Sunday  24/04/2011/2011 Issue 14087

الأحد 20 جمادى الأول 1432  العدد  14087

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

 

إستراتيجية إيران المتناقضة في التعامل مع الثورات الداخلية والخارجية
عبد العزيز بن ناصر الصويغ *

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا المناخ الذي يشهده الواقع السياسي العربي من ثورات ومطالبات بالإصلاح، التي بدأت من تونس وما زالت مستمرة إلى أن يشاء الله، نجد أن هذا المناخ من الثورات والمطالبات قد اعترى دولاً ليست لديها الدوافع التي تُتيح استقباله لأن عملية التغيير والإصلاح فيها مستمرة، فنرى مثلاً مملكة البحرين التي لم تزل تُطور النظام السياسي لديها وهي مستمرةٌ في الإصلاحات على كافة المستويات، لكن ثمة أمراً جعل هذه الإصلاحات التي تقوم بها في مهب الريح في ظل مناخ التغيير الذي اعتراها بالخطأ بحيث إنه تمَ إثارة قضية من المفترض أنها تكون منتهية في مملكة البحرين الشقيقة, وهي قضية المواطنين الشيعة والزعم بالحقوق المسلوبة, للأسف الشديد أن أكثرية الشيعة وليس كلهم قاموا بإثارة قضية تهميش حقوقهم من قبل النظام البحريني مع العلم أنهم مُعطَون كافة الحقوق وهذا ما يشهد به القاصي والداني والمشاهد للواقع البحريني يعلم كم نسبة الوظائف التي يشغلها المواطنون الشيعة، وأن دولة البحرين هي مثل باقي الدول الخليجية العربية الإسلامية التي أعطت الشيعة كافة الحقوق وساوت بينهم وبين السنة في حق المواطنة، لكن بيد أن هناك أمراً كان واضحاً وجلياً للعيان من التدخل الإيراني السافر في الشأن البحريني وهذا ما كشفت عنه الأحداث الأخيرة في البحرين وليس في البحرين فقط لكن في دول خليجية أخرى بل إنه واضح وصريح في بعض البلدان العربية، وكشفت لنا أيضاً عن إستراتيجية مزدوجة متناقضة لدى إيران في تعاملها مع الإصلاحات والثورات التي تشهدها المنطقة، بحيث إنها تتعامل مع المطالبات بالإصلاح في الداخل بالقمع والقتل وأفعال يندى لها الجبين وهذا مشاهد للعيان ففي منطقة الأحواز مثلاً قامت بأفعال كانت هي نفسها تندد بها في حالة النظام البحريني وتعامله مع المتظاهرين, وتتعامل مع المطالبات الشيعية في الخارج بتعاطف ودفاع مستميت وادعاءات بأن هناك انتهاكات لحقوق الإنسان وما نراه من ادعاءاتها في البحرين يشهد بذلك، مع العلم أن النظام البحريني لم يفعل عشر عشر ما فعلته إيران في كافة نواحيها المطالبة بالإصلاح وما يشهده المطالبين بالإصلاح من السنة الذين تعرضوا لأبشع انتهاك لحقوق الإنسان خير مثال والأمثلة كثيرة، لذا نجد أن هذه الإستراتيجية المتناقضة التي نرى أن هدفها هو هدف استخباراتي من جعل هناك قوى موالية لها في الخليج وتحقيق ما بدأت به من تصدير الثورة في عام 1979م، لبناء هلال شيعي بل إلى دائرة كاملة تنتمي لها وتنسلخ من مواطنتها، لكي تتمكن على تحقيق هدفها بالسيطرة على المنطقة, وللأسف نجد أن دول الخليج والدول العربية تتعامل مع الوضع بشكل دبلوماسي مجامل، بل نجد أن نظام دولة عربية يرفع شعار الولاء لإيران وهذا مؤشر خطير الذي بدوره ما جعل من إيران تغض الطرف عما يحصل في هذه الدولة من قمع للمحتجين فيها وهو ما يؤكد هذه السياسة الإستراتيجية المتناقضة في التعامل مع هذه الثورات في المنطقة، إن إيران اليوم للأسف تقوم بحرب باردة في المنطقة من أجل مصلحتها السياسية والجسر الذي يوصلها هو الجسر الديني والأيديولوجي وأن ولاية الفقيه التي اخترعوها ما هي إلى ولاية لكي يضمنوا الولاء الخارجي من الشيعة لهم وهذا باب يوصلهم بقوة إلى تحقيق مآربهم، والذي يجب على العقلاء من الشيعة أن ينتبهوا إلى هذا الجسر وأن يكونوا على قدر من المواطنة والمسؤولية حتى في مطالباتهم، لأن إيران في الداخل لديها شعور عدائي تجاه العرب عموماً والفكر الصفوي الفارسي العنصري هو المحرك الحقيقي للسياسة الإيرانية، لذا يجب الانتباه من هذا المد الإيراني الذي يناقض وما يحصل في داخله من قمع بالحديد.

*محرر في القسم السياسي جريدة الجزيرة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة