Sunday  24/04/2011/2011 Issue 14087

الأحد 20 جمادى الأول 1432  العدد  14087

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

في أثناء دراستي العليا في الولايات المتحدة دفعني الفضول يوما إلى حضور جلسة استماع (public hearing) نفذتها إدارة تعليم المنطقة هناك، وجلسة الاستماع تلك كانت لقاء مفتوحا عرضت فيه إدارة التعليم أمام الناس سلاسل الكتب المدرسية التي تنوي أن تختار من بينها الكتاب المدرسي الذي ستقرره على طلابها. حضر هذا اللقاء لفيف من الناشرين والمتخصصين والتربويين وممثلي مؤسسات المجتمع المدني وأصحاب الاهتمامات والمصالح الخاصة. تسترشد إدارة التعليم بمرئيات كل هؤلاء عندما تختار الكتاب الافضل لطلابها. وكان من بين الحضور مندوبة عن مؤسسة معنية بحقوق المرأة. اعترضت تلك المندوبة بشدة على اختيار أحد الكتب المدرسية، وتمثل اعتراضها في كون ذلك الكتاب متحيزًا للرجل، قفد ورد ذكر الرجل في 70% من صفحات الكتاب، مقابل 30% للمرأة. تذكرت حينها كيف أن قرار اختيار الكتاب المدرسي لدينا يقضى أمره بليل، فمسؤول المناهج كان يقوم غالبا بالاتصال بشخص معين تربطه به معرفة شخصية (أو أنه لا يعرف سواه) ويبلغه بأن الوزارة تنوي تكليفه بتأليف كتاب مدرسي، لقد خرجت علينا في ذلك الوقت كتب مدرسية متشددة لم نكتشفها إلا في أثناء مؤتمر الحوار الوطني الثاني، كما خرجت علينا كتب مدرسية فشلت في تقديم المفاهيم العلمية للطلاب بصورة ميسرة يسهل عليهم استيعابها. ماذا لو علمت تلك المرأة الحقوقية أنني أختزن في ذاكرتي المدرسية مقولات مثل: النساء هن أكثر أهل النار، شاوروهن وخالفوهن، وعبارات تربط بين المرأة والكلب الأسود.

 

تعليم 21
التعليم وحقوق المرأة
د. عبد العزيز العمر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة