Sunday  24/04/2011/2011 Issue 14087

الأحد 20 جمادى الأول 1432  العدد  14087

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

مبدأ العدالة يأتي تنفيذاً لأمر البارئ المصور -جلّ وعلا- الذي أمر عباده بالعدل والإحسان؛ والكل يعرف أن معنى العدالة هو إعطاء كل ذي حق حقه، وهذا يعني المساواة بين الأقارب والأباعد، وبين الأغنياء والفقراء وعامة الناس، وبذلك تتحقق الأهداف التي تنص على التجرد من كل ميل ومن كل هوى ومن كل مصلحة ومن كل اعتبار:

... وديننا الحنيف يحرص على المساواة التامة والعدالة المطلقة بين جميع المسلمين وعلى اختلاف ألوانهم وأجناسهم.

لقد كثر الحديث في المجالس والبيوت عن الواسطة وإنها كل شيء في حياة الناس!! يا لله العجب؟ كيف أصبحت الواسطة تأخذ هذا الهامش الكبير في عقول البشر وأصبح كثيراً من الناس يؤمنون بتأثيرها أكثر من أيّ شيء آخر، وبدؤوا يعتمدون على الواسطة في أبسط قضاياهم هذا علاوة على إيمانهم أنهم لن يحصلوا على أيّ أمر من شأنه إسعادهم ورفع مستوى معيشتهم بدون الواسطة، حتى إن بعض الشباب لا يذهب للبحث عن عمل بدعوى أنه لا توجد لديه واسطة.. وأصبحت الواسطة مسيطرة في بيوتنا وفي أعمالنا وحتى على المستوى الإنساني!!.

إن الواسطة التي تعمل على إصلاح ذات البين وتعمل على تقويم الإعوجاج وتعمل على إعادة حق مسلوب فهي من الأعمال الخيّرة التي يرحب بها المجتمع؛ أما الواسطة التي تأخذ حق هذا وتعطيه لآخر فهي تمثل قمة الفساد وعلى المجتمع التنبه لأخطارها بل ومحاربتها لأنها عائق أمام تأدية الحقوق التي أمر بها الله وهي تساهم في ضياع حقوق العباد، وتخالف كل ما من شأنه التقرب إلى الله وإطاعة أوامره واجتناب نواهيه.. إن المجتمع مدعو لمساعدة بعضه البعض ورفع الظلم عنه؛ ومن يعتقد أنه في مكانة لا تسمح له بالوقوف مع مجتمعه قولاً وعملاً، فهو يرتكب آلاف الأخطاء؛ وعلينا كمجتمع مسلم متحاب ألا نساهم في الظلم لبعضنا البعض.. وعلى كل مسؤول أن يعلم أن الواسطة في مفهوم المجتمع هي قمة الفساد لأنها حرمت كثيراً من الناس من أخذ حقوقهم وحرمت كثيراً من الطلبة والطالبات من مواصلة تعليمهم وحرمت كثيراً من المرضى من العلاج وحرمت كثيراً من أبناء المجتمع من السير في الطريق السليم.. باختصار الواسطة سلاح ذو حدين؛ ومع كل أسف نتعامل معها من خلال الحد السيئ الذي يقضي على الطموحات ويقهر انطلاق العقول إلى الفضائل؛ فاحذروا الواسطة إنها شرٌّ وهي أمُّ الفساد!!.

 

الواسطة أحياناً أمُّ الفساد
مهدي العبّار العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة