Monday  25/04/2011/2011 Issue 14088

الأثنين 21 جمادى الأول 1432  العدد  14088

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

الاضطرابات التي شهدها ويشهدها عدد من البلدان العربية التي انتهى البعض منها بتغيير النظام مثلما حصل في تونس ومصر، والبعض في الطريق إلى ذلك وإن كان بعد حين كما يتوقع لليمن وليبيا وكما ينتظر لأقطار عربية أخرى.

وهكذا فإن عمليات التغيير التي طالت وستطول الباقين ستتواصل وبصورة متعددة، فلكل بلد طريقة وسيناريو موضوع يتناسب مع ظروف ذلك القطر، وإذ كانت الوسائط الإلكترونية الاجتماعية (الفيس بوك) و(التويتر) لهما الدور الأكبر في تحقيق الحشد الجماهيري الذي أسقط النظامين التونسي والمصري، إلا أن المتابعين (من دون تلك الوسائط) لاحظوا أن هناك تشابهاً وتقارباً فيما يحدث في سوريا الآن وما حدث ويحدث في ليبيا، وما آلت إليه الأحداث التي إن لم تجزئ ليبيا فإنها ستصنع حالة من الحرب الأهلية وإغراق البلاد في بحر من الدماء.

هذا السيناريو يجري نسجه الآن في سوريا، فمثل ما بدأ في بنغازي التي كانت منطلقاً ل(الثوار الليبيين) فإن سيناريو سوريا جعل من درعا بداية لإشعال الاحتجاجات في سوريا، وهدَف إلى أن تكون هذه المحافظة الحدودية منطلقاً لعملية التغيير التي يعتقد أن دول المنطقة ستشهدها، والذي أكد هذا التحليل أن المظاهرات والاضطرابات التي بدأت من درعا لم تتوقف في المدينة مركز المحافظة بل انتشرت إلى المدن والقرى القريبة من المركز والتابعة للمحافظة، ثم انتشرت إلى محافظات أخرى وأخذت تتسع حتى وصلت شرارة المظاهرات والاضطرابات إلى العاصمة دمشق التي شهدت بعض أحيائها تظاهرات سقط فيها قتلى مثلما حصل في ريف دمشق والقرى القريبة والمؤدية إلى العاصمة.

ومع أن هذه الاضطرابات نالت حمص وحلب واللاذقية ودير الزور وبانياس وحماة والقامشلي، إلا أن الثقل الرئيسي للاضطرابات والمظاهرات ظل في محافظة درعا التي دائماً ما تأتي بمبادرات المعارضين التي كان آخرها استقالة مفتي المحافظة ونائبين من ممثلي درعا من مجلس الشعب، كما رصد بعض حركات التمرد في الأجهزة الأمنية والعسكرية.

كل هذا تعد مؤشرات وحالات مشابهة لما حصل في ليبيا وأوصل الأوضاع إلى حالتها الراهنة، وهناك مؤشر آخر يزيد من حالات التشابه بين ما يجري في ليبيا وما يراد فعله في سوريا، وهو استعانة النظام الليبي بالمرتزقة الأفارقة من خلال العلاقة الطيبة بين العقيد معمر القذافي برؤساء الدول الإفريقية، فالاتهامات بدأت توجه إلى النظام السوري باستعانته بنظام إيران الذي يعد حكامه خبراء في قمع الاضطرابات، وهو على الأقل ما قاله الرئيس الأمريكي أوباما.

هل تتكرر حالة ليبيا في سوريا؟ وهل يستطيع النظام أن يُجهض الثورة أم أنه سيجر البلاد إلى أتون الحرب الأهلية والتقسيم؟ هذا ما سوف نعرفه في الأسابيع القادمة..!



jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
تصدير سيناريو ليبيا لسوريا
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة