Thursday  14/04/2011/2011 Issue 14077

الخميس 10 جمادى الأول 1432  العدد  14077

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

أعتقد أن «الجنادرية» اسم حُفر في ذاكرة المثقفين العرب، وأكاد أجزم أن مهرجان الجنادرية كحدث ثقافي سنوي فريد سيشهد هذا العام حوارات ساخنة وسجالات فكرية وسياسية متعددة؛ فهو يأتي في ظل ظروف عربية مختلة ومختلفة جذرياً عن واقع السكون الذي عهدناه عبر عمر من الزمن ليس بالقصير، وجزماً ستنعكس الأحداث وستؤثر التغيرات والثورات الشعبية على وجهنا الثقافي المتبادل، وستمنحنا هذه المعطيات التي أوجدت مساحة من الحرية لمطارحة ومدارسة واقعنا العربي بعيون شعبية واقعية بعد أن كانت أغلب الأطروحات في مشاريعنا السابقة أقرب إلى التنظير والفلسفة البيانية منها إلى التأطير الممنهج ورسم الملامح وإبراز المعالم لمشروع حضاري ثقافي شعبي ناضج وله صبغة الفاعلية الحقيقة والتأثير الشامل على مجريات الأمور الآنية وتحديد الخطوط العريضة لمستقبل وطننا العربي.

إن من المأمول أن نستفيد من هذا الحدث الثقافي الهام ونوظفه إعلامياً بصورة جيدة وتكون حواراتنا مع ضيوف المهرجان من عالمنا العربي والإسلامي تتوافق ومستوى الحدث وفكر المثقف الواعي والمتحضر بعيداً عن التشنجات والتخرصات التي نسمعها بين الفينة والأخرى هنا وهناك من قبل هذا المثقف أو ذاك المصفد بصنمية الماضي المأسور إلى الفكر المشوه أياً كان.

كما أن المشاهد العربي يتطلع من إعلامنا المرئي أن ينقل وبكل مصداقية وشمولية وأمانة ما يدور من نقاشات يحتضنها فندق قصر الرياض وتستمر حتى ساعة متأخرة من الليل ولا يكتفي فقط ببث ما هو رسمي، ويسدل الستار على الحدث مع نهاية المحاضرة أو الندوة أو حتى الأمسية الشعرية، كما أنني شخصياً أتمنى ألا تقتصر المقابلات واللقاءات على الأسماء المعروفة في ساحتنا السياسية الفكرية أو أن العلاقات الشخصية والشللية تلعب الدور الرئيس في الاستضافة، كما هو معهود ومعروف في السنوات الماضية.

لقد مر على جنادريتنا طوال ربع قرن من الزمن الرائع وزراء ومفكرين ومثقفين وكتاب وساسة ومنظرين ونقاد كثر بعضهم تكرر مجيئه بصورة غريبة!!، وهناك من يتمنى أن يعود مرة أخرى ولكن..، وثالث يتطلع إلا دعوة تأتيه ولو لمرة واحدة ليشرف بالسلام على خادم الحرمين الشريفين ويشنف أذانه بسماع ما يقال وتكون له فرصة اللقاء بأكبر عدد ممكن من المفكرين والكتاب والشعراء العرب في هذا المحفل الفريد والعرس الثقافي المتميز!!، ومع ذلك، فإن الأسماء التي سٌوق لها من بين هذه الجموع عدد قليل جداً مع أنها قد لا تكون الأشهر ولا الأهم ولا الأبرز ولكن!!.

إن جل من يدعون لحضور هذا المهرجان سواء داخل المملكة أو خارجها هم مصنفون ضمن الطبقة المثقفة، ولذا حقهم -خاصة السعوديين منهم- أن يسلط عليهم الضوء ونعرف ما لديهم من رؤى وأفكار وتوجهات حتى يتسنى للناقد أن يكتب وللباحث أن يسمع وللمشاهد أن يستفيد، ويعلم الواحد منا: أين هو من حركتنا الثقافية المحلية وكذا العربية!!.

إن الجدارة ليست في استضافة الكبار، ولكن هي أيضا في الوصول إلى الشخص الذي ما زال في الظل والتميز الحقيقي في تعريف المشاهد على أولئك الذين هم خارج السياق الذهني للقارئ العربي، وربما لم يسمع بهم من قبل إلا نادرا، كما أن المثقف السعودي بحاجة إلى التسويق الأمثل خاصة في مثل هذه المناسبة العالمية الفذة، وللتاريخ فقد التقيت في الأعوام السابقة بعدد من المثقفين من مختلف مناطق المملكة حقهم أن يكون لهم اسم في سمائنا الإعلامية، ولكن دائماً ما يلعب الكبار ونكتفي بإبقاء غيرهم على دكة الاحتياط، وقد يٌرحلهم إعلاميونا إلى المدرجات للتفرج حتى حين.

إنني هنا أشيد بالجهود المبذولة في الأيام الأخيرة من قبل القائمين على قناة الثقافية ولعلها تكون اللاعب الرئيس في هذه المناسبة الوطنية والعربية، بل العالمية «الجنادرية» الثقافية والسياسية والإعلامية والتراثية الحضارية..

وإلى لقاء والسلام.

 

الحبر الأخضر
الجنادرية و«الوجه الثقافي الجديد»
د. عثمان بن صالح العامر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة