Thursday  21/04/2011/2011 Issue 14084

الخميس 17 جمادى الأول 1432  العدد  14084

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

نتائج الانتخابات العراقية عام 2010م جاءت ومعها رقم غير منتظر لتوقعات أقطاب الكتل السياسية جميعها وعلى رأسها كتلة علاوي (العراقية)، فقد كان الناخب العراقي الصابر الجريح كريماً جداً معها واعتبرها الأول والمنتظر في التغيير الذي سينقذ العراق من التسلط الطائفي المذهبي والعرقي والذي يهدد وحدة الدولة والشعب بخطر التقسيم، مرة بالفدرالية وأخرى باستقلالية مجالس الأقاليم، وأهدى هذا الناخب القلق الخائف على مستقبل وطنه العراق (91) مقعداً برلمانياً وجعلها في مقدمة الكتل المتنافسة وحسب التفسير الحقيقي والعادل يمنحه هذا الفوز الحق في تسميته رئيس الكتلة العراقية (رئيس الوزراء المكلف) إلا أن علاوي بتردده السياسي واعتماده على التفسير الأجنبي (الإقليمي والدولي) كسر كوز العسل وعاد كما كان سابقاً في المرتبة الثانية، وانتصر حلفاء طهران والبيت الأبيض من جمع الصفوف تحت سقف البيت الشيعي الذي كان مهندسه أحمد الجلبي، وأصبح الاتحاد الوطني صاحب الحق بتشكيل الوزارة الأكثرة عددية (تحت سقف البرلمان) التفسير الإيراني للمادة 76 من الدستور! وبدأ الدكتور إياد علاوي يستعرض المشاريع السياسية المطبوخة في القدور الأمريكية الإيرانية من مشروع المشاركة الزمنية (عامان للمالكي ومثلها لعلاوي) والتي عرضها خليل زادة في مقال نشرته نيويورك تايمز وحتى التنازل الأخير في أربيل، وعرف بمبادرة مسعود المالكي والتحالف الكردستاني، أما الكتلة العراقية أمل التغيير فأصبح استحقاقها الوزاري مثيلاً للكتلة الداعمة للمالكي (بضغط إيراني) كتلة الأحرار الصدريين، ومع جفاف حبر هذا الاتفاق الثلاثي حتى تبخر معه بند تأسيس المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية وبقيت الوزارات الأمنية والتي من المتفق عليها أن تكون في حصة الكفاءات الوطنية المشتعلة ولتصبح صمام الضمان والأمان للسلطة الجديدة، حتى هذا الأمر المهم جداً تحول إلى قوة إضافية للمالكي لترسيخ سلطة على مجريات الحركة الحكومية الداخلية والخارجية!

الضلع الثاني في هذا المثلث السياسي المقترح المجلس الأعلى الإسلامي ووجهه السياسي الدكتور عادل عبدالمهدي الذي فاز بأكثر من عشرين ألف صوت منحها أبناء دائرته في مدينة الشطرة لرصيد التقدير الشخصية والده السيد عبدالمهدي المنثفكي والذي كان من رجال العهد المالكي حتى إعتلائه رئاسة مجلس الأعيان وتأثير أنسابه القبلي والعائلي وأيضاً منصب نائب رئيس الجمهورية كان مؤثراً وبقوة، ويتميز عبدالمهدي بطموحه السياسي وعلاقته القديمة بأصحاب القرار السياسي الإيراني تتناسب مع طول مدة لجوئه في طهران، وأشرف وشارك في تجنيد ميليشية (فيلق بدر) الجناح العسكري للمجلس الإسلامي الأعلى ويحظى أيضاً بقبول أمريكي وعلاقة صداقة مع نائب الرئيس بايدن! وآمن بأن الناخب العراقي متجه نحو المشروع الوطني الموحد لكل العراقيين، رافضاً الطائفية والعرقية. وتشكل قاعدة المثلث السياسي شخصية أحمد الجلبي فارس فضيحة بنك البتراء الذي كان مهندس تفليسه وتلاحقه سلطة القضاء الأردني بحكم غيابي علاوة على ازدواجية انتمائه وعمالته لأطلاعات الإيرانية (وسي آي أي) وكان الدليل للقوات الأنكلورأمريكية حين غزوها لمدينة الناصرية، وعاقبته الجماهير المستمعة لخطابه الأول بإنزاله من المنصة وطرده خارج حدود المدينة إثر غضبهم من عمالة خطابه وزي المارينز الذي كان يتبختر بارتدائه! في مجلس الحكم الطائفي كان يلقب بحامل أختام بوش ومنافسته لنفوذ بريمي أفقدته الدعم الأمريكي واتجه كلياً لقم وطهران وأسس البيت الشيعي، هذه شخصية لا يثق بها الناخب العراقي الذي لم يمنحه أصواتاً بعدد أصابع كف يد الجلبي وختم صفحة ولائه الإيرانية بحملة التحريض ضد شعب البحرين العربي وأحرج مجلس النواب العراقي بدعوته إياه بالتبرع بخمسة ملايين دولار لنصرة (المظلومين) من جواسيس وعملاء إيران الطائفيين قتلة رجال الأمن في البحرين! وحمل أبناء الشعب العراقي العربي مسئولية إلغاء قمة بغداد للخطاب السياسي والإعلامي الذي تبناه علماء إيران ومنهم الجلبي! أنا لا أدري أي هدف أو مبرر سياسي يدعو الكتلة العراقية ورئيسها الدكتور إياد علاوي إلى الدخول في أضلع هذا المثلث المنتظر، والذي من المؤكد أن يكون لو أعلن المعول القوي لهدم تكتلات القائمة العراقية وقد يكون في ذهن راسميه هو شكل الجسر الموصل للرضا الإيراني لفتح الطريق للأمل لمنصب رئاسة الوزراء، وبهذا المجسم الطائفي لكونه جسراً ناقعاً بمستنقع العمالة الإيرانية وخشبه الهش لن يقاوم قوة أمواج الغضب الوطني العراقي والذي سيفرق كل من مر عليه أو من تحته! والذي ينتظره الشعب الشجاع ولادة تكتل وطني عراقي بوجهه العربي ومن أجل بناء الدولة العراقية الجديدة بعيداً عن مخلفات الغزو الأنكلورأمريكي وعملاء الازدواج الطائفي الإيراني! وفجره ليس ببعيد إن شاء الله..!

هيئة الصحفيين السعوديين - جمعية الاقتصاد السعودية

 

اتفاق الظل الثلاثي (علاوي - عبدالمهدي - الجلبي)
عبدالإله بن سعود السعدون

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة