Thursday  21/04/2011/2011 Issue 14084

الخميس 17 جمادى الأول 1432  العدد  14084

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الأخيــرة

      

تقول الأخبار الواردة من طهران: (في تصعيد جديد للموقف المشتعل قال حسين الله كرم، رئيس المجلس التنسيقي لقوى «حزب الله» في إيران: «إذا لم تغادر قوات درع الجزيرة البحرين فإن لا خيار أمامنا سوى تنفيذ عمليات استشهادية»..)!؛ كما جاء في الخبر نفسه: (واعتبر كرم الذي كان يتحدث أمام تجمع لمكتب «الطلبة المدافعين عن النهضات الإسلامية)، أنه «لم يعد من الصحيح الصمت والتفرج على الأعمال التي تحصل اليوم؛ حان موعد الجهاد)!.. أما أنا فأقول: (فابشر بطول سلامة يا مربعُ)!

ولمن لا يعلم من المتحدث بالمناسبة، فهو الرئيس والمرجع (الحركي) المباشر للسيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني. أي أن حزب الله من الآن فصاعدا، سيتحالف مع «(لقاعدة) عملياً، ليصبح التنظيمان من حيث الوظيفة والأهداف المتوخاة وجهين لذات العملة. أعرف أن هناك كثيراً من البسطاء والسذج كانوا يروجون لحزب الله، ولمقاومة حزب الله (المفبركة)، ويعتبرون حسن نصر الله أحد أبطال المقاومة؛ فما عساهم سيقولون الآن وقد ظهرت حقيقة هذا الحزب كالشمس في رابعة النهار؟.. كل هذه الأحزاب التي تتذرع بالإسلام، وترفع شعار الجهاد، سنة كانوا أم شيعة، هم عمليا كشهاب الدين وأخيه لا فرق، وعندما تتساهل مع أي من الطرفين، وتتغاضى عن ثقافة هذا الطرف لأنه (سني)، وتشدد على ثقافة الآخر لأنه (شيعي) فإن النتيجة في المحصلة واحدة.

طبعاً لم أكترث بهذا التهديد، ولا أعتقد أنه سيغير من مواقفنا تجاه نصرة السلطة الشرعية في البحرين شيئا، بقدر ما سوف يُحرج (حزب الله)، ويحاصر شعبية زعيمه (حسن نصر الله)، ويضعه ومقاومته المزعومة في خندق واحد مع ابن لادن والقاعديين. إضافة إلى أن العقلاء من المعارضة البحرينية سيدركون حتماً أن تصريحاً كهذا سيضعهم حلفاء للإرهاب، وأداة من أدواته، وهو ما كنا نقوله ونكرره مراراً؛ فالفرس لا يهمهم لا دين ولا مذهب ولا قيم ولا أخلاق؛ ولا يكترثون إطلاقاً بالحفاظ على الأمن والسلام العالميين كذلك، بقدر ما يهمهم مصالحهم التوسعية، ومن أجلها سيحوّلون شيعة البحرين، وشيعة العراق، وشيعة لبنان، إلى مجرد (حطب) نارٍ طائفية تتقد لتنضج على لهبها الطبخة الفارسية التي يتضورون جوعاً لالتهامها.

ومهما حاول الفرس أن يضعوا أنفسهم بمثابة حماة الشيعة في كل أنحاء العالم فإن الروابط الجغرافية والقومية ستقف عائقاً في تحقيق أطماعهم؛ حتى وإن تجاوزها بعض الشيعة لأسباب طارئة. الناشطة السياسية البحرينية الدكتورة منيرة فخرو، وهي تنتمي بالمناسبة إلى المعارضة البحرينية، ذكرت في لقاء معها على قناة (الحرة) الفضائية هذه الحقيقة، تقول: (أعرف شيعة بحرينيين، ومن أصول إيرانية، لا علاقة لهم بالسياسة، عندما حصلت الاحتكاكات الأخيرة بين حكومة البحرين وبعض الشيعة مؤخراً، اضطرت بعض هذه الأسر إلى العيش بصفة مؤقتة في المنطقة الشرقية من المملكة، وليس في إيران ريثما تنتهي هذه الظروف الطارئة)؛ الأمر الذي يؤكد أن رابط الجغرافيا خاصة بعد جسر الملك فهد الذي ربط البحرين بالجسد الأم، أقوى من أي رابط طائفي.

لذلك فإن الفرس مهما حاولوا أن يوظفوا التباينات الطائفية لخدمة قضاياهم القومية التوسعية سوف تقف في وجوههم الجغرافيا والروابط القومية عقبة كأداء لن يملكوا تجاوزها أو القفز عليها في النهاية. أما حكاية تهديد المملكة بالإرهاب، والانتحاريين، فهو دليل إفلاس؛ فعندما وجد (الملالي) الإيرانيون أنفسهم في وضع لا يستطيعون فيه الوقوف مع من ورطوهم في البحرين، لجؤوا إلى هذا التهديد المفلس.

إلى اللقاء.

 

شيء من
فابشر بطول سلامة يا مربعُ !
محمد عبد اللطيف آل الشيخ

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة