Friday  22/04/2011/2011 Issue 14085

الجمعة 18 جمادى الأول 1432  العدد  14085

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

أشادوا بجهود مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف ... متخصصون ومتخصصات في العلوم الشرعية لـ «الجزيرة»:
تنظيم ملتقى دولي لأشهر خطاطي المصحف خطوة غير مسبوقة عالمياً

رجوع

 

الرياض - خاص بـ «الجزيرة»

أبدى عدد من الأكاديميين والأكاديميات بجامعات المملكة تقديرهم للعمل الإسلامي الذي يقوم به مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة خدمة لكتاب الله، ونشراً له في جميع أرجاء المعمورة، وجعله في متناول المسلمين في كل زمان ومكان.

جاء ذلك في تصريحات لهم بمناسبة ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم) الذي ينظمه المجمع بالمدينة المنورة خلال المدة من: (22 إلى 28-5-1432هـ الموافق 26-4 إلى 2-5-2011م) تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-.

دور بارز

بداية وصف الأستاذ المشارك في المعهد العالي للقضاء بالرياض الدكتور إبراهيم بن ناصر الحمود مجمع الملك فهد بأنه صرح متميز يعنى بخدمة القرآن الكريم وعلومه، وقد اتخذ هذا المجمع عدداً من الخطوات التي نهج من خلالها إلى خدمة كتاب الله لتعم الفائدة كل مسلم ومسلمة في أنحاء المعمورة.

ومن أبرز تلك المنهجية التي سلكها المجمع في تلك الخدمة الشريفة: ما يتعلق بكتابة المصحف وطباعته طباعة فاخرة، تتم عن طريق خطاطين لهم باع طويل في فن الكتابة بالخط العربي وبالرسم العثماني بلغ عددهم (280) خطاطاً وخطاطة، ويخطون بعناية ومتابعة ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين، فهم في أشرف مهنة. حتى إذا تمت مرحلة الكتابة بعناية وإتقان وبعد مراجعة دقيقة من متخصصين في القراءات والتجويد ومن حفظة كتاب الله تأتي مرحلة الطباعة والنشر والتوزيع، مثنياً على الدور البارز للمجمع في العناية بعلوم القرآن، كالمكي والمدني والناسخ والمنسوخ وأسباب النزول وإعراب القرآن وتفسيره وفهرسته وفق التقنية الحديثة.. وتقوم الفهرسة على استقراء مادوّن شرحاً لكتاب الله تعالى باللغة العربية دون غيرها من لغات الشعوب الإسلامية. وقد جمعت معلومات الفهرسة بين عنوان الكتاب ومؤلفه وبيانات توثيقه ومصادره.

وقال: إن المجمع أعطى أهمية كبيرة لخدمة القرآن الكريم عن طريق تقنية المعلومات وتقويمها بحيث استخدم أساليب التعليم الإلكتروني الموائم لخدمة جودة التعليم، وإنشاء قاعدة بيانات بآلية مجانية على شبكة الإنترنت (قرآني) وتوظيف التقنيات الحاسوبية لإعداد فهارس هامة ومبتكرة لخدمة القرآن الكريم وعلومه، كما يسهم الحاسوب في تعليم القرآن الكريم بالقراءات السبع عن طريق الشاطبية.. ومن أهم ما يذكر من تلك المنهجية: العمل على إنشاء منهجية تعاونية لإنجاز موسوعة إلكترونية شاملة للقرآن الكريم وعلومه، وموسوعة جامع القراءات وهي برنامج حاسوبي متطور، كما أن العمل جارٍ على تطوير وتصميم وإنتاج محرك بحث اشتقاقي خاص بالنص القرآني وآخر للمتشابه اللفظي في القرآن الكريم، وتطورت تلك المنهجية منذ أن استخدمت التقنيات الحديثة في نشر وتعريب العلوم الإسلامية.. وحيث وصل المجمع إلى هذه المنهجية الحديثة واستفاد من تلك التقنية فإن هذا يدل على أصالة هذا المجمع وعنايته بأصول الإسلام المتمثلة في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية، وهناك المزيد من تلك المنهجية في المستقبل القريب بإذن الله تعالى.

سابقة مباركة

وأبرز الأستاذ المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك سعود الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي الأهمية الكبرى لهذا الملتقى الذي يعد الأول من نوعه في العالم في التعريف بخطاطي وخطاطات المصحف الشريف، وتسليط الضوء على هذا العمل الإسلامي المبارك الذي يؤدونه خدمة لكتاب الله، والرسالة الإسلامية، وكل ما يتعلق بحال الإنسان في حياته ومماته. وقال: إن هذه سابقة مباركة تضاف إلى الأعمال المتتالية لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في ظل قيادات متعاقبة لهذه البلاد المباركة نذرت نفسها لخدمة كتاب الله، وتسخير جميع إمكاناتها المادية والبشرية خدمة لرسالة الإسلام العالمية.

وعدّ الدكتور الرومي احتضان المدينة النبوية لملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف امتداداً للرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للقرآن الكريم، ولأهله، وما هذا الملتقى العالمي الذي يعقد تحت رعايته -وفقه الله- إلا تأكيد على ذلك.

العناية بالخطاطين

ووصف الدكتور سليمان بن صالح القرعاوي أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل تنظيم المجمع لملتقى لخطاطي المصحف الشريف في العالم بأنه مبادرة فريدة، وهذا الملتقى جاء تحقيقاً للوعد الإلهي المتضمن حفظ القرآن الكريم إلى أن تقوم الساعة، قال سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فمقتضى هذا الوعد أن الله - سبحانه - قيض لهذه الأمة الإسلامية من يقوم على حفظه والعناية به.

وتحدث فضيلته عن تاريخ خط وكتاب المصحف الشريف ، وقال في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه - كانت الحاجة ماسة لجمع المسلمين على مصحف واحد سمي بمصحف عثمان، خالياً من النقط والشكل,واستمر الأمر على ذلك أربعين سنة, وخلال هذه الفترة توسعت الفتوحات, ودخلت أمم كثيرة لا تتكلم بالعربية في الإسلام, ففشت العجمة بين الناس وكثر اللحن حتى بين العرب أنفسهم, بسبب كثرة اختلاطهم ومصاهرتهم للعجم, ولما كان المصحف الشريف غير منقوط خشي ولاة أمر المسلمين أن يتطرق إليه اللحن والتحريف, فعمدوا إلى وضع نقط على أواخر كلماته بقصد التمييز بين إعرابها,وكان ذلك مقاوماً للحن والخطأ في قراءة المصحف وهو ما عرف بنقط الإعراب, واتخذوا لكتابة هذه النقط لون مداد مخالف للون المداد الذي كتبت به الكلمات, ثم توسع الأمر بعد ذلك إلى وضع نقط جديدة على يد نصر بن عاصم عرف بنقط الإعجام غرضه التمييز بين الحروف المتشابهة.

وأضاف قائلاً: ثم توالت خطوط المصحف أشكالاً متعددة حتى وصل إلى عشرين نوعاً أو أكثر, وظهرت خطوط للمصحف تبعاً للخطاطين, في التمايز بينهم فضلاً عما تميز به أكثر الخطاطين من حفظ لكتاب الله, كما تنافس ولاة أمر المسلمين في الدعم المادي والمعنوي لهؤلاء الخطاطين, حتى جاء عصرنا الحاضر فكانت هذه البادرة الطيبة من قبل مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة، بدعوة هؤلاء الخطاطين لإظهار مالديهم من فنون الخط, ويعد هذا من عناية الله - تعالى - بهذا الكتاب السماوي، فعلى الرغم من أن الناس يحفظونه في صدورهم إلا أن براعة الخط والإتقان فيه تدفع النفس إلى قراءة الآيات وتدبرها, فكم كان هذا الملتقى للخطاطين مشعلاً وضاءً لهذا المجمع, وصدق الله العظيم {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.

العطاء والبناء

وقال الدكتور عبد اللطيف بن إبراهيم الحسين الأستاذ المشارك في قسم الثقافة الإسلامية بكلية الشريعة بجامعة الملك فيصل بالأحساء: إن بلادنا الكريمة المملكة العربية السعودية شرفت بتحقيق هذه الهداية في خدمة القرآن الكريم؛ هداية الخير.. هداية العطاء.. هداية البناء.. هداية الفخر والاعتزاز بهذا الدِّين.. فأنشأت مجمعاً متخصصاً في طباعة القرآن وتوزيعه ونشره باسم مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وأحسن القائمون في وزارة الشؤون الإسلامية والمجمع في تنظيم «ملتقى أشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم».. ففي هذا الملتقى تتحقق دعوة القرآن الكريم في التعاون على البر والتقوى بين المختصين في الخط وفنونه والمهتمين بخط الرسم العثماني، وقضايا الخط العربي وزخرفته عملاً بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} فحفظ القرآن الكريم يتضمن حفظ حروفه، وفهم معانيه، والعمل بأحكامه، ونشر آفاقه بين العالمين، فالحرص على تدوين المصحف الشريف والتشرف بكتابة المصحف الكريم دلالة على الوعي الكبير والمسؤولية العظمى التي يقوم بها هؤلاء الخطاطون والكاتبون.

الدور العلمي الشرعي

وأكدت الدكتورة مها بنت محمد العجمي عميدة كلية التربية بالرياض بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أن الندوات والملتقيات العلمية المتخصصة التي ينظمها المجمع تعد من أبرز صور العناية بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، إضافة إلى دورها الفعّال في تشجيع التواصل بين الباحثين. فهذا الملتقى يعد تشجيعاً لخطاطي المصحف الشريف وفرصة رائعة للتواصل بينهم، وكذلك المهتمون والمختصون في دراسة الخط العربي، كما يعطي فرصة للتعارف وتبادل الخبرات وإبراز لجهودهم الجبارة.. كما سيكون هذا الاجتماع بمثابة جامعة صغيرة يستفيد منها العالم والمتعلم لما له من أهمية كبيرة في الكشف عن الطاقات والمواهب لأن هذه المواهب لا تظهر إلا بالتشجيع والتقدير, ولا يستمر التطور والإبداع في أي اختصاص من العلوم والفنون إلا باللقاءات المستمرة, سواء بالندوات أو المعارض, يجري البحث فيه حول ما وصل إليه هذا الفن من نضج وتطور نحو الكمال, وذلك بأن الخط العربي فن أصيل, وتراث مهم, وسجل تاريخي بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية, فقد قيل في تعريف الخط «إنه لسان اليد, وسلاح المعرفة, وناقل الخبر, وحافظ الأثر».

وقالت: إن اجتماع العلماء والمفكرين إلى جانب الخطاطين والمهتمين في ملتقى واحد لتبادل وجهات نظرهم، والعمل على توعية المسلمين عمل جليل و نبيل، وهو ما يسعى المجمع لتحقيقه. وهو النهج الذي قامت عليه المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه ، والمتمثل في الالتزام بكتاب الله العظيم، وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في جميع أعمالها وتعاملاتها في الداخل والخارج، والاهتداء بهما قولًا وعملًا، وجعلهما المرجع والأساس في جميع شؤونها.

جهود مباركة

وقالت الأستاذة نورة بنت محمد الهدب المحاضرة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن - تخصص القراءات القرآنية : إن من نعم الله - تعالى - على هذه البلاد المباركة أن سخر لها ولاة أمر يقيمون شرع الله، ويحرصون كل الحرص على خدمة الدين، وقد ظهرت عنايتهم الشديدة - حفظهم الله - بالقرآن وأهله، ولعل من أهم مظاهر هذه العناية إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، حيث يتم فيه إصدار عشرات الملايين من نسخ المصحف الشريف وترجماته وتسجيلاته، وقد تم طباعة أكثر من 220 مليون نسخة ما بين نسخ للمصحف الشريف وترجماته وتسجيلاته والسنة المطهرة، وقد تم توزيع هذه النسخ داخل المملكة وخارجها ، في جميع أنحاء المعمورة، إضافة إلى ما يتلقاه حجاج بيت الله الحرام القادمون من خارج المملكة من هدايا خادم الحرمين الشريفين من إصدارات المجمع، كما تقوم المملكة بإرسال انتاجات المجمع إلى المراكز الإسلامية خارج المملكة في مختلف دول العالم.

تبادل الخبرات

أما الدكتورة ابتسام بنت بدر الجابري وكيلة قسم القراءات والأستاذ المشارك في التفسير وعلوم القرآن بكلية الدعوة وأصول الدين في جامعة أم القرى فقالت: أنامل العبد تكتب كلاماً وتخط خطوطاً وترسم ألواحاً، لكن ذلك يتفاوت في أثره في الدنيا، وفي الميزان في الآخرة بحسب نية العبد، وكذا متعلق بما كتب وخط، وفحواه، فما خلصت به النية لله وعظم متعلقه كان أعظم، وليس هناك أعظم من كلام الله - عز وجل- الذي أنزله جبريل - عليه السلام- من رب العالمين على سيد الخلق أجمعين نبينا محمد «عليه الصلاة والسلام».

وزادت قائلة: إن الخطاط لكتاب الله العظيم حين يمضي حياته في هذه المهنة مخلصاً لله ومبتغياً أجره لاشك أنها حياة عظيمة ومهنة جليلة، وهذا جانب أحببت الوقوف عنده، وأما الجانب الآخر وهو الملتقى فكذلك يعظم بعظم هدفه وغايته، وملتقى خطاطي المصحف بلا شك ملتقى يقام لأهداف وغايات جليلة، ويعلم ذلك من محاوره والقائمين عليه والمشاركين فيه، ولوحظ ذلك من ملتقيات سابقة مثيلة في هذا الجانب، وعامة تبادل الخبرات والأفكار وكذا الاجتماع بالأخيار والاتفاق حول الأهداف هي ثمرات لهذه الملتقيات. ونسأل الله التوفيق لكل من كان رأساً وعوناً ومشاركاً فيها.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة