Wednesday  20/04/2011/2011 Issue 14083

الاربعاء 16 جمادى الأول 1432  العدد  14083

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

موقف حميد وتُشكر عليه هيئة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر -فوفقاً لوسائل الإعلام- بعثت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بخطاب للرئاسة العامة لرعاية الشباب، تطالب فيه بتوجيه اللاعب الهلالي الروماني ميريل رادوي، بعدم تقبيل الصليب المرسوم على يده وأن هذا مخالف لعقيدة المسلمين وأن ما فعله يخالف قوانين هذا البلد وأنظمته. بصراحة، كانت لفتة جميلة من الهيئة وهي تُنكر المنكر بالمعروف واللطف فلا أجمل من لفت النظر للخطأ خاصة في أول مرة باللين، فمهما كان حجم الخطأ، وإن كان خطأ عقدياً فإن التنبيه عليه بهذا الأسلوب الحضاري الطيب هو يحسب لصالح الهيئة.

لكنها -وأقصد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- ليتها تُعامل السعوديين والمقيمين في هذا البلد كما عاملت لاعب الهلال الروماني. وأن تتخذ الأسلوب الليّن مع أي شخص يقترف خطأ سلوكياً (وليس في العقيدة والصليب طبعاً) والتوجيه بعدم التكرار، فالسلوك أولى بالتوجيه من العقائد وهذا متفق عليه. ولا يمنع أن يكون تعامل الهيئة عن طريق الخطابات مع السعوديين وغير السعوديين، وأن توجه خطاباً لكل كفيل من كفلاء العاملين الأجانب بتوجيه مكفوليهم بخصوص أخطائهم. ما فعله لاعب الهلال وردت فعل جهاز الهيئة أثار في نفسي بعض التساؤلات: لو فعلها فلبيني غير شهير وليس نجماً رياضياً هل ستكتفي الهيئة بخطاب لكفيله فقط دون جرجرة له ونهاية مؤسفة؟ ولو مثلاً ارتدى أي شخص غير مسلم شعار ديانته ويعمل سائقاً أو عاملاً هل سترسل الهيئة لمكفوله بخطاب مثل خطاب رادوي؟ لو أن شاباً مراهقاً أطال شعره أو ارتدى بنطلون من ذلك النوع الذي يسموه بالعامية (طيحني) فهل سترسل الهيئة خطاباً لوالديه للنصح والتوجيه؟

إن هذه الحادثة -أقولها مرة أخرى- تحسب للهيئة ولا تحسب عليها، لكنني أتمنى أن تستمر الهيئة على هذا المنوال التوجيهي وأن لا يقتصر جانب اللين على المشاهير والمعروفين والرياضيين، فالتسامح حق للجميع من قبل الهيئة ولا يختص به شخص دون الآخر. ونحن نعرف حجم الأذية النفسية التي آلمت الرياضيين من فعلة رادوي وسوء تقديره وعدم احترامه لأنظمة وقوانين البلد -فبقدر أننا لا نتدخل في عقائد الآخرين لكنه يعرف- أي لاعب الهلال رادوي- أن هذا الأمر حساس جداً سواء اتهام الرجال في أخلاقياتهم أو تقبيل الصليب أو التثليث بعد إحراز الهدف فكلها لا تتوافق مع عقيدتنا وما نشأ عليه المجتمع. ومثل ما دولهم تطالبنا باحترام قوانينها حين نزورها فعليهم احترام قوانيننا حين يأتون إلى بلادنا.

إن التسامح واللين والرفق من الهيئة ضرورة ملحة ولعل البداية مع راودي ولا تكون البداية والنهاية معه أو مع المشاهير والنجوم فقط، وأن لا يكون هناك تمييز بين شخص وآخر، وأتساءل بلطف: ماذا لو زلت قدم أحد الذين يختلفون مع الهيئة خلافاً موضوعياً هل ستتعامل معه الهيئة بنفس هذا الأسلوب الحضاري واللطيف أم أن الأمر سيقتصر على رادوي فقط!؟

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
رادوي والهيئة
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة