Thursday  21/04/2011/2011 Issue 14084

الخميس 17 جمادى الأول 1432  العدد  14084

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

الوحدة والجولة حديث ما بعد الكأس
صالح المرزوقي

رجوع

 

لم يكن أكثر المتفائلين الهلاليين يتوقع تلك النتيجة التي آلت إليها مباراة الكأس وكذلك أكثر المتشائمين في الجانب الوحداوي فالنتيجة كانت قاسية وغير متوقعة وكانت موجعة في ظل الحالة التي كانت سائدة في الجو المكاوي طيلة الأسبوع الذي سبق المباراة. لقد أفرط الوحداويون بالتفاؤل يوما بعد آخر حتى وصلت قناعتهم أن الكأس لن تغادر مكة وأن الكفتين متساويتان مما تسبب في شحن الجماهير الوحداوية وتهيئتهم للاحتفال من خلال هذا الهاجس الذي طغى وطاف في جميع أحياء مكة وأزقتها وسرى إلى (مراكيز) العُمد من خلال استحضار الماضي الجميل الذي قد عاد فجأة دون سابق إنذار ومع اعتراف الكثير منهم بقوة المنافس وتمرسه إلا أن هاجس الفوز كان هو المسيطر على الشعور العام -وذلك من خلال روحية المكان والدعوات والبركة- الذي كان تأثيره واضحا لدى الأغلبية من الطيف (المكاوي) بطيبته المعروفة ولكنهم نسوا أن تلك العناصر من الممكن استحضارها في ظل الفوارق البسيطة أما والحال كذلك فكان يجب على الإدارة الوحداوية أن تفرح بوصولها إلى النهائي بعد خروج أعتى الفرق التي تفوقها مع التمسك بأمل الفوز وهو حق مشروع ولكن ليس بمثل تلك الطريقة وذلك السيناريو الذي كان سائداً بحيث تدار الأمور وفق الإمكانات المتاحة وأن يستعيدوا مباراتهم مع الاتفاق بنفس المسابقة وقد خرجوا من عنق الزجاجة. إن على أبناء مكة ومحبي الوحدة أن يدركوا أن للبطولات مهرا غالياً لم يستطع أثرياء مكة مع كثرتهم وأغنيائهم دفعه فبعد أن فرطوا بتلك الكوكبة من النجوم أمثال الشمراني والمحياني وهوساوي والكاملين المر والموسى بسبب الشح والقحط المادي الذي يعانونه لقلة الداعمين عليهم أن يقتنعوا ويفرحوا بوصولهم للصعود إلى منصة التتويج ولو كان نصيبهم المركز الثاني وذلك وذلك في ظل الإمكانيات المتاحة وهذا بحد ذاته إنجاز لأن هناك من تعب وبذل ولم يصل إلى ما وصلوا إليه.

لقد حزنت لتلك النتيجة القاسية لفريق عريق حضرت جماهيره بكثافة غير مسبوقة وإن كنت فرحا بفوز الهلال ومرد ذلك الحزن لأمرين أولهما الخشية من أن تؤثر تلك النتيجة على مسار الفريق الوحداوي فيما تبقى من منافسات الدوري فتحبط معنوياته وهذه من الأخطاء التي ارتكبتها الإدارة الوحداوية حينما أهملت مباريات الدوري وانشغلت بالكأس فتكون مثل (معيد القريتين) فلا هي طالت بلح الشام ولا عنب اليمن.

الأمر الثاني أن تلك الهزيمة القاسية ستخرج ذلك (المأزوم) الذي قزم الوحدة التاريخ والكيان مستفزا جماهيرها في برنامج الجولة حينما قال لغرض في نفس يعقوب إن الفارق بين الهلال والوحدة مثل ما بين السماء والأرض وإن المباراة ستكون تمرينا للهلال!! وهنا سيقول إن غضبهم ليس مبررا وسيجد مخرجا من ذلك المأزق الذي وقع فيه علما بأنه قد وقع في تلك الحلقة في مطبات عدة عندما أطلق الاتهامات يمينا وشمالا ضد كيانات وأفراد فاتهم اللاعب (الفريدي) من خلال حركة الشفاه التي لا يجيد فك رموزها سوى ذلك الخبير واتهم الحكم (الكثيري) بتعمد الأخطاء وكأنه يعلم الغيب وما تخفي الصدور!! والحقيقة أنه ظل يمارس هذا النهج منذ زمن بحيث يتخذ من النقد مطية لإظهار الحقد ويكيل الاتهامات تحت ذريعة الرأي ظنا منه بأنه بتلك المراوغة سيمرر إسقاطاته المكشوفة من خلال المساحة الممنوحة له إعلاميا. والحقيقة أنه قد وقع في الفخ في تلك الحلقة حيث بدا في نهايتها في وضع بائس يدعو إلى الشفقة وذلك بسبب قدراته المتدنية وأدواته الضعيفة التي لم تسعفه دفاعا وهجوما.. إن من لا يستطيع أن يفرق بين (الاتهام) و(الرأي) ومن لا يستطيع أن يفرق بين ما يكتبه في عموده الصحفي وبين ما يطرحه من خلال الشاشة لا يستحق أن يجد له موقعا في برنامج مثل الجولة الذي يحظى بمتابعة شريحة كبيرة من المهتمين.

إن بإمكان الشخص أن يكتب ما يريد من خلال عموده الصحفي لأن من السهل تجاهل ذلك العمود أو تلك الصفحة أو حتى الصحيفة بكاملها ولكن من خلال الشاشة فالوضع مختلف جدا. ولعل العتب هنا على مقدم الجولة والذي يردد في كل مرة يشارك فيها ذلك الضيف الثقيل مقولة (الله يعديها على خير) إذا والحال كذلك فما الداعي لوجع الرأس واستضافة مثل تلك النوعية من دعاة التأزيم وهواة الاحتقان ولدى الجولة من الكفاءات المميزة بمختلف الميول والانتماءات والتي بإمكانها أن تثري البرنامج بالطرح العقلاني والهادف والرزين بعيدا عن الشحن والتوتر وعلى رأي مقدم الجولة (نحن مش ناقصين) فالبرنامج وإن كانت الإثارة مطلوبة فيجب أن تكون مقننة ولا تتيح المجال لمن يريد بث سمومه للتنفيس عن همومه ولمن يحاول زرع الفتنة بتلك الأفكار النتنة ويمارس التشكيك بأسلوب ركيك إلا إذا كان (الشيوخ أبخص) على رأي الأستاذ (وليد) فذلك أمر آخر ولله في خلقه شؤون.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة