Monday  18/04/2011/2011 Issue 14081

الأثنين 14 جمادى الأول 1432  العدد  14081

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الجنادرية 26

 

(هنا الجنادرية) أصالة - تراث- ثقافة
د. علي بن عبدالرحمن العنقري (*)

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المهرجان الوطني للتراث والثقافة مناسبة وطنية يمتزج في نشاطها عبق التاريخ بنتاج الحاضر، لتؤكد على هويتنا العربية الإسلامية وتؤصل موروثنا الوطني بكل جوانبه، وتبذل الجهود في المحافظة عليه، ليبقى مثلاً للأجيال القادمة وتؤكد هذه المناسبة الوطنية -من خلال الرعاية الكريمة من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله للمهرجان- الأهمية القصوى التي توليها قيادتنا الرشيدة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الكبير الذي يشكل جزءاً هاماً من تاريخ هذه البلاد، وتؤكد المناسبة أيضاً أن الحوار البناء بين الثقافات- باعتبارها التعبير الأوضح للحضارات- أصبح مطلباً ضرورياً وملحاً للوقوف على القاسم المشترك الذي يجمع الإنسانية حتى تسقط الدواعي القائلة بتصادم الحضارات ومن ثم تتواصل بما يحقق خير الإنسانية ونمائها.

وقد ربط المهرجان حاضر الأمة بماضيها والتشبث بما ورثته عن أجيال الآباء والأجداد من حقائق عقدية، ومبادئ دينية، وسلوكيات أخلاقية، وعادات وتقاليد عربية أصيلة تجذرت فيها صفات الكرم والشجاعة والمروءة والشهامة، هي الجينات الباقية في أجيال الأمة التي تحفظ لها هويتها، وتؤكد على ذاتيتها، وهي الدروع الواقية التي تحمي بها الأجيال المعاصرة من رياح التغير العاتية التي تجتاح العالم تحت مسميات: العولمة، والتدويل، وعالم القرية الكونية... وغيرها، لتحيل أكثر الشعوب إلى مسخ مشوه، مبتور الصلة بماضيه، مقلد لغيره في حاضره، لا يعلم أين يضع خطاه على طريق مستقبله، هذا هو ما انتبه إليه عقلاء المملكة وحكمائها منذ بدايات الطفرة الاقتصادية التي أسبغ الله تعالى بها على هذه البلاد، فيسرت سبل التطور والارتقاء في مختلف جوانب الحياة المادية، ولم تستطع الحضارة المعاصرة بجانبها المادي أن تجرف هذا الشعب من أصالته الروحية المستمدة من دينه الإسلامي الخالد، وتقاليده العربية الأصيلة، فجاء المهرجان الوطني للتراث والثقافة -عبر تخطيط محكم وخطوات مدروسة- كوسيلة من وسائل تحقيق التوازن بين التراث والمعاصرة، والحفاظ على الهوية الإسلامية العربية التي نسج منها شعب المملكة فكره وثقافته وسلوكه ورؤيته.

والمتابع لأنشطة المهرجان وفعاليته، يبرز له في هذا السياق جهود صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله وزير الدولة عضو مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان ومعالي نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، حيث تقف متابعتهم الدقيقة لفعاليات المهرجان في كل عام، وتقويمهما المستمر لما يسفر عنه من نتائج وراء إجراءات التحديث والتطوير المتواصل لفعاليات المهرجان شكلاً ومضموناً بحيث يبدو المهرجان أكثر ألقاً.

وإذا كان المهرجان قد حقق خلال سنوات الماضية نجاحاته على الصعيد الداخلي، فإنه بدأ مسيره على الصعيد العالمي بخطوات واثقة عبر (جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتراث والثقافة) التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) داعماً بها مساعيه الخيرة في نشر ثقافة السلام والحوار بين الحضارات والأديان والتفاهم والتسامح والتعارف بين شعوب العالم من مختلف الجنسيات في جو من الاحترام والتعاون المتبادل.

بالإضافة إلى ذلك فالمهرجان في جانبه الثقافي يعد قيمة منفردة تعكس اهتمام المملكة وقدرتها على القيام بدور فاعل ومؤثر في تفعيل الثقافة العربية بشكل عام، وذلك من خلال المنظومة الثقافية المتعددة الجوانب التي يتضافر فيها الشعر مع السرد، والمسرح مع الفنون التشكيلية، والندوات مع الأمسيات، والعروض مع المعارض، وهو بذلك يحقق معادلة ثلاثية الأطراف تجمع الطرف الفكري مع الطرف الثقافي الأدبي إلى جانب الطرف التراثي السياحي أنه بلا أدنى شك (عرس) تعد له المملكة، وتعيشه على أرضها، وتفتح أبوابه أمام العالم ليكون نافذة تطل منها المملكة على الواقع الدولي، ويطل منها الواقع الدولي على المملكة شاهداً على مظاهر النمو والنماء الذي لا يتمثل فقط في النهضة العمرانية، وإنما يتمثل كذلك في النهضة البشرية، والمكانة المرموقة التي تتمتع بها المملكة بين دول العالم.

وقد نجحت الجنادرية بتوجيهات ودعم ولاة الأمر وعلى رأسهم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله أن تستقطب اهتمام المفكرين والمثقفين والمتابعين ووسائل الإعلام المختلفة من داخل المملكة وخارجها، واستطاع المهرجان الوطني بفضل الله ثم بفضل الدعم وحرص المسؤولين بالحرس الوطني أن يتخطى البعد المحلي إلى الأبعاد العربية والإسلامية والعالمية.

فهنيئاً للمهرجان إنجازاته وهنيئاً للجنادرية بالرعاية الملكية الكريمة.

(*) مدير عام الشؤون المالية والإدارية بالحرس الوطني

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة