Friday  22/04/2011/2011 Issue 14085

الجمعة 18 جمادى الأول 1432  العدد  14085

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

تحقيقات

 

الاتهامات تلاحق من يحب «الفرفشة»..
التجهم والكآبة ثقافة مجتمع و»موضة» العصر

رجوع

 

مكة المكرمة- مريم الزهراني

السعادة مهارة يجب أن نكتسبها وندرب أطفالنا على اكتسابها، السعادة هي الحلم والهدف لكل منا، نبحث عنها وهي بين أيدينا، ونسعى للحصول عليها وهي نابعة من داخل قلوبنا.

فرح ولا فرح

الأخت رقية قالت: فعلا يبدو أن الكآبة بين الشباب وخصوصا البنات في المدارس والجامعات أصبحت موضة ولا أعلم أسبابها.

جميلة المالكي -معلمة- تقول: نحن نملك جميع الإمكانيات، فنظرة على بيوتنا وعلى اجتماعاتنا العائلية وعلى مناسباتنا من أعياد وخلافه، الناتج: تكلف وبذخ واجتماعات ليس فيها من الفرح إلا اسمه، لأن اجتماعاتنا تسيطر عليها تلك المظاهر السابقة الذكر وتفتقد البساطة، فليس المهم أن أجهز فستانا قبل المناسبة بأيام وأسابيع، وأتنقل من سوق لآخر بحثا عن كماليات لتلك المناسبة، ثم أقضي النهار في أحد المشاغل أضع ألوان الزينة ثم أذهب للمناسبة مرهقة ومتعبة وللأسف بكل رسمية وتحفظ.

«منة» خريجة جامعية: أعتقد أن مضمون الفرح قد تضاءل لدينا، في حياتنا الخاصة كثيرا ما نشاهد الوجوه المتجهمة أو الحزينة، حتى في المناسبات والأعياد بالنسبة للمجتمع النسائي تطغى عليها المظاهر فقط، وينتشر التباهي والتنافس في الغالي والجديد، معنى الفرح لا نجده إلا عند القلة نجتمع في العيد للمجاملات وأناس نراهم من عام لعام، وهذا يدل فقط على ضعف المودة والبعد العاطفي.

سعادة

«نهى» طالبة ثانوي تقول: أنا أحب أن أقضي العيد مع الأطفال فهم فقط يجعلوني أبتهج بالعيد، وعند الرد عليها بأن الفرح لا يعني العيد فقط، قالت: الاجتماعات لا تعجبني مطلقا ولا أحضرها إلا نادرا، لأنني لا آخذ راحتي أبدا فيها، وبالنسبة للسعادة في الحياة اليومية فأنا الحمد لله سعيدة ولكن فعلا هناك كثير من الناس يتسمون بالكآبة وكأن لا أحد لديه مشاكل إلا هم.

أم عبدالله -ربة منزل- قالت: نحن نعيش في خير ونعمة، ومع ذلك تجد الكل يشتكي والكل يتذمر، البعض يقول ظروف الحياة وهذا غير صحيح، فكم من شعوب يعيشون أحلك الظروف ومع ذلك تجد الفرح والضحك وتناسي الهموم صفة غالبة عليهم ومثال ذلك الشعب المصري.

ابتسامة

محسن محمد يعتقد أن الكل يحمل هماً، ولكن المفترض أن تبقى الهموم في الصدر ولا تظهر على وجوه الناس، فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالتبسم والتفاؤل، وفي وقتنا الحالي لو وجدنا شخصاً يزرع الابتسامة نقول «ما عنده ذوق، خفيف، ما عنده سالفة».

حتى لو قابلنا من يبتسم كما أوصى سيد الخلق صلى الله عليه وسلم نجد من يتساءل: فيه شي؟!. هدى القرشي تقول: فعلاً صرنا نفتقد أجواء الفرح والسعادة حتى في وقت الفرح، أتذكر إحدى النساء قامت بعمل برنامج في العيد، فيه الكثير من الإبداع والضحك والوناسة للأطفال وحتى للكبار، الصغار فرحوا وشاركوا، وبالنسبة للمراهقات فمن شارك شارك على استحياء، وكأن الانبساط جريمة يعاقب عليها القانون، أما الكبيرات فقد أحجمن عن المشاركة ولم تخل نظراتهن من الاستخفاف والاحتقار، وتعلق هدى على الموقف «مساكين، لم يعتادوا على الوناسة».

بدأت هيفاء حديثها بضحكة، ثم استجمعت أفكارها لتقول: الضحك والفرفشة والتفاؤل اقترن في مجتمعنا بضعف الشخصية و»الخبال»، يعني لكي أكون شخصية و»رزة» لابد أن أكون متجهمة.

الأسباب

وحول أبرز الأسباب لتفشي هذه الظاهرة ترى إحدى المشاركات أن التباعد الاجتماعي والقطيعة يجلبان الوحدة والملل، ومن ثم تحل الكآبة والحزن، وكذلك ترى أن التكلف في حال الاجتماع والتنافس في المظاهر من أسباب ذلك، وتدلل على ذلك بقولها: الناس قبل عشرين عاماً كانوا يعيشون البساطة، ولم تكن لديهم الرفاهية التي نعيشها، ولم يكونوا يشتكون من الكآبة والملل والأمراض النفسية والانتحار كما نشتكي نحن، كانوا يتزاورون بأي وقت وعلى أية حال، دون حجز موعد ولا استعداد، السعادة في رضا الله أولا ثم في مخالطة الناس بحب وتواضع، كما أن التبسم خلق جميل وسنة نبوية نؤجر عليه وهو سبب للود بين الناس.

وتضيف إحدى السيدات: فعلاً نحن «ثقيلين» بكل شيء، ولا نبحث عن الجوانب المشرقة ونواحي التفاؤل في الحياة، في الأعياد طبخ ولبس واجتماعات رسمية، وفي الزواجات تكلف ومظاهر، حتى في نهاية العام لا نتذكر إلا الأحداث الماضية الحزينة، ومن غاب من المتوفين، وقليل جدا ما نتذكر لحظات السعادة، جميل أن ننشر روح التفاؤل ونترك النبش في الأحزان، وهذا من الدين ومن حسن الخلق.

«إلهام» تقول: لا أعرف السبب وراء التجهم الذي أصبح ظاهرة، ولكن فعلا هذا شيء حاصل ومنتشر، ثم تضحك وتقول: نحن نحب الكآبة، يكفي أننا شعب لو زدنا في الضحك قليلا قلنا: «اللهم اجعله خيراً».

«مها» قالت: لو فكر الإنسان في النعم التي يعيش فيها وأولها الصحة والعافية لترك هذه الأفكار السوداوية والنفسية الحزينة، الإنسان تمر به لحظات صعبة وحزينة، لكن بعدها يجب أن يحاول الخروج من الحالة الحزينة والعودة للحياة الطبيعية، والله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده، والأثر ليس في الملبس والمسكن فقط، بل في الرضا والتعايش مع الآخرين والقناعة التي يتولد منها الفرح والشعور بالسعادة.

صحف

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة