Friday  15/04/2011/2011 Issue 14078

الجمعة 11 جمادى الأول 1432  العدد  14078

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في ظل الأحداث القائمة في لبيبا كان من المناسب أن نعرج على كتاب ألفه أستاذنا الكبير الدكتور عبدالهادي التازي بعنوان: (بين المغرب وليبيا) وهو يجمع ما دوّنه الرحالة المغاربة في رحلاتهم التي غالباً ما تكون إلى الحج وانطباعاتهم أثناء مرورهم بليبيا، ولو أننا قرأنا الكتاب قبل أن تطرق إلى مسامعنا أسماء المدن الليبية، ربما لا نعرف مواقعها وأهميتها.. أما الآن وقد أشبعت آذاننا الأخبار بما يجري في ليبيا من مآسٍ فقد عرفنا أسماء المدن ومواقعها، وهو ما ذكره بعض الرحالة في رحلاتهم العديدة.

فهذا الإمام ابن العربي سفير يوسف بن تاشفين سنة 485هـ، إلى المستظهر بالله في بغداد (يعظم عليه البحر بزوله ويغرقه في هوله) فينتهي إلى مدينة برقة، حيث ينزل ضيفاً مكرماً -مع ابنه- على أمير بني كعب بن سليم حيث يمضي وقتا في التسلية يلعب الشطرنج في انتظار تصليح مركبه.

وهذا ابن رشيد الذي ألم بطرابلس سنة 685هـ، فردد أصداء البلاد وقدم لنا في رحلته الفريدة صورة صادقة لما شاهده -على الأقل- في ميدان النشاط العلمي.

وهذا العبدري (الدليل الأزرق) لكل الرواد والرحالة وكان أول رحالة مسلم يصف قوس ماركوس أوريليوس الذي شيد منذ سنة (163ب.م) بطرابلس، وقد قدم لنا تحقيقات عن جغرافية ليبيا وآثارها القديمة، وعن حالتها العلمية عندما وصلها سنة 689هـ، في أعقاب حصار أسطول ملك أراغون لطرابلس، ويذكي بما كتبه عن نشاطها العلمي أقلام الأدباء والمؤرخين في المغرب وفي ليبيا.

وهذا ابن بطوطة السفير المتنقل للسلطان أبي عنان يحكي سنة 726هـ، عن طرابلس ومسلاته ومصراته وقصور سرت، بل وعن أعراسه وولائمه في الجبل الأخضر.

وهذا خالد البلوي الذي غدر به مركبه على ساحل ليبيا، ثم خذلته قرقورته على مرسى طبرق سنة 738هـ، يترك لنا انطباعاته عن الظروف الصعبة التي عاشها هنا وهناك.

يا ليلة جمعت بمرسى طبرق

وجمعت بين مغرب ومشرق

ألفت بين مفرق ومجمع

أجلى صباحك عن نوى وتفرق

وبعد البولي يقوم العلامة التمجروتي أحد سفراء المنصور السعدي إلى السلطان مراد الثالث بزيارة طرابلس في ذي القعدة من عام 998هـ، فيؤدي معلومات قيمة عن المدينة التي أقام فيها شهراً واثني عشر يوماً.

وكان شأنه ذلك عند العودة من العالم الموالي.

وكان قاصدو الحج يسلكون الطريق الجبلي عند مرورهم بليبيا، وهو طريق أكثر أمناً ولكنه أطول في الرحلة. أما من لديه جيش وحماية فإنه يسلك الطريق الصحراوي الذي يسمونه السروال، وربما سلكه الأمير الشاب المعتصم نجل السلطان المولي إسماعيل مع الأميرة ست الملك صحبة الإمام الشهير الحسن اليوسي وكذلك أمير الأمراء محمد بن السلطان عبدالله بن الإمبراطور إسماعيل صحبة جدته الفقيهة العالمة للاخناثة زوجة المولى إسماعيل، وهي رحلة سجلها الوزير الإسحاقي. وفي الختام فإننا نتمنى أن ينعم أهل ليبيا بالأمن والأمان وأن يسود العدل والإنتاج في جميع ربوع البلاد.

 

نوازع
ليبيا لدى الرحالة المغاربة
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة