Saturday  23/04/2011/2011 Issue 14086

السبت 19 جمادى الأول 1432  العدد  14086

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

منذ هروبه من الأردن، بعد فضيحة سرقة المودعين في بنك البتراء في الأردن، تكتسي تحركات أحمد الجلبي الذي اتجه أول الأمر إلى بريطانيا، وتنقل بينها وبين أمريكا لينشط عميلاً للمخابرات الأمريكية التي جعلته عراباً للغزو الأنكلوسكاوني؛ حيث كان في طليعة من تدثروا بعباءة الاحتلال الأمريكي، ويظهر مع نفر من جماعة ارتدوا (الشيرت الأسود) والقبعة التكساسية في محافظة الناصرية، باعتبار أن أحمد الجلبي تنحدر عائلته من مدينة الشطرة، القضاء التابع لمحافظة الناصرية.

هذا الكاوبوي الأمريكي انقلب على من أرضعوه العمالة، واتجه لمن يدفع أكثر، والذي يتوافق مع انتماءاته الطائفية، وتحول إلى رديف الاحتلال في العراق، النظام الصفوي الإيراني، الذي نقل الأحزاب الطائفية التي أنشأها في إيران من المبعدين في العراق وجلسهم في التابعية الإيرانية ومن أصول فارسية هاجروا أو ولدوا في العراق من (المجاورين) الذين كانوا يقيمون عند العتبات الشيعية.

نظام طهران وجد في أحمد الجلبي نكهة جديدة من نسخ الأحزاب الطائفية؛ فهو ينحدر من عائلة ارستقراطية عربية شيعية معروفة في الناصرية وبغداد، كما أن الجماعة التي تعمل معه جلهم من الذين عاشوا ودرسوا في الغرب، ولهذا فإنهم إن استطاعوا أن يضموهم إلى معسكر إيران يكونوا قد (وازنوا) بين رعاع وغوغائية الصدريين وأعضاء حركة بدر وجماعة أحزاب الدعوة المعروفين بقلة ثقافتهم وتعليمهم، وهكذا شكل (حزب المؤتمر) الذي اعتبر الواجهة الثقافية للأحزاب الشيعية؛ لما يضمه من دارسين في الغرب تجمعوا حول الجلبي.

تقديم حزب المؤتمر لواجهة ثقافية للأحزاب الشيعية، أعجب أحمد الجلبي وجعله يتقمص دور مفكر الأحزاب الشيعية، وفعلاً قام بمبادرات كرسته داخل هذه الأحزاب كموجه يلتقط بسرعة ما تريده طهران التي وجدت فيه ضالتها؛ كونه ليس من لابسي العمائم، وهكذا أصبح ناقلاً لتوجيهات (العمام) في طهران إلى (الأشقاء) زعماء الأحزاب الشيعية في العراق؛ ليحقق أولى نجاحاته في تكوين ما يسمى ب(البيت الشيعي) الذي نتج عنه تحالف الأحزاب الشيعية التي أوصلت إبراهيم الجعفري إلى رئاسة الحكومة.

أيضاً كان للجلبي دور في ازاحة الجعفري لصالح نوري المالكي، حتى أصبح ينظر إليه كصانع لرؤساء الحكومات الطائفية التي اعتبرت رفعاً لمظلمة إبعاد الشيعة من الحكم فزادت عليهم المظلمة!!

الآن يعود أحمد الجلبي للعب الدور المطلوب منه سواء في الاطاحة بنوري المالكي وصنع رئيس حكومة جديد، أو للضغط على المالكي أو على من يأتي بعده لتهيئة العراق وساحتها لحكم الصفويين سواء عبر الأحزاب الطائفية أو من ترشحه طهران؛ فالإيرانيون الذين يعملون على تغطية الفراغ الذي سيولده خروج القوات الأمريكية من العراق يريدون أن يأخذوا بزمام المبادرة منذ الآن حتى لا تفاجئهم التطورات وأنهم بموازاة الضغط على حكومة المالكي أو المالكي شخصياً وعبر صنيعتهم مقتدى الصدر بالمطالبة، حتى وإن أدى الأمر إلى المواجهة بخروج القوات الأمريكية، فإنهم يعملون على أن من يملأ المسرح العراقي بعد خروج القوات الأمريكية وضعف التأثير السياسي الأمريكي أن يكون ممثلاً منفذا جيداً للتعليمات الإيرانية.

ولهذا، فإن أحمد الجلبي يتواجد الآن في طهران وبصحبته اثنان ممن يراد لهم أن يؤديا دور ممثل إيران على مسرح العراق، إبراهيم الجعفري وعادل عبدالمهدي.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
صناعة ممثل لإيران يملأ فراغ خروج الأمريكان
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة