Wednesday  13/04/2011/2011 Issue 14076

الاربعاء 09 جمادى الأول 1432  العدد  14076

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يمتلئ بريدي الإلكتروني يومياً برسائل (العيب) الموجهة لي ولكل من ينتقد إيران والمد الصفوي، وتتهمني بأنني طائفية ضد الشيعة لمجرد أنهم شيعة - وهذه كذبة- أيضا تجد في هذه الرسائل دفاعا مستميتاً عن ثورة البحرين، والقول بأنها ثورة شعبية لا دخل لها بالطائفية. ليس هذا فحسب، بل ستجد لنفس الشخص المرسل الذي يدافع عن النظام الإيراني أكثر من الإيرانيين التابعين للنظام، تصريحاً بأنه لا يخفي إعجابه بجندي إيران الأول «حسن نصر الله» وبناء عليه، فإن أي منتقد لحسن نصر الله سيكون مصيره الهجمات الإلكترونية والشتم وتجييش « الشلة» إياها لتسفيهه والنيل منه، لأن هذه الشلة الواعية لا تحب البلهاء الذين يخافون على وطنهم. وعندما تسأل هل أنتم مع المد الصفوي ضد وطنكم؟ يكون الجواب، بعد هذا الدفاع كله، وبعد الرسائل اليومية المنظمة، تجد رد هذه الفئة: «أنا لست مع إيران.. ولا مع حسن نصر الله!».

تناقض عجيب غريب، فكيف لشخص يقتطع يومياً كل هذا الوقت للدفاع عن النظام الإيراني وذيوله, ثم ينفي عن نفسه التعاطف معهم. إذن هو مدرك أن هذا التعاطف هو «جريمة» بحق هذا الوطن، لأن من يتعاطف مع من ينتقد قوات درع الجزيرة التي ذهبت لحفظ الأمن في البحرين بعد أن تم سد الطرقات الرئيسية هناك, وتعطيل حركة المرور، والهجوم على الحرم الجامعي، فإن هذا المتعاطف بالتأكيد يقر هذه الأفعال المشينة ولا يدري أن من يحارب قوات درع الجزيرة هو المتضرر من وجود قوة عسكرية تقف في وجه إيران وعنجهيتها، وتصريحاتها وتحذيراتها المستفزة للسعودية، وتدخلاتها الواضحة في المنطقة وسياساتها.

لا أدري إن كان هذا الذي يستميت في الدفاع عن إيران وذيولها، قد سمع بالتصريح الذي بثته وكالتها الرسمية نقلا عن حكومة الملالي تحذر فيه السعودية من اللعب بالنار، أو أنه تابع الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول مجلس التعاون وإدانتهم لاستمرار التدخلات الإيرانية في دول الخليج من خلال التآمر على أمنها الوطني وبث الفرقة والفتنة الطائفية بين مواطنيها في انتهاك لسيادتها واستقلالها! وماذا بعد.. كل هذا ونجد بيننا من بني جلدتنا من يهتف لإيران وجنودها؟

إن هذه العينة التي ابتلي بها مجتمعنا، هم ليسوا أكثر من بلهاء ينساقون خلف الشعارات الصفوية الرنانة، أو أن دفاعهم نابع من المقولة الشهيرة: (ليس حباً في عمر بل كرهاً بيزيد) وهؤلاء في نظري، لا يقلون خطورة على مجتمعنا عن أي فئة ضالة، تريد المساس بأمن هذا الوطن ووحدته. وهؤلاء بالطبع لا يستطيعون التصريح عن ميولهم في وسائل الإعلام لكنهم اتخذوا الإنترنت مطية لبث أفكارهم الهدامة وتجييش الناس على هذا الوطن الذي أكلوه فنكروه. بعض منهم تجده على استحياء يحاول أن يكتب أو ينشر في الصحافة مثل من يدافع عن حق إيران في تسمية الخليج الفارسي، أو تجده ينشر مقالا يوجه فيه خطبة عصماء يقول فيها: «رفقاً أيها المهووسون بالخطر الإيراني».

إن هذه الأفكار الخطيرة التي تنذر بوجود خطر فكري حقيقي داخل مجتمعنا لا يقل عن خطر الفئة الضالة بل هو أشد، لأنه فكر يروج لعدو أكبر وأخطر بانت ملامح جرائمه في منطقتنا. ومن هنا، أذكر بضرورة تكاتف الجهود لمناصحة أصحاب هذا الفكر قبل أن يتوسع ويُجند البلهاء الذين لا يدركون حجم الخطر الإيراني، ولعلي أذكر بجهود حملة السكينة ولجنة المناصحة مع الفئة الضالة، وهنا لا بد أن نرى لهم دوراً فاعلا مع هؤلاء، فإن لم يعودوا إلى الحق فلا بد من تجريم هذا الفكر لتحجيمه وإيقاف بلاهته.. كفانا الله وكفى بلادنا الحبيبة ممن يريد بها سوءا.

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
خطر المتعاطف مع إيران
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة