذا الملف ولا يفرق، بما أن أغلبية الشعب الإيراني من الشيعة فإن أغلبية الأسماء في هذا الملف أصبحت من الشيعة، وبالقدر الذي يقطن في إيران مسيحيون فهناك شهداء مسيحيون في هذا الملف. ولا يفرق بالنسبة للنظام الإيراني أن تكون شيعيًا أو سنياً أو مسيحياً, فاذا انتقدت النظام وإذا رفعت صوتك للاحتجاج عليهم وإذا طالبتهم بحقك في التعبير وإذا طالبت بحرياتك فعنذاك تصبح من «الحرابة - من يحارب الله». وفي نظر النظام الإيراني فالشعب ينقسم على مجموعتين, مجموعة تتبع النظام، وأما الآخرون فهم من «الحرابة»، ولا يفرق أن يكونوا من الشيعة أو السنة، كما أنه لا يفرق بالنسبة للنظام في عملية تصدير التطرف، فأي شخص تابع للنظام ويمضي قدماً لتحقيق مآربه فإن النظام يعتبره منه بغض النظر ما إذا كان شيعياً أو من أهل السنة. فإنكم تعلمون هناك مجموعات تابعة للنظام الإيراني وأنها من السنة، وهي تطبق وتنفذ المنهج السياسي ومآرب النظام في المنطقة.

بعد تعيين ممثل لحقوق الإنسان الدولية لمتابعة الانتهاكات التي شهدها إيران، هل يمكن تحويل ملف حقوق الإنسان في إيران إلى مجلس الأمن الدولي؟

- هذه كانت خطوة إيجابية بمصادقة الأمم المتحدة على مقرر لحقوق الإنسان، ولكن مطلب الشعب الإيراني ومطلبنا هو بالضبط أن يعرض ملف انتهاكات حقوق الإنسان في إيران على مجلس الأمن الدولي، وأن يمثل النظام أمام مجلس الأمن بسبب انتهاكاته المستمرة والواسعة النطاق لحقوق الإنسان، التي تعتبر وفق أي تعريف، جزءاً من الجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية، وأن يحاكم قادة النظام على هذه الجرائم. وطبيعي أن مصادقة الأمم المتحدة على مقرر خاص هي خطوة في هذا الاتجاه، ولكن ما تزال هناك خطوات أخرى كثيرة، ونأمل من أصدقائنا العرب في مجلس الأمن والأمم المتحدة أن يدعموا فكرة المقاومة الإيرانية لمحاكمة قادة النظام، وأن يساعدونا، فهناك نظام مناهض للإسلام ومعاد لشعوب ودول المنطقة ينبغي أن يمثل أمام العدالة الدولية بسبب جرائمه. انظر إلى قائمة الثلاثين ألف شهيد نفسها لمذبحة صيف 1988، أنها وفق أي تعريف تعتبر جريمة ضد الإنسانية، وينبعي على المسؤولين عنها أن يمثلوا أمام العدالة.

من خلال معرفتكم بخطط الاستخبارت الإيرانية، هل للسفارات الإيرانية دور في نشر الجواسيس في الدول العربية؟

- نعم، سفارات النظام الإيراني في الدول العربية، إذا أرادت الحقيقة، ليس لها أي عمل حقيقي سوى التآمر على أشقائنا، وعملها الوحيد هو هذا، هي تقوم بأعمال أخرى، ولكنها في الحقيقة غطاء لعملها الأصلي. لقد قالها خميني منذ اليوم الأول، وهذا النظام ما يزال يواصل هذه السياسة، التي تقوم على اختراق الدول العربية، والهيمنة على دول المنطقة، وتنفيذ مخطط سيطرته على المنطقة. أساساً، قوة القدس الإرهابية، هذه هي مهمتها، وتلعب قوة القدس دوراً رئيسياً في سفارات النظام في المنطقة والدول العربية، انظر الآن إلى العراق، فسفارته في العراق ليست سوى قوة القدس، السفير من قوة القدس، وسفيرهم السابق كان من قوة القدس، جسم السفارة من قوة القدس وعملها ليس سوى التجسس والإعداد للإرهاب، وليس سوى التربص لاستغلال الأوضاع المحتملة في هذه الدول. انظر إلى ما حدث في الكويت أنه ليس أمراً جديداً، إنهم يفعلون هذا منذ سنوات طويلة، ولحسن الحظ أن أشقاءنا الكويتيين قد تصرفوا بحزم حيال هذه المسألة، وأعتقد أن هذا هو السبيل الوحيد للبقاء في مأمن، بعيداً عن شرور هذا النظام، وينبغي على إخوتنا في الكويت أن يقطعوا جميع العلاقات الدبلوماسية السياسية والاقتصادية مع هذا النظام، فهذا الحزم يرغم النظام على لملمة أطرافه.

ما تأثير اكتشاف شبكات تجسسية إيرانية مرتبطة بالأجهزة الإيرانية في دولة الكويت؟

- يحاول النظام بالعكس أن يوحي بأنه إذا كانت لك معه علاقات أن يمارس إرهاباً أقل، أن يقلل التجسس، في حين أن الصحيح هو العكس، فالنظام طالما كنت على علاقة معه، فإنه يستغل هذه العلاقة أسوأ استغلال. قطع العلاقات، وطرد عناصر النظام بمن فيهم الرسميون وغير الرسميين، أو اعتقال ومحاكمة كبارهم، هذه أفضل طريقة، أو كما يفعل الآن اشقاؤنا الكويتيون، يكشفون شبكة النظام الإيراني التجسسية ويطردون ويعتقلون، هذه خطوات مفيدة جداً جداً، والنظام ربما على العكس من ذلك، يوحي لك ويقول إن هذا يدفعنا إلى القيام بأعمال غير قانونية في بلادكم، وهذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فهذا النظام لا يفهم سوى لغة القوة، وهو يستغل كل كلام متعادِل ومجامِل.

ما هو الدور التنسيفي بين النظام الإيراني والواجهات الطائفية والحزبية في العراق ولبنان؟

- الأزمة الطائفية او تقسيم لبنان إلى مناطق مختلفة وتحويله إلى أزمة ما هو أساساً إلا جزء من وظيفة النظام الإيراني، وبالطبع، في الظرف الحالي بناء على ذلك، طالما أن النظام الإيراني قائم فإن الأزمة في لبنان ستستمر، النظام الإيراني بإنشائه حزب الله وتسليحه وتمويله على نطاق واسع، يحاول الإمساك بشؤون لبنان الرئيسة بالكامل، والعمل كقوة مهيمنة في لبنان، ومع ذلك فإن تدخل النظام لا يقتصر على حزب الله أو الشيعة، فكما يعلم الجميع فإن محاولات النظام الإيراني مستمرة لاستقطاب وتجنيد أجزاء من المسيحيين وحتى أهل السنة والطوائف غير الشيعية، وبناء على ذلك فإن أي تحرك تحرري ديموقراطي يستلزم مواجهة نظام الملالي والتصدي له ورفضه، بوصفه مصدر التفرقة والطائفية والذي يهدف في الواقع إلى الهيمنة على المنطقة.

ما دوركم في الكشف وفضح أعمال النظام الإيراني في الدول العربية؟

- المقاومة الإيرانية منذ البداية، أي منذ السنوات الأولى لمجيء خميني حذرت من النوايا الشريرة لهذا النظام للتدخل والنفوذ إلى الدول العربية والمنطقة، وقلنا منذ اليوم الأول إن تصدير الأصولية والإرهاب والتسلط على المنطقة جزء من إستراتيجية هذا النظام من أجل البقاء، لأن هذا النظام يعاني من ضعف تاريخي شديد، لأن هذا النظام لا ينتمي إلى هذا العصر بل ينتمي إلى القرون الوسطى، لذلك فإنه محكوم عليه بالزوال والفناء. ومن ناحية أخرى لمواجهة هذه الظاهرة فإنه من أجل أن يضمن بقاءه يلجأ إلى الهجوم، وهو يريد بالهجوم والهرب إلى الأمام، وشراء بقائه، ولهذا السبب يلجأ إلى تصدير الإرهاب والأصولية والتطرف الديني، وهو ما أكدنا عليه منذ اليوم الأول مراراً وتكراراً في مراحل مختلفة من تدخلات النظام سواء في الصحف وفي كشف الحقائق أو عبر الاتصالات مع اشقائنا العرب. على سبيل المثال أنت تذكر أننا في الواقع حذرنا مسبقاً عامي 1986 و1987 من مؤامرة النظام لارتكاب مذبحة الحجاج في مكة، وإرسال المتفجرات إلى المملكة العربية السعودية. وكشفنا، ثم شهدنا الكارثة التي أوجدها النظام، أو دور النظام في انفجار الخبُر بالمملكة العربية السعودية عام 1996. والأهم من هذا، الفواجع التي ارتكبها النظام الإيراني في العراق خلال السنوات الثماني الماضية، فقد اقترف أكبر الجرائم، وكشفت المقاومة تفاصيل تدخلات النظام هناك ولفت انتباهكم إلى القائمة التي تضم 32 ألفاً من المرتزقة، والذين يدفع النظام الإيراني رواتبهم، وقد كشفتهم المقاومة الإيرانية بالتفصيل، كشفت هؤلاء المرتزقة الاثنين وثلاثين ألفاً وحجم رواتبهم وتفاصيل أسمائهم وأين يعملون، وبعض هؤلاء المرتزقة هم في مناصب عليا في الحكومة العراقية الحالية، وقد لعبوا أيضاً دوراً في مذبحة أشرف هذه، وتم الإبلاغ عنهم إلى جميع الجهات المعنية. ودعني أشير إلى حقيقة أن الدور الأهم للمقاومة الإيرانية ليس الكشف عن مؤامرات النظام في الدول العربية في المنطقه، بل الدور المهم للمقاومة الإيرانية فضح طبيعة هذا النظام ونواياه الشريرة. واسمح لي هنا أن أشير إلى هذه النقطة، إن من المفارقات أن أتحدث إلى أشقائنا العرب والمسؤولين العرب بأن الثبات والموقف الحازم وعزل النظام هي قبل أي شيء يمكنها أكثر من إجراءات أمنية أخرى أن تقف في وجه النظام. والحقيقة هي أن الحل لتدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة، قبل الحل الأمني هو الحل السياسي،، والحل السياسي هو عزل النظام، والوقوف ضده، رفض هذا النظام وإدانة جرائمه، ودعم الشعب الإيراني. هذا النظام مثل الكلب عندما تظهر تردداً في مواجهته يهاجمك وعندما تهاجمه يتراجع.

هل هناك تطوير لإستراتيجية المقاومة الوطنية الإيرانية لاستثمار رغبة المجتمع الدولي في تغيير الأنظمة القمعية؟

- المقاومة الإيرانية تستبشر بالمتغيرات في الدول العربية وتنظر إليها بتفاؤل تام، وإذا نحن وأشقاؤنا العرب تعاملنا معها بالشكل الصحيح فإن هذه المتغيرات بطبيعة الحال ستعود بالفائدة على جميع دول المنطقة، شريطة أن نتمكن نحن واشقاؤنا العرب معاً وبمساعدة بعضنا بعضاً في منع النظام الإيراني من استغلالها، إذ لا شك بأن أمواج الحرية والديموقراطية سوف تجتاح إيران، لأن الشعب الإيراني أكثر من أي شعب آخر يعاني من المذابح، وأتساءل هنا: أي بلد عربي، أي حكومة دكتاتورية في العالم، أي حكومة في العالم، أعدمت 120 ألف سجين سياسي؟ خلال هذه السنوات الأخيرة، محصلة انتهاكات حقوق الإنسان، ومحصلة الدكتاتورية السوداء في إيران مختلفة أضعاف المرات عنها في أي بلد آخر، ولذلك فالشعب الإيراني أكثر من أي بلد آخر يريد إطاحة الفاشية الدينية الحاكمة في إيران، وهنا ينبغي التأكيد على حقيقة أن هذه الموجات المطالبة بالحرية في المنطقة، الشعب الإيراني يريدها بسرعة أكثر، يريدون الديموقراطية بسرعة أكثر، ودون شك أن القمع على نطاق واسع ووحشية النظام لن يكون بوسعها إخماد هذه الموجة، ولكن من المهم أن علينا ألا ندع هذا النظام يستخدم هذه الموجات، وعلى المجتمع الدولي واجبات معينة كما قالت السيدة رجوي في الواقع في خطابها في 26 فبراير شباط خلال مشاركتها في مؤتمر في باريس: «طوال كلِّ هذه السنوات، كان نظام الملالي في مرصد ليستغل حالات المدّ الشعبي والفراغ الذي يحصل في مرحلة الانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية، ليأتي بتيارات أو حتى حكومات عميلة له. وفي هذه المراحل فإن أمريكا وأوروبا بنتا سياستهما تجاه النظام الإيراني وتجاه التطرف على المسايرة».. لماذا؟

- أحد الأسباب هو سوء فهمهم عن طبيعة التطرف الديني.

- والسبب الآخر هو المصالح والملاحظات الاقتصادية والتكتيكية.

على اية حال، عملياً فإن الدول الغربية قدمت أكثر مساعدة لتوسيع نفوذ هذا النظام في المنطقة. وفي الوقت نفسه، قدّمت دعمها وتأييدها للأنظمة الديكتاتورية. لأنها كانت تزعم أنها بذلك تريد الحؤول دون توسيع رقعة التطرف الديني. وبهذا الشكل، كانت تعطي للأنظمة الديكتاتورية شرعية كاذبة إقليمية. هكذا كان التصور سائداً، بأن سقوط هذه الأنظمة او حتى وقوع الإصلاحات فيها تؤدي إلى سيطرة التطرف الديني وإلى مجيء أنظمة ديكتاتورية أسوأ!! خلاصة القول: كان هناك سببان وراء تطويل وتمديد أعمار الأنظمة الديكتاتورية في هذه المنطقة:

- أولاً: وجود النظام الإيراني بصفته ام القرى للتطرف الديني.

- ثانياً: السياسة الخاطئة جداً التي تبعتها أمريكا وأوروبا. ودون هذين السببين، فكانت الأنظمة الديكتاتورية من حقها أن تسقط قبل سنوات وأن المسيرة الديمقراطية كانت قد بدأت بشكل طبيعي. وهذا هو السبب وراء أن سقوط هذه الأنظمة أخذت حالة انفجارية. لكن في الوقت نفسه فمع توسيع أمواج المطالبة بالحرية في جميع أنحاء المنطقة فإن نظام الملالي لايزال بالمرصاد. حيث إن خامنئي الحاكم الأبدي للنظام يحاول أن يكسو أمنياته الشيطانية بغطاء «الصحوة الإسلامية».

وفي هذه الحالة، فهل نحن أمام دور باطل؟ كلا, هناك مخرج ممكن وضروري، وهو إسقاط نظام الملالي اللاإنساني وإقرار الديمقراطية في إيران. نعم، قد فات الأوان للتطرف الديني ولعهد الظلام، وحان وقت بزوغ شمس الديمقراطية والحرية.

كيف تقيمون التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية وبالذات بدول مجلس التعاون؟

- دول مجلس التعاون هي أهم هدف للنظام في المنطقة، وقد قال خميني في وصيته إذا نحن تجاوزنا عن العراق وصدام حسين، فإننا لن نتجاوز عن العربية السعودية (إذا تخلينا عن صدام وإذا تخلينا عن جرائم الولايات المتحدة الأمريكية وإذا نسينا قضية القدس فلن نتخلى عن آل سعود - 17 يوليو 1988)، ولذا فإنها أكثر منطقة إستراتيجية يفكر فيها النظام ليصدر إليها الرجعية والجريمة والظلم، وهناك العراق ودول مجلس التعاون، هم بشكل محدد هدفان رئيسيان للنظام في المنطقة، العراق والمملكة العربية السعودية، لأن هذين البلدين في الواقع المفتاح لفتح المنطقة كلها أمام النظام، واستثمارات النظام للتدخل في المملكة العربية السعودية مرتفعة جداً في حين أن إيران ديموقراطية وسلمية وبعلاقات ودية مع المملكة العربية السعودية مفتاح السلام والاستقرار والهدوء في المنطقة. النظام الإيراني على العكس من ذلك تماماً فهو يريد إشعال المنطقة بتدخلاته في العراق والمملكة العربية السعودية، حتى يثبت حكمه، ولذا ينبغي أن نقف نحن واشقاؤنا السعوديون ضد نظام خميني.

كيف الوضع في مخيم أشرف في العراق حالياً؟

- النظام يخاف من المقاومة، والمقاومة في أشرف تصبح رمزاً، لهذا السبب يبذل كل جهوده من أجل القضاء على أشرف، غير أن المجاهدين في أشرف وصمودهم ومقاومتهم أصابت النظام بما يسمى الرعب واليأس والإحباط، والحكومة العراقية الواقعة تحت النفوذ الإيراني تقوم بتنفيذ مخططات النظام ضد أشرف. في عام 2009 احتلال شمال أشرف.. أشرف في الحقيقة خندق متقدم لاستكمال هيمنته على العراق وعن طريق العراق على العالم العربي، ولهذا السبب ندعو العالم العربي والقادة العرب للوقوف إلى جانب أشقائهم في أشرف.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة