Thursday  14/04/2011/2011 Issue 14077

الخميس 10 جمادى الأول 1432  العدد  14077

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

تناقلت وسائل ومواقع إخبارية مؤخراً خبراً مختصره: إن شابًا وسيماً من المنطقة الشرقية واجه موجات مصغرة من تسونامي منزلي وهو نائم بماء حار من يد زوجته الشابة التي تتقد بين أضلعها نيران الغيرة على زوجها المملوح خشية أن تفقده وسط نظرات تسلطها عليه فتيات أثناء تجوالهما في الأسواق التجارية ونحوها، ويبدو أنها لاحظت ارتياحه لتلك (البصبصات).

والبصاصون عرفوا قديماً بأنهم عيون الوالي في المدينة الذين ينقلون له الأحداث، غير أن العيون الكحيلة لها مغزى آخر، وفي قصة يوسف عليه السلام، قال تعالى في الآية (28يوسف) على لسان عزيز مصر {فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ}، وفي التفاسير فإن كيدهن عظم لأنهن إذا ابتلين بالحب أظهرن مما يرقق القلب ما يدهش عقول الرجال، مع مساعدة الطبيعة إلى الميل إليهن وقوة المناسبة بينهن وبين الرجال، كما يشير إليه سبحانه وتعالى في الآية الأولى من سورة النساء، وللحب درجات في لغة العرب ومنها: الوصل، الود، العشق وهو فرط الحب، الوجد، الوله وهو شدة الوجد أو الحب الذي يربك العقل، قال عاشق عربي :

(فإن تمنعوا ليلى وحسن حديثها

فلن تمنعوا مني البكا والقوافيا)

وقال غيره:

(ومن لم يمت في حبه لم يعش به

ودون اجتناء النحل ما جنت النحل)

وفي فتاوى ابن تيمية عن مجاهد عن ابن عباس (من عشق فعفّ وكتم وصبر ثم مات فهو بإذن الله شهيد)، والعرب لا تقول عن الرجل إنه جميل بل وسيم أو سنيع، أما الجمال فصفة للمرأة، وكان رجل من العرب يدعى سُنَيع الطُّهوي إذا قدم لمواسم قريش أو تجمعاتهم يطلبون منه أن يفعل بوجهه شيئاً يبهت نضارته ويبدد وسامته خشية أن يفتن النساء، وكانوا يطلبون من أمثاله اللثام قبل ارتياد تجمعاتهم التي تحضرها النساء (هكذا قرأت).

ومن أمثلة درجات الوسامة عند قبائل العرب مع اختلاف الألسنة: وسيم، بهي، وضيء، مليح، أبلج، نضر، أما العَملَّس فهو الجميل النافذ بعقله ولسانه.

وعن نعوت النساء وما يستحسن من خَلقهن وصورهن، الخود: الملفتة في جمالها الناعمة،

والممكورة: المطوية تامة الساقين في عظم واستواء، والخبنداة: ثقيلة الوركين تامة القصب ساقها مستديرة ريانة ممتلئة، وقال صاحب كتاب العين: الرُّعبوب هي البيضاء الحسنة الرطبة الحلوة.

ولعل التوقف هنا فيه ما يكفي حتى لا أتعرض لوابل من الماء لا بارد ولا كريم؛ رغم إني لا أملك أي صفة من أوصاف الوسامة سالفة الذكر، ولا أتمتع ببصر يساعد على (القز والبصبصة).

وللعرب أسماء لا يسمون بها إلا الذكور وكذلك للبنات غير أن بعض المحدثين أشركوا الجنسين في اسم واحد؛ مثل: صباح للذكر والأنثى، ولأرباب اللغة رأي في من يقول موجود بمعنى حاضر، ويرجعونها للوَجد.

 

وسيم في ماء حميم
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة