Saturday  16/04/2011/2011 Issue 14079

السبت 12 جمادى الأول 1432  العدد  14079

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بدأت الجنادرية في بدايتها بالنياق وكبر هذا المهرجان ليتجاوز سباق الهجن ويصبح ملتقى سنوياً واحتفالاً وطنياً... الجنادرية جاءت لإحياء ذاكرة الوجوه المحلية المنسية, وإعادة عتق مواد البناء الطينية والتقليدية، وجاءت لأهل البادية للتقاليد والقصائد والأشعار, وللزراع أهل الحرث والمعمول والسواني، جاءت لأهل الحجاز لقوافل الحجيج وزمزم والمشربيات وسقيا الفخار والخزف الحجازي، جاءت لأهل النفود لبحر رمال النفود الكبير والرمال المتواصلة ورحلتها الأبدية من الجوف إلى الربع الخالي, جاءت الجنادرية من رائحة بحر الدمام والظهران وخليج النفط ونخيل الإحساء وعيونه التي كانت سارحة ولرمال الجافورة البيضاء من أول الخفجي إلى نهايات الإحساء، وجاءت الجنادرية لأهل بريدة مدينة الخبوب الزراعية والنخيل والأثل ورائحة السكري والبرحي وناس الجردة، وبيوت عنيزة أسفل ظهرة عنيزة الجبلية ونفودي الشقيقة والغميس، جاءت من جبال أجا وسلمى من حائل المدينة الحالمة تحت ظل الجبال السمر ...هذه الجنادرية الفكرة والفلسفة لكنها اليوم تغيرت نتمنى أن تغادر الماضي إلى واقع جيل جديد تحاوره وتتحدث إليه في ظل هذا الظرف السياسي والمتغيرات في الوطن العربي إعادة التشكل والصياغة تحاور جبل (الفيس بوك) الرمز والمحرك،والانترنت العالم المحرض على التغيير،والثورة العلمية التي ستغير الإنسان بإذن الله وتنقله من جغرافيا محايدة شرقي أوروبا إلى جغرافيا عربية نشطة ومشارك في الحضارة الأوروبية والأمريكية ضمن ثوابتنا... فهل تعيد الجنادرية قراءة نفسها وتسارع الخطى باتجاه الشباب الجيل الذي اعتبرناه حتى الآن جمهورا غير مشارك ويقف على المدرجات وفي الممرات والساحات الخلفية... وهل ستشهد الجنادرية انقلابا فلسفيا على نفسها وتتجه إلى الشباب مع بقاء الأجداد والآباء والوجوه المحلية وناس الأمس رائحة الحجر والطين وعبق الماضي كصوت للامس... أنا لا أدعو إلى محو الأمس لكن جيل اليوم لا بد أن يتعاشق مع جيل الأمس وأن يتم التوازن بين الفولكور والفنون التعبيرية الحديثة وسباق الهجن وحنين الماضي مع سباق السيارات والدراجات وأسواق المول الحديثة ومقاهي الانترنت مع دكاكين القيصريات وبذلك تتحول الجنادرية في بعدها الثقافي والوطني إلى احتفال بالآباء والأبناء. ولا تقصر الجنادرية على رمزية الماضي فالأصالة وتعميق الحس الوطني ليس فقط في العودة إلى الماضي وإنما في حوار هذا الجيل والتعاشق والتداخل معه من شباب وشابات لتصبح الجنادرية احتفالاً بأهل الأمس وجيل المستقبل.

 

مدائن
الجنادرية ليست للوجوه المنسية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة