Saturday  23/04/2011/2011 Issue 14086

السبت 19 جمادى الأول 1432  العدد  14086

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

يتم غداً تكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض في ملتقى الإعلام العربي بدولة الكويت وسط حضور إعلامي كبير.. وليس مستغرباً أن يكرم سلمان بن عبدالعزيز فهو شخصية وطنية عربية استثنائية بمقاييس عالمية وهو كما سبق أن كتبت عنه بأنه دولة في شخصية..

.. بما يمتلكه من حضور واسع، ورؤية حكيمة، وتاريخ مضي، ومواقف إنسانية استثنائية..

سلمان بن عبدالعزيز عندما يكرم في دولة الكويت الشقيقة فهو رجل الإعلام العربي، وصاحب مواقف إعلامية على صعيد الوطن، وعلى صعيد منطقة الخليج والعالم العربي.. مَن مِن الإعلاميين العرب لا يعرف سلمان بن عبدالعزيز؟.. فالجميع يعرف سموه، من التقى به، أو استمع إليه، أو قرأ له، أو سمع عنه وعن مواقفه العديدة، ودعمه وتوجيهاته ورؤيته نحو الإعلام تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً.. إضافة إلى دوره الوطني في بناء وتوجيه أسس الدولة السعودية..

سلمان بن عبدالعزيز يمثِّل الشخصية السعودية والعربية النموذجية سواء على صعيد العمل الرسمي أو على صعيد العلاقة الأُسرية.. وعلى الرغم من مسؤولياته الكبيرة واضطلاعه بمهام جسيمة ومتابعاته في الشأن العام الذي يأخذه إلى منزله ويستغرق من سموه ساعات طويلة خارج نطاق الدوامات الرسمية، إلاّ أنّ ذلك لم يأخذه من أُسرته الصغيرة، أو حتى من أُسرته الكبيرة، وأعني بها هنا الوطن السعودي.. فما يقوم به سموه بصفة مستمرة من اطمئنان أو سؤال أو عزاء لا ينقطع من برنامجه اليومي.. ولا يكتفي سموه بمن هو في منطقة الرياض، بل يتعدّاها إلى السؤال أو الاطمئنان أو العزاء لأشخاص من مختلف مناطق المملكة وخارج المملكة.. ونحن نعلم أنّ ما يقوم به سموه ليست برقيات أو خطابات يمكن أن تقوم بها إدارة العلاقات العامة بإمارة منطقة الرياض، وليست بهدف أن تكون أداءً لوظيفة علاقات عامة بقدر ما هي اتصالات وزيارات يقوم بها سموه شخصياً، تعكس العلاقات الحميمة التي يرتبط بها سموه مع الجميع، وتترجم الخصال الكريمة في شخصيته النموذجية.. كما يتعدّى ذلك إلى الاتصال بشخصيات من خارج المملكة للاطمئنان أو السؤال عنها، وسموه صاحب علاقات عربية ودولية واسعة وخاصة في المجال الإعلامي..

ومن المعروف أنّ الأمير سلمان يبدأ يومه المعتاد بقراءة الصحف.. وهذه عادة استمر عليها منذ سنوات طويلة ويؤديها يومياً بعد أدائه صلاة الفجر، حيث يقرأ جميع الصحف السعودية والعربية المتوفرة ورقياً وإلكترونياً لإطلاع سموه.. ولا يكتفي سموه بقراءة ملخص الصحف التي عادة تقدمها إدارات الإعلام والعلاقات العامة بكثير من الأجهزة الحكومية والخاصة.. ولكنه يقرأ سموه بعين فاحصة، وأذن واعية، وعقل سديد.. فهو يقرأ الصحف ليعرف ما يدور في منطقة الرياض، وما يدور في باقي مناطق المملكة، وما يدور في منطقة الخليج، وفي العالم العربي والأحداث الدولية.. كما يقرأ مقالات الرأي بتمعُّن ورؤية واستشراف، لأنّ مقالات الرأي في الصحافة وفي أي مجتمع تعكس رأياً عاماً للنخبة في ذلك المجتمع.. ويقرأ سموه للجميع، ولكنه يتوقف عند البعض منها.. ويضع في جدوله اليومي في بعض الأيام اتصالات مباشرة من سموه ببعض الكتّاب أو رؤساء التحرير للإشادة بموضوع، أو توضيح وجهة نظر، أو استفسار عن قضية..

وسلمان بن عبدالعزيز هو مضرب مثل وقدوة نموذجية لما ينبغي أن يقوم به مسؤولو الدولة في العالم العربي على اختلاف مسؤولياتهم في التعامل مع وسائل الإعلام.. فهو ينظر إلى الإعلام كمصدر آخر من مصادر الاطلاع على هموم وقضايا الناس، والتعرُّف على مشاكلهم وأوضاعهم.. كما يقرأ سموه فكر وعقل النخبة، وما تعكسه من تداعيات على الرأي العام السعودي والخليجي والعربي.. ولا سيما أن الصحافة العربية تعاني من عدم التفات المسؤولين التنفيذيين إليها عندما تطرح موضوعاً أو تتناول قضية أو تقدم رأياً..

وفي بعض الأحيان، لا يكتفي سموه بتوجيه كاتب أو صحيفة أو وسيلة إعلامية وشرح وجهة نظر سموه بصفة فردية، ولكنه يشارك بكتابة مقالات ترسل إلى صحيفة أو مجلة.. وهو بذلك يريد تأكيد وجهة نظر، وشرح ملابسات، أو توجيه رأي في ذلك الموضوع.. ونادراً ما نجد شخصية كبيرة تقدم مثل هذا العمل الإعلامي.. كما نستشف أيضاً من المقالات التي يكتبها سموه أنها من وحيه وبكتابته وتحريره في تلك المقالات، مما يعكس رغبة سموه في التخاطب مباشرة بلغته، وبفكره، وبرؤيته.. ونلاحظ أنّ سموه يريد أن يكرّس هذا المفهوم لدى باقي السلك الإداري في الدولة العربية، فيؤكد في أكثر من مناسبة، على ضرورة تواصل المسؤولين مع الصحافة والإعلام، وشرح السياسات العامة وتوضيحها وتصحيح بعض المفاهيم والمعلومات، مما يكسب الصحافة قوة، ويهيئ للمواطن الوعي الكافي بالحقائق..

سلمان بن عبدالعزيز هو نموذج تفتخر به الأُسرة السعودية، فهو قدوة ورمز وطني كبير.. وهو قارئ ومطلع، وصاحب فكر ورؤية.. كما عُرف عن سموه صراحته وطرحه لوجهة نظره بشفافية ووضوح.. ومن يعرف سموه عن قرب -أو حتى عن بُعد- يدرك نظرته الإستراتيجية لكافة أمور الدولة، واهتمامه بجميع ما يخص المواطنين، ودفاعه عن ثوابت الدين والمجتمع، وحرصه على لمّ الشمل، وتوحيد الرأي، ووحدة الكلمة والوطن.. هذه هي رسالة سلمان التي نقرأها في فكره، ونستشفّها من أحاديثه، وتعكسها تصرفاته وأفعاله.. ولو لخّصنا شخصية سموه في كلمات لَمَا وجدنا أقلّ من تعبير أنّه «دولة في شخصية».. أو «شخصية في دولة».. دولة الوطن في شخصية سلمان..

وعندما يكرم سلمان بن عبدالعزيز داخل المملكة أو خارجها فهو تكريم نستشعره نحن مواطني المملكة على أنه تكريم لنا، وشهادة بأن قيادة هذه البلاد هي مصدر فخر واعتزاز مستمر لمواطني هذه الدولة، ولأبناء وبنات هذا المجتمع.. ونرى في هذا أنه تكريم الإعلام العربي لصديق وقارئ ومحب للإعلام العربي سلمان بن عبدالعزيز.

(*) المشرف على كرسي صحيفة الجزيرة للصحافة الدولية - أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

alkami@ksu.edu.sa
 

ملتقى الإعلام العربي...
سلمان بن عبدالعزيز.. تكريم شخصية في دولة
د. علي بن شويل القرني(*)

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة