Thursday  21/04/2011/2011 Issue 14084

الخميس 17 جمادى الأول 1432  العدد  14084

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

فـن

      

ممتن جداً للفنان عبد المجيد أن مرَّ بصوته في أرجاء جيلنا وأمتعنا منذ أكثر من خمسة وعشرين عاماً، وحتى اليوم.

وسبق أن قلت وما زلت إن عبد المجيد عبد الله هو واحد من أفضل الأصوات العربية الحاضرة اليوم في المشهد الفني، لكنني رغم ذلك أميل لسماع قديمه (بنهم) شديد، رغم كثرة وغزارة إنتاجه في الآونة الأخيرة.

ومنذ أسبوع وأنا أستمع لواحدة من أجمل الأغاني التي تمنيت على الجميع مشاطرتي سماعها وهي أغنية تنافست فيها الكلمة مع اللحن، ولم يكن الصوت بأقل جمالاً مما سبق، فجاءت أغنية (ما قلت لي) من أروع ما سمعت لعبد المجيد، وربما أقول من أروع لأنها حاضرة الآن في ذهني ولم تبرحه.

(ما قلت لي) كتبها (المهندس) بدر بن عبد المحسن، وهذا الرجل (لا حلّ له)، ولا أعرف حتى اليوم كيف تنصاع له الكلمة، هذا الرجل يكتب، و لا أحد مثله، وينتابني شعور لا أعرف وصفه حين أقرأ ما كتب:

ما قلت لي انك تحب

قلبك وعينك تحب

اخترتني بين الجميع..

واسقيتني البسمة ربيع

لا ما دريت.. انك تحب..

عذبتني بلا سبب.. وما قلت لي..

حين يغني عبد المجيد من (قلبه) فإن الصوت يكون دافئاً مثلما كان في ذلك العمل الذي كان إحدى محطاته اللافتة ل(الإعجاب)، وهو بذلك العمل انتصر للإحساس والسلطنة والعمق في الذائقة الفنية.

في ذلك العمل لم يكن للسرعة أيّ دور يذكر، واحترم عبد المجيد ذائقتنا فأراد بذلك أن ينتج لنا عملاً لا يموت مع السنين بل يزداد وهجاً كلما (تعتّق).

البارحة

غمضت أنا عيوني

على وجهك سريت

حبست في عروقي

دفى صوتك.. سريت

درت الشوارع كلها..

ف دنيا أبد.. ما ادلّها..

خليتني أسهر واضيع..

اخترتني بين الجميع

واسقيتني البسمة ربيع

ربما أميل عادة لسماع القديم، لكن هذا لا يعيب، خصوصاً أنني واحد من الغالبية الذين يرغبون في سماع ما يريح والبعد عن أي شيء من شأنه زيادة حالة التوتر...

الوضع لم يعد يسمح.

في هذه الأغنية التي أستمع لها واكتب عنها اليوم، وأتمنى منكم سماعها يؤكد عبد المجيد أنه حالة (صوتية) فريدة، وأن له ملعباً في الأداء لا أظن أحداً يستطيع دخوله، ربما لعدم اكتمال (اللياقة).

ذنبي أنا، وابي السماح..

ادري الجراح «ذنبي»..

ياللي الهوى، عندك مزاح

وصار الثمن «قلبي»..

من سنوات وأنا أنتظر عبد المجيد عبد الله، وما زال يحدوني الأمل في تكرمه علينا قريباً بواحدة من هذه الأغاني خاصة لمن غزا الشيب رؤوسهم (أمثالي) فقد غنى كثيراً للجيل الحديث ولا أظنه يبخل علينا بواحدة.

عبد المجيد عبد الله ينساب بصوته الجميل إلى ركن (المطربين)، وهو اللقب الذي استحقه منذ زمن، واستعصى على آخرين كثر.. هل قلت «طرب»؟.. لقد أساؤوا لهذه الكلمة كثيراً.

لا أود ظلم عبد المجيد ولا أحب أن أختزله لو قلت من فرط إعجابي بالأغنية (أعلاه) إنه لو لم يغنِ سواها لكفته، لأنني أعلم جيداً أنه يمتلك في تاريخه ما هو أجمل منها إن لم تشابهها بالجمال والكمال، وبرأيي فإن الدرس لم يكتمل بعد.

m.alqahtani@al-jazirah.com.sa
 

رقص الأقحوانة
حتى يكتمل الدرس يا عبد المجيد
محمد بن يحيى القحطاني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة