Friday  22/04/2011/2011 Issue 14085

الجمعة 18 جمادى الأول 1432  العدد  14085

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

      

استكمالاً لنقل بعض مما دار في نقاشي مع زميلاتي عبر أحد تطبيقات الهاتف الذكي، توقفنا عند إشكالية طفرة الفن المعاصر وأمية المجتمع في الفنون البصرية، فهو أحد أهم الأسباب في رواج تلك الأعمال التقليدية، لأنه بالكاد يستسيغها، والفنان بطبعه يبحث عن ما يرضي الآخر ويجعله يتقبل عمله، لذا ناقشنا سوية مدى إمكانية تقبل المجتمع للصورة المعاصرة للفن، أيضًا من الإشكالات التي نواجهها رؤية المجتمع للمنتج الفني، فالغالبية العظمى تعتبره قطعة جمالية تزين بها صدر المجلس أو مدخل المنزل، لذا لا يستسيغ الغالبية معظم الأعمال المعاصرة؛ لأنها تعتمد على جمال الفكرة، وما لا يدركه الغالبية للأسف، أن العمل الفني عبارة عن منتج ثقافي لا جمالي فحسب، فهو يحمل التنوع مثله مثل القصيدة، حيث قصائد الغزل والمديح والهجاء!! ولا يحبذ البعض سماع النوع الأخير خصوصاً إذا تناوله شخصياً أو تناول مجتمعه! وهو الأسلوب السائد اليوم في الفن المعاصر، فهو قصيدة بصرية في هجاء المجتمع والإنسان!. (وهنا أريد أن أوضح أنه يمكنني كمؤرخة وناقدة فنية الاستشهاد بالأدب، بينما يصعب على المتخصص في العلوم اللغوية الاستشهاد بالفن، لا لشيء إلا لأننا تعلمنا الأدب والشعر وفنون اللغة في التعليم العام، بينما لا يوجد أي منهج لتاريخ الفن لدينا!). ولكن الضرر الأكبر يكمن في أن يتولى الأمر في هذا المجال من هو مصاب بتلك الأمية، فيقرر ما يعرض أو يتلف أو ما يرى أن إطاره قد تلف، معتقداً أن العمل الفني مثله مثل قطع الأثاث، يمكن رمي القديم واستبداله بالجديد، فهو لا يعي أن العمل الفني يزداد قيمة مع تقدم العمر. هذا الموضوع تحدث عنه الأستاذ عدالرحمن السليمان في صفحته في الفيس بوك، حين نقل ما حدث في فرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء!

أعود للمقارنة بين فنوننا وفنون الغرب، لقد عايشنا في ثقافتنا المحلية نموًا سريعًا جدًا في مجال الفنون البصرية خلال عقود فقط، يوازي عملية النمو التي عاشها الغرب خلال قرون، ولكن الإشكالية تكمن في أن هذ النمو انحصر في فئة محددة من الفنانين والفنانات، بينما نسبة كبيرة توقفت عن النمو أو أنها لا تزال تدور حول ذاتها ولم تنضج بعد كتجربة فنية بغض النظر عن أصالة أو تقليدية فكر الفنان أو الفنانة، بينما العائق الأكبر، وأكرر هنا، هي في المجتمع الذي لم يع أو يقدر بعد هذا النوع من الثقافة، بسبب عوامل بيئية وتعليمية وتربوية عديدة، ولكن أملنا في الجيل القادم الذي يحمل الآي فون ويدمن الفيس بوك ويثري بصره وبصيرته بالمشاهدات المختلفة لما يحدث في العالم فنياً، كما لا نعلم إلى أين سنصل في مجالات الاختراعات والتقنيات بما يعزز من وسائل الانفتاح على العالم في هذا المجال.

 

إيقاع
الهواتف الذكية والفنون (2-2)
د. مها السنان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة