Wednesday  13/04/2011/2011 Issue 14076

الاربعاء 09 جمادى الأول 1432  العدد  14076

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

الأحداث العربية - أحداث التغيير - تبدأ بعبارة: الشعب يريد إسقاط النظام. وتنتهي إلى المطالبة بمحاكمة الرئيس كما حدث في تونس ومصر والآن في ليبيا واليمن والدول العربية المرشحة للسقوط... المرحلة القادمة هي مرحلة المحاسبة بعد أن عاش الوطن العربي لعقود من الزمن على الفساد حتى أنه أصبح ثقافة عامة وسلوكا, وأصبح الالتزام والانضباط المالي حالة استثنائية... ثروة الرئيس المصري المستقيل محمد حسني مبارك المعلنة (70) مليارا والعقيد الليبي معمر القذافي (40) مليارا وعلي عبدالله صالح لا تقدر وزين العابدين بن علي لا تحصى وهناك من خلفهم جيش من المنتفعين هم العائلة والأصهار والأصدقاء والحاشية. إذن نحن في اتجاه مرحلة جديدة هي المحاسبة بحيث يصبح المسؤول تحت رقابة نشطاء المجتمع والرأي العام والإعلام الجديد وهي أجهزة رقابية مجانية بعد أن كان الوطن العربي محكوم بالنار والحديد وبنظام شبه عسكري: حسني مبارك، زين العابدين، معمر القذافي، علي عبدالله صالح, ولمدد طويلة تحول فيها الفساد إلى سلوك يومي في معظم البلدان العربية، أصبح الآن تحت رقابة (الفيس بوك) بعد أن حانت ساعة الصفر التي بدأها (التوانسة) وإعلان ذلك الرجل في الهزيع الأخير من الليل الذي صار صبحا للعالم العربي ليصوت في الشارع الأظلم ويقول: بن علي هرب.. بن علي هرب. ويعلن بداية التغيير في الوطن العربي.

ولكن السؤال هل سترحب وتقبل أمريكا وأوروبا بالثقافة العربية الجديدة: التغيير ومحاربة الفساد؟!. بالتأكيد أن الغرب يرحب بالتغيير لكنه لا يرحب بمحاربة الفساد وهذا افتراض لأن الغرب تعامل مع العرب منذ زمن الاستعمار ثم زمن الهيمنة السياسية معتبرا المخالفات القانونية والتحايل واستغلال اللوائح وكسر النظام جميعها يعتبرها تجاوزات لتفادي البيروقراطية الإدارية. وأنها تتماشى مع السلوك والثقافة العربية. وتحت غطاء التجاوزات استطاع الغرب أن يحصل على ما يريده سياسياً ومالياً واقتصادياً من عقود الشركات وصفقات الحكومات، لذا لن يكون الغرب حريصاً على المحاسبة والقضاء على الفساد لأن الأمر مرتبط بمصالح شركات ودول غربية ويمكن ملاحظة ذلك مجسدا فيما يحدث في ليبيا من تردد حلف النيتو وانسحاب أمريكا من تنفيذ القرار الليبي وإحجام ألمانيا وغموض المواقف لفرنسا وبريطانيا...

أوروبا وأمريكا ودول الأطلسي لا ينظرون إلى العرب وأرضهم وخيراتهم إلا كحديقة خلفية للانتفاع بها.. وينظرون إلى الفساد العربي على أنه ثقافة شعب وتجاوز في الإجراءات وتخطي للبيروقراطية الإدارية.

 

مدائن
الغرب يريد التغيير والفساد
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة