Sunday  17/04/2011/2011 Issue 14080

الأحد 13 جمادى الأول 1432  العدد  14080

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الجنادرية 26

 

فرحة وطن كان خطابا شاملا موجهاً للملك والوطن

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رؤية وتحليل - محمد بن فراج الشهري

أوبريت الجنادرية لهذا العام (فرحة وطن) كان على مستوى الحدث لحناً وشعراً وأداء. ابتدأ بالحمد والشكر لعودة وسلامة الملك يقول:

الحمد لله ع السلامة يا ملك

يا أغلى ملك وأطيب واعدل ملك

أقسمت لك

إذا سلمت إنا جميعا سالمين.

وإذا غنمت أنا جميعا غانمين.

ما قلت لك؟

سلامتك فرحة وطن.. فرحة رجال مخلصين

كأننا روح وبدن.. كأننا رمش وعين

في غيبتك كنا معك.. تحمل هموم المسلمين.

لله درك ما أروعك.. تبني الوطن دنيا ودين.

دامك بخير حنّا بخير

ولقد أبدع الأستاذ/عبدالله الشريف أيما إبداع وليس بغريب ولا مستغربا منه أن يقدم مثل هذه الصور الفنية الرائعة واللوحات الفلوكلورية الجميلة ولاسيما أن عبدالله الشريف أحد رواد الاوبريتات وأستاذ له طلّة خاصة تميزه عن بقية شعراء الاوبريتات وقد قدم عبدالله الشريف طوال السنين الماضية ما يثبت أصالته وتميزه في أكثر من مناسبة وهو أحد أساتذة الفلوكلور الجنوبي يملك صوتا عذبا وقريحة صافية استقى الإلهام من سهول وهضاب وأودية عسير التي تملك أكبر مخزون تراثي وفلوكلوري في الجزيرة العربية..

يقول الشاعر:

عاد أبو متعب وعادت البسمة

غردي ياقوافي الولا باسمه

غردي باسم أبو متعب الغالي

يوم عاد الملك هز وجداني

ثم ينقل الصورة للحديث عن الوطن فيقول:

بلادي بلاد الخير ورجالها الأخيار

ونبع الهدى مكة ونور الهدى طيبة

ومن له وطن قبل ثرى موطنه لو جار

وأنا شامخ في موطن العز والهيبة

هذا وطنا والوطن غالي

واللي يخونه ما يخاف الله

ثم يعود للاطمئنان على سلامة الملك فيقول:

سلامتك يا طيب القلب والفال

واقبل اللي يرفع الصوت عذره

من فرحته ما بين عرضة وموال

يشيل شطر البيت ويضيع شطره

فرحة وطن رجال وجبال ورمال

ما أحلى الوطن وبسمته فوق ثغره

ثم يعود الشاعر ليذكر بمؤسس هذا الكيان وباني وحدته الملك عبدالعزيز فيقول:

اسمع القصة وحدث عن بطلها

والبطل عبدالعزيز بلا جدال

يوم عمّر سهلها وأمن جبلها

واحتواها بأربعين من الرجال

إلى أن يقول:

السعودي لو نوى القمة وصلها

بينه وبين القمم شوق ووصال

السعودي لو حكى قال وفعلها

وان صمت صمته تأمل وابتهال

ما تبي غيره ولا يرضى بدلها

الوفى بينه وبين أرضه سجال

وفي اللوحة الختامية تحية للوطن حيث يقول:

سلام لك يا موطني يا شوق عيني سلام

من ديره تعتز بك وأعلامك أعلامها

كريم سبلا يا وطن ما تنجب إلا كرام

وأغلى الرجال رضاك عنها غاية إكرامها

إلى أن يقول:

اقصد على طاريك واغني واشد الحزام

ما تنحني الهامات أبد وحزامك حزامها

هذا الوطن هذي بلادي والهوى والغرام

هذي السعودية عسى الله يسعد أيامها

وقد تعمق الشريف في هذه الألوان وحدث فيها بما لايغير من لونها الأساسي وله مفردات تجمع بين الفصحى واللهجة الدارجة.. تميز بسهولة وسلاسة القافية وغزارة المعنى والبعد الثقافي الممتع للموروث يمتلك عبقرية خاصة في هذا المجال..وليس كل من كتب للجنادرية كتب اوبريتات فكثيرا من شعراء الجنادرية في الأعوام الماضية في رغم تميزهم إلا أنهم لايملكون هذه الخاصية إذا استثنينا خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن.. وكان في الاوبريتات السابقة يعاني الملحنون اشد المعاناة في صقل تلك اللوحات في شكل أوبريت.

إلا أن شاعر الجنادرية لهذا العام عبدالله الشريف لديه ملكة التنويع الموسيقي والمخزون التراثي ولايجد أي ملحن صعوبة في التناغم مع مفرداته وكلماته ففيها الموسيقى جاهزة وموجودة وهو ما يميز هذا الشاعر المبدع والخلوق. أوبريت فرحة وطن أعطى تميزا جديدا من حيث الكلمات وتدوين الأحرف الموسيقية أقصد النوتة الموسيقية الجديدة حيث أفرزت عملا جبارا يواكب تطلعات المواطنين الذين يتمنون التعبير عن فرحتهم بعودة مليكهم والابتهاج بشفائه ولأكثر من مرة يثبت صالح الشهري انه معجم الألحان وكنزها الذي يتجدد في كل مرة بصور أجمل وأرقى إلى جانب الإحساس الفني بالتوزيع الموسيقي لزميله رابح صقر.. كما أن الخبير في الجنادرية المخرج المميز (فطيس بقنة) قدم عملا على مستوى الحدث وأبدع في نقل كمراته والمشاهد بحيث تواكب العمل الفني فقد تسامى مع نغماته وقدم أكثر من لوحة رائعة لشرح ما يعنيه الشاعر فكما وظف الملحنون الكلمات والنغمات كذلك وظف المخرج اللوحات الصورية المعبرة لكل مقطع بشكل فني ومهني رائع، وكما أبدع الشاعر الموهوب عبدالله الشريف فإني على يقين أن الشريف يملك أكثر مما قدم بكثير، ولو أعطي وقتاكافيا لقدم أعمالا تذكرها الجنادرية عبر تاريخها.. أنا أعرف تماما عبدالله الشريف من خلال أعماله وأعرف إمكاناته وقدرته على طبع ما يقول في ذاكرة المتلقين بكل سهولة ، سلاسة في القول وغزارة في المعنى ويضع لكل لوحة هدفا ويرسم لها الطريق، لديه إمكانات لم يبرزها كلها كما أنه يسهل مأمورية أي فنان أو ملحن يتعامل معه لما يملكه من مخزون ثقافي فني أدبي رائع.. والذي لايعرف الشريف عليه أن يراجع كثيرا من الاوبريتات التي قدمت في الأعوام السابقة في كافة مناسبات الوطن يجد أن له النصيب الأكبر والأجمل..

القصد أن التقاء عبدالله الشريف وصالح الشهري ورابح صقركان ضربة معلم وكان نجاحا يضاف إلى نجاحات المهرجان لهذا العام وأتمنى من إدارة المهرجان ألاتهمل شعراء الجنوب، كما كان الحال في السابق لأن لديهم من المخزون التراثي والإبداعي الكثير والكثير وهم مستعدون للمشاركة بكل ترحاب في أي وقت وتحت أي ظرف والى اللقاء في جنادرية قادمة وكل عام ومليكنا ووطننا وأمتنا في خير ورخاء وسؤدد.

alfrrajmf@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة