Wednesday  13/04/2011/2011 Issue 14076

الاربعاء 09 جمادى الأول 1432  العدد  14076

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كما بكى غيره من الزعماء، بكى خادم الحرمين الشريفين الملك (عبد الله بن عبد العزيز) لكنه بكاء من نوع آخر. غيره بكى على وطنه بالخارج، أما القائد الوطني فقد كان بكاؤه في الداخل، بكى مرتين فيما شاهدت، إحداهما في أقدس بقاع الأرض، وأمام أعظم بيت وضع للناس. بكى أمام الكعبة المشرفة، وهو يستشعر مسؤولية حمل رسالة هذا الدين، وأعباء نشر الدعوة المحمدية. بكى، وهو يستشعر عبء قيادة هذا الشعب العظيم، ومتطلبات تنميته في هذا الوطن الممتد، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه.

هنا تتجلى قوة الإيمان بالله منه ومن أبناء شعبه استلهم الثقة في النفس، والاطمئنان إلى المستقبل الواعد. هذا الشعور المتعاظم هو الذي يجد فيه الإنسان أيّا كان موقعه صلابة الملجأ، وقوةالمتكأ.

من هذه المبادئ والقيم السامية ينطلق الإنسان في كل شأن من شؤون حياته العامة والخاصة دون خوف، أو وجل، أو قلق، أو تردد. هذا الشعورالأبوي، هو الذي يقود من حولك من البشر للالتفاف حول الأهداف السامية، والمقاصد الجليلة التي يتطلبها القائد الباني في وقت أزمات الوطن.

- ثاني تلك المواقف التي بكى فيها الملك الإنسان (عبد الله) في إحدى ربوع وطننا الغالي، وهو يرى الأيتام، أو ضحايا الفئة الضالة، وهم يتهادون أمامه للسلام عليه، أطفال يقدمون رجلا، ويؤخرون أخرى. تذكرت بيتا شاردا:

فقدمتُ رجلا رغبةً في رغيبةٍ

وأخرتُ أخرى رهبة في المعا طبِ

- قدّموا رجلا معتزين أمام قائد عظيم، قدّر تقديم آبائهم أرواحهم، وتأخرت الأخرى شأنهم شأن أيّ يتيم يلاحقه ذلّ اليتم أينما حلّ ورحل، في كثير من المواقف، ولم يعد يفرّق بين هذا الموقف وغيره. بكى القائد، فأبكى شعبه، حبا، وتقديرا، وتضحية له، بكوا ورددوا في دواخل النفس:

عهدناك لاتبكِ، وتنكر أن ترى

أخو البأس في بعض المواطن باكيا

فرخّص لنا اليوم البكاء، وفي غدٍ

ترانا كما تهوى جبالاً رواسيا

- بني وطني : أمام هذا العطف الكبير من قائدكم، الوطن في هذا اليوم أحوج إليكم من أيّ وقتٍ مضى، ومن لم يستلهم مواقفه من مواقف قادته التي أشرت إليها، فإنه سيظل في التاريخ الوطني، والإنساني، والاجتماعي، والفكري نسيا منسيا.

- بني وطني: من يذكر هذه المواقف الإنسانية العظيمة للقائد الكبير فسيربأ بنفسه بلاشك عن صوت الإرجاف، أو دعاة الفتنة، ومثيري الفوضى، ومحركي القلاقل، وأدعياء الوطنية، ومذاهب الحرية.

dr_alawees@hotmail.com
 

أوتار
دمعة القائد
د. موسى بن عيسى العويس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة