Sunday  24/04/2011/2011 Issue 14087

الأحد 20 جمادى الأول 1432  العدد  14087

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

أخيراً صدر الأمر الملكي الكريم بتثبيت معلمات محو الأمية، بعد قرابة أربعين عاماً من صدور نظام محو الأمية عام 1393هـ، ومن حقنا أن نبتهج بتحقيق حلم من عملن سنوات طويلة في خدمة هذا الوطن، ولكن لم تزل شريحة من هؤلاء المعلمات ينتظرن أمراً ملكياً كريماً يدخل السعادة إلى قلوبهن، وهن من لم يبقين على رأس العمل رغم خدمتهن لسنوات طويلة، لكنهن ابتعدن عن العمل لظروفهن أو حلمهن بظروف عمل أفضل، أو تم إيقاف عقودهن بحجة النظام، وأن محو الأمية أمر مؤقت، ولعلنا نتذكر ذلك التصريح لموظف بوزارة التربية والتعليم في سبتمبر العام الماضي، حينما قال: لسنا ضماناً اجتماعياً، وتسريح معلمات محو الأمية خلال 3 سنوات، ذلك التصريح الذي كتبت عنه آنذاك في هذه الزاوية.

فمن تم الاستغناء عنها خلال السنوات الماضية، لملمت أوراقها وصور عقودها السنوية وشهادات التقدير وغيرها، وذهبت إلى منزلها تبث حزنها إلى الله سبحانه، بعد أن تعبت من المناشدة والركض في ممرات الوزارة بحثاً عمن يجدّد عقدها الذي أنهي، كما في رسالة إلكترونية وصلتني من الأخت أم خالد التي كتبت عن معاناتها، وطالبت بالعدالة في أمرها وزميلاتها المفصولات بحجة النظام المؤقت، سأمنح المساحة المتبقية من زاويتي لرسالتها:

أستاذ يوسف، أتمنى أن تنقل معاناتنا إلى من يهمه أمرنا، وأرجو ألا تفهم من رسالتي أننا نحسد زميلاتنا في محو الأمية وقد وفقهن الله بالتثبيت لوظائفهن، ولكننا نطلب الله سبحانه ثم خادم الحرمين الشريفين بأن ينظر إلينا بعين العطف، وأننا نلتمس منه إلحاقنا بزميلاتنا، فما ذنبنا وقد عمل بعضنا منذ العام 1419هـ ولمدة عشر سنوات وأكثر، لقد خدمت وطني عشر سنوات دون تكاسل أو تخاذل، وحصلت على تقييم أداء عالي وشهادات تقدير مختلفة تثبت أنني متفوقة في عملي، ولم أتوقف عن العمل إلا منذ عامين فقط، فكم تمنينا أن نكون ممن شملهن التثبيت، وأن نعاد إلى وظائفنا، صدقني أستاذي أننا لا نحسد من حصلت على التثبيت ووظيفة مناسبة حتى ممن التحقت بنظام محو الأمية منذ ثلاث سنوات فقط، رغم أنني عملت وخدمت منذ اثني عشر عامًا، لكن كلنا أمل بالله سبحانه وبأبي متعب أن يشملنا بعطفه نحن معلمات الأمية ممن جلسن لأسباب خاصة أو أوقفت عقودهن أو ما شابه، نحن اللواتي تخرج على أيدينا الآلاف من طالبات محو الأمية، وكلنا أمل بأن نستبشر بإعلان الوزارة أن من لديها أوراقًا رسمية تثبت عملها وخدمتها في هذا النظام لسنوات، أن تُعاد إلى وظيفتها بالتثبيت في وظيفة حكومية دائمة، خاصة أن أغلبنا ممن تعول أسرتها، وتوقفنا عن العمل وإلغاء عقودنا جعلنا نقبل حاليًا بوظائف مدارس أهلية عقودها مجحفة إلى حد كبير، ولم نكن نرغب العمل بها لو جددت لنا الوزارة عقودنا، وتأكد أستاذي أننا لا نستبعد أن يمنحنا أبو متعب اهتمامه، فصوت المواطن ومحبته وثقته به أصبحت تصل إليه، ولعل الله يكتب لنا خيرًا في هذه الأوامر الملكية التي عمّت البلاد والعباد.

 

نزهات
نحن معلمات بلا صوت!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة